كثيرة هي الطقوس والعادات التي تمارس قبل إتمام مراسم الزواج في محافظة "دير الزور"، ومن هذه العادات والطقوس ما يسمى "الجسع" وهو خياطة وتنجيد فرش العروس الذي تتكفل به العمة أو الخالة.

للتعرف على هذا الطقس قبل مراسم الزواج في محافظة "دير الزور" مدونة وطن "eSyria" التقت في 2 تموز 2014، السيدة "كفى العمر" من بلدة "الصبحة" التي حدثتنا بالقول: «لعادات الزواج في محافظة "دير الزور" ما يميزها من تكافل وتعاون من قبل الأقرباء، و"الجسع" من هذه العادات المميزة والجميلة التي تعد نوعاً من أنواع المساعدة من قبل العمة أو الخالة، وذلك مقابل أجر رمزي قد لا يتعدى ثمن القماش الذي ينجد به فراش العروس، فقد درجت العادة قبل زفاف العروس إلى بيتها الجديد أن تقوم العمة أو الخالة بتكفل صنع جهازها بما يختص بالفرش من لحف ومخدات وما شابه، ويحملونه إلى بيتها لترتيبه هناك مع الأهازيج والأغاني».

كان لهذه العادة مدلولاتها الاجتماعية من حب وألفة وتعاون بين الأقرباء، حيث يتطلب "الجسع" مجهوداً كبيراً من العمة والخالة لإتمامه، فقد يستغرق مدة تتجاوز الشهر من تنجيد وخياطة لفراش العروس، ولكن للأسف اندثرت هذه العادة عند الكثيرين، وبقيت عند بعضهم ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب منها شراء الفراش جاهزاً من الأسواق بأشكال وأنواع وألوان مختلفة ما يوفر الجهد والوقت

وتتابع: «كان لهذه العادة مدلولاتها الاجتماعية من حب وألفة وتعاون بين الأقرباء، حيث يتطلب "الجسع" مجهوداً كبيراً من العمة والخالة لإتمامه، فقد يستغرق مدة تتجاوز الشهر من تنجيد وخياطة لفراش العروس، ولكن للأسف اندثرت هذه العادة عند الكثيرين، وبقيت عند بعضهم ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب منها شراء الفراش جاهزاً من الأسواق بأشكال وأنواع وألوان مختلفة ما يوفر الجهد والوقت».

جهاز العروس من الفراش

عندما تبدأ العروس تجهيز حاجياتها وبعد شراء المواد اللازمة من القماش والصوف تتعهد مهمة تنجيد وخياطة الفراش إلى إحدى قريباتها، وغالباً يكون ذلك من نصيب العمة أو الخالة، هذا ما أشار إليه الباحث في التراث "خالد عبد الجبار الفرج"، ويضيف: «وهذه المهمة صعبة جداً تحتاج إلى جهد مضاعف، لأنه في "دير الزور" عندما تخرج العروس من دار والدها، تصطحب معها فراشاً كاملاً يشمل أثاث البيت وفرشه، وتخرج العروس اثنتي عشرة فرشة وتسمى "دوشگ"، واثنتي عشرة مخدة وتسمى "وسادة"، واثني عشر لحافاً، وهذه هي أهم التجهيزات للعروس مع باقي المكملات من أدوات طعام وأدوات منزلية، أما تجهيز الفراش فهو الهم الأكبر الذي كما أسلفنا يعهد إلى العمة أو الخالة».

وقد بين "الفرج" سبب تسمية "الجسع" بالقول: «يبدأ العمل بتجهيز الفراش من خياطة وتنجيد قبل وقت من تحديد موعد الزفاف، ويجبر من تعهد بالخياطة أن يتكئ على مرفقيه ويديه فترات من الزمن تستمر لساعات من العمل المتواصل حتى الإنجاز، ولذلك سميت بـ"الجسع"، حيث يتم الاتكاء على المرفقين ودرجت العادة على تسمية المرفقين في "دير الزور" "چسوع"، ويقال: "چسع فلان"، (أي اتكأ على مرفقيه)، وأصل كلمة "چسع" فارسي وتعني مرفق اليد، وبعد الانتهاء من الخياطة يتم نقل الفراش إلى دار العروس الجديدة، وغالباً ما كان العريس يسكن في بيت أهله، ويرافق الفراش العديد من القريبات ليبدأن الترتيب في غرفة العروس ووضع و"تصفيط" الفراش بشكل مرتب وجميل، ومن ثم توضع على الفراش "رشقة" وهي عبارة عن قطعة من القماش معدة ومطرزة ببعض الرسوم الجميلة، وبعد الانتهاء من الترتيب يأتي العريس، وتقول له: من أنجزت الفراش يا عريس؟ مبروك إن شاء الله بالتمام والكمال والرفاء والبنين، ومن ثم تقول له: (يا الله أعطني چسعي)، ويقدم العريس بدوره مبلغاً من المال، وينصرفن بعدها بالزغاريد».

كفى العمر
الباحث خالد الفرج