عادت "الكمأة" من جديد لأسواق "دير الزور" وهذا النبات له مكانة عند أبناء هذه المحافظة، وموسم ظهورها يربطه بعضهم بموسم الخير من حيث الهطولات المطرية وغزارتها.

ولمعرفة أكثر عن هذا النبات مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 آذار 2020 الدكتور "فواز حاجي عبود" من جامعة "الفرات" رئيس قسم البساتين واختصاص فطريات، فقال: «"الكمأة" فطر ينمو برياً، وهو بسيط في تكوينه وتركيبه، ويتميز بمذاقه الطيب الذي لا يضاهيه أي نوع من النبات أو اللحوم بالنسبة للبعض. وتصنف "الكمأة" ضمن مجموعة الفطريات، وينمو برياً في البراري والصحارى ويعتبر من الفطريات الشحمية فهي كروية الشكل تنمو تحت سطح الأرض، ولها أنواع منها: "الزبيدي" وهو أبيض اللون وقوامه طري و"كمأ" يعرف بـ"الجبا" ولونه أحمر إلى بني داكن، وقوامه أصلب من "الزبيدي" وأشهر أنواع "كمأة" الصحراء هو: النوع الأفريقي الذي يعتبر من أفضل الأنواع، وكانوا يستوردونه من شمال "أفريقيا" وهو "كمأ" له غلاف أبيض ومذاق طيب، وقد لوحظ منذ القديم ارتباط بين ظهور "الكمأة" ووجود أنواعاً من النباتات و"كمأة" الغابات يرتبط وجودها بأشجار معينة منها: "البلوط"، "الزان" و"البندق"، و"كمأة الصحراء" يرتبط وجودها بأعشاب معينة منها: "الرقروق" أو "الأرقة"».

لها حضور في كل منزل لما لها من مذاق طيب ، ويمكن استخدامها في الكثير من الطبخات، ونجد أن كثيراً من العائلات تضيف هذه المادة إلى سلة المؤونة السنوية التي تقتنيها لتكون مخزوناً غذائياً للعام القادم، باعتبار ظهورها يرتبط بالأمطار الغزيرة والرعد، وقد ذكر بأن ماءها دواء للعين

ويضيف "الحاجي" «عرفت "الكمأة" منذ القديم، وذكرت بكتب عديدة وارتبط ظهورها بأمطار الخريف، وبخاصة إذا صاحبتها عواصف رعدية وبرق وتصبح من أفضل الأغذية في الربيع، وتنمو "الكمأة" بلا جذور وتكون محاطة بالتربة من جميع الجهات، ولا يلاحظ حولها سوى خيوط دقيقة، وتنمو في أراض رملية جافة تنمو بها شجيرات، وتتميز بألوانها فمنها: الأسود والأحمر والأبيض. ولا يقتصر حب "الكمأة" على الإنسان، بل تجذب الكثير من الحيوانات والحشرات، فبعض الخنافس تطير متجهة إليها من بعد يزيد على 500 متر، وبعض القوارض تسير نحوها من بعد عدة أمتار، واستخدمت هذه الخاصية في بعض الدول لتحديد أماكن وجودها».

الكمأة بأحجام مختلفة

ويتابع "الحاجي" حديثه: «أما القيمة الغذائية 11لـ"الكمأة" فهي تحتوي على ماء مقداره 75 – 80 % من وزنها، وإن نوع "الزبيدي" أكثر ماء من نوع "الجبا" و أهم مكوناتها هي البروتين، حيث تحتوي على بروتين بنسبة 16 – 19% من وزنها الجاف، و"الزبيدي" أكثر بروتيناً من "الجبا"، وكلا النوعين غني بالأحماض الأساسية».

ويضيف "الحاجي": «هناك محاولات لاستزراع "الكمأة" بعد أن عرفت بارتباطها الكلي مع ظهور بعض أنواع النباتات، وتمكن الفرنسيون من زراعتها منذ عشرات السنين، إلا أن ذلك لا يتم بالزراعة العادية إذ يسبق ذلك عملية زراعة أشجار "البلوط" و"البندق" وغيرها. وبعد نجاح زراعة الشجر تنثر في التربة تقاوى "الكمأة" وهي أجزاء من "كمأة" سابقة ويمكن الحصول على محصول من "الكمأ" بعد فترة تتراوح بين ست سنوات وحتى عشر سنوات من تاريخ الزراعة. أما بالنسبة لـ "كمأة" الصحراء فلم يسبق لأحد أن قام بها فذلك يحتاج لدراسات طويلة».

أنواع مختلفة

ويختم "الحاجي" حديثه: «في محافظة "ديرالزور" يفضلها الكثيرون عن طريق السلق وبعضهم يفضلها مع البيض والرز واللحمة وهناك من يحتفظ بها عن طريق عملية تجفيفها أو ما يعرف في اللهجة العامية "الشقيق" وحديثاً يتم الاحتفاظ بها في الفريزر أو الثلاجة، ولا ننسى أن لها فوائد طبية جمة، وأهمها أن ماءها يوصف لتطهير العين».

"لطفية العبود" من أهالي المدينة قالت عن "الكمأة": «لها حضور في كل منزل لما لها من مذاق طيب ، ويمكن استخدامها في الكثير من الطبخات، ونجد أن كثيراً من العائلات تضيف هذه المادة إلى سلة المؤونة السنوية التي تقتنيها لتكون مخزوناً غذائياً للعام القادم، باعتبار ظهورها يرتبط بالأمطار الغزيرة والرعد، وقد ذكر بأن ماءها دواء للعين».

الدكتور "فواز حاجي عبود"