أصدر الباحث والصحفي "مازن شاهين" مذكرة بعنوان "ذاكرة الأيام الديرية 2011"، وهي تختلف بمحتواها عن مثيلاتها التي صدرت في "دير الزور" ، وذلك لاحتواء صفحاتها على توثيق لعدد كبير من شخصيات ومشاهير هذه المحافظة.

eSyria التقى هذا الباحث ليحدثنا بدوره عن هذا العمل الجديد بدءاً من فترة التحضير: «استمرت فترة الإعداد لهذه المذكرة مدة عام كامل، والتي صدرت باسم "ذاكرة الأيام الديرية 2011"، وهو عمل توثيقي جديد، حاولت فيه الابتعاد عن النمط التقليدي للكتاب، وذلك بإصدارها على شكل أجندة مكتبة بنفس قياس مواصفات الكتاب».

اعتمدت في إعداد معلومات هذه المذكرة على عدة كتب صدرت لي من قبل هي كتاب "تاريخ محافظة "دير الزور"، وكذلك كتاب "شهداء دير الزور"

ثم يتابع "الشاهين" مبيناً الغاية من الجمع ما بين السجل التوثيقي والمذكرة بالشكل العام، وكيف استطاع أن يدمج بنتاجه هذا بين الفكرتين، فيقول: «إن الكتاب يرافق الشخص عند الحاجة إليه فقط ثم ما يلبث أن يوضع في المكتبة، في حين أن المذكرة تبقى مرافقة للشخص طوال العام، وهذه المذكرة بالذات بحكم مضمونها تتحول إلى كتاب عندما يتم الاحتفاظ بها بالمكتبة.

ذاكرة الأيام الديرية 2011

كما أن إهداء الكتاب يتم على نطاق ضيق ومحدود، بينما المذكرة تهدى وتوزع بآلاف النسخ في بداية كل عام وبسعر منخفض نسبياً إذا ما تم قياسها بسعر الكتاب».

ويوضح "الشاهين" الغايات التي تحققها هذه المذكرة بالصيغة التي صدرت بها بقوله: «تحقق هذه المذكرة بخصوصيتها التي صدرت بها غايات عديدة أولها أنها الأولى من نوعها من حيث الشكل والمضمون، إذ تتضمن توثيقاً لحياة أكثر من خمسمئة شخصية وطنية واقتصادية وفكرية وفنية واجتماعية وسياسية ورياضية تركت أثرها وبصمتها في تخصصها، وهم من أبناء هذه المحافظة ولبعضهم دور ليس على مستوى "دير الزور" فحسب إنما على مستوى القطر العربي السوري ككل، واعتمدت على هذا الدور كمقياس في اختيار هذه الشخصيات دون غيرها.

الأستاذ علي الجاسم

والغاية الأخرى هي نوع من رد الجميل والوفاء لهذه الشخصيات النوعية والتي كان لها دور في تطوير "دير الزور" نحو الأفضل، وخصوصاً من يسمون الأوائل في مجالاتهم فهذه المذكرة ضمت الأوائل في الطب والهندسة والمحاماة والتعليم، مع صورهم الشخصية وسيرهم الذاتية، ومراحل تميزهم».

واحتاجت هذه المذكرة للرجوع لعدد من الكتب والمراجع، كان على ما يبدو لنتاج الباحث "الشاهين" السابق دور كبير في إثرائها، إذ يلخص لنا هذه الفكرة بقوله: «اعتمدت في إعداد معلومات هذه المذكرة على عدة كتب صدرت لي من قبل هي كتاب "تاريخ محافظة "دير الزور"، وكذلك كتاب "شهداء دير الزور"».

الصفحة الأولى من مفكرة ذاكرة الأيام الديرية 2011

أما طريقة عرض المعلومات في هذه المذكرة فاعتمدت الدقة والإيجاز، وذلك لتسهيل الاطلاع عليها من قبل القارئ، إذ يقول الباحث "الشاهين" حول ذلك: «حاولت تقديم معلومات عن هذه الشخصيات بطريقة المختصر المفيد، بحيث يأخذ القارئ فكرة جيدة عن الشخصية التي يقرأ لها دون أن أقع بالإطناب وذلك لكيلا يمل القارئ من جهة، ولكيلا تشغل المعلومات المقدمة حيزاً زائداً بحيث يفقد هذا الإصدار دوره كمذكرة».

ومن الذين اقتنوا هذه المذكرة التقينا الشاعر الأستاذ "علي الجاسم" والذي حدثنا بدوره عن الخصوصية التي شاهدها في هذا العمل بالقول: «حصلت على هذه المذكرة كهدية من مديرية الثقافة بدير الزور بعد فوزي بالمركز الثالث في المسابقة الأدبية "مسابقة الشاعر محمد الفراتي في مجال الشعر، الدورة الأولى" التي أقامتها في مجال الشعر، إذ قامت مديرية الثقافة مشكورة بتقديم هذه المذكرة للأوائل والمبرزين في مسابقتي الشعر والقصة، وعندما تصفحت هذه المذكرة دهشت بحجم المعلومات التي تقدمها إلى جانب دورها الوظيفي كمذكرة، إضافة إلى التكثيف في عرض المعلومة ما يشكل سلاسة في قراءتها».

وهذه المفكرة مفيدة لذوي النفس القصير بالقراءة، من خلال الاطلاع على المعلومات التي فيها بشكل عرضي وذلك من خلال الاستخدام اليومي لها، إذ يشرح لنا السيد "سليمان المحمد"، وهو صاحب أحد محال بيع المواد الغذائية ذلك بالقول: «لست من هواة القراءة لفترات طويلة لكن لدي حب الاطلاع وخصوصاً على الأمور التي تخص مدينتي وما فيها من تراث وشخصيات، لذلك أستطيع الاطلاع أولاً بأول ومن خلال الاستخدام اليومي لمفكرة "ذاكرة الأيام الديرية 2011" على ما في محافظة "دير الزور" من شخصيات مميزة».

ويشكل الاحتفاظ بالمفكرة بعد انتهاء هذا العام ضرورة بالنسبة لمقتنيها لسببين أوجزهما لنا السيد "عبد الرحمن العكلة"، وهو موظف، بالقول: «لابد من الاحتفاظ بهذه المفكرة بعد الانتهاء من استعمالها لسببين أولاهما لطبيعة الأشياء التي ندونها فيها، وثانيهما لأنها تحتوي ضمناً كتاب عن شخصيات "دير الزور" نرجع إليه كلما أردنا تصحيح أو تذكر معلومة».