عشق "الديريون" البامياء، واهتموا بزراعتها واعتنوا بها واستخدموا التقنيات الحديثة في زراعتها وجنيها، إضافة إلى اختيار البذور الجيدة والسليمة منها.

للحديث عن "البامية الديرية" وطرق زراعتها وأهميتها عند مزارعي محافظة "دير الزور" مدونة وطن "eSyria" التقت في 14 حزيران 2014 المزارع "عبد الكريم المحمد" من قرية "القورية"، حيث قال: «تحتاج زراعة "البامية الديرية" إلى عناية فائقة من تعشيب و"ركاش" (لتهوية التربة) وسقاية، ومتابعة للإصابات الحشرية أو المرضية، ويتم قطافها متتابعة بعد مرور 90 يوماً من الزراعة، وقد يستمر القطاف لحوالي ثلاثة أشهر، وهذا يحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة، وغزارة الإنتاج تؤدي إلى انخفاض السعر، وهذه العوامل وغيرها جعلتها لا ترتبط بنسبة معينة كما في المحاصيل الأساسية أو خطة زراعية محددة كالقطن أو القمح، وإنما تخضع لإرادة المزارع، وبالنسبة لنا نحن المزارعين يعد محصول "البامية" من المحاصيل الزراعية الجيدة الذي يوفر لنا مورداً اقتصادياً مناسباً في كل موسم لذلك نهتم بزراعتها».

إن أهم ما يميز "البامية" في "دير الزور" هو حجمها وشكلها، وتعد من الأكلات المهمة التي يتم إعدادها لوجبات الولائم في ضيافاتنا؛ حيث يتم تحضير "الثرود" المشهور بمدينتنا منها، ويمكن طبخها مع الزيت أيضاً

السيدة "صفية الديري" ربة منزل قالت: «إن أهم ما يميز "البامية" في "دير الزور" هو حجمها وشكلها، وتعد من الأكلات المهمة التي يتم إعدادها لوجبات الولائم في ضيافاتنا؛ حيث يتم تحضير "الثرود" المشهور بمدينتنا منها، ويمكن طبخها مع الزيت أيضاً».

شكل "البامية" الديرية

المهندس الزراعي "غسان الشيخ خفاجي" من حي القصور الذي حدثنا بالقول: «تعدّ البامياء من المحاصيل الصيفية، ومن العائلة "الخبازية"، وتشتهر محافظة "دير الزور" بزراعتها، ومن أصنافها "الجمالية والمثمنة"، وتتكون من ثمانية أضلاع وهي مستديرة المقطع ملساء، تغطى من الخارج بزغب خفيف ويكاد يكون ناعماً، وهي نباتات نصف قائمة متوسطة التفرع، لون الساق أخضر فاتح، الورقة مشرشرة ذات لون أخضر، القرون منتصبة على الساق لونها أخضر، طولها يتراوح ما بين 3-6سم العنق قصير وثخينة الجذر، وتتميز البامياء بجذر وتدي يشبه المجموع الجذري لنبات القطن، والساق أسطوانية خضراء داكنة تتخشب مع تقدم عمر النبات وهي تحمل شعيرات خشنة، والأوراق كبيرة بيضاوية الحجم مفصصة 5-7 فصوص، والأزهار كبيرة الحجم صفراء اللون، والتلقيح الذاتي هو السائد مع وجود نسبة من التلقيح الذي تساهم فيه الحشرات».

"البامية الديرية" من المحاصيل المجهدة للتربة؛ هذا ما أضافه "الخفاجي" بالقول: «تجود زراعة "البامية الديرية" في أراضى الطمي نظراً لخصوبتها في وادي الفرات، كما تحتاج إلى أرض جيدة الصرف والتهوية، وهي من المحاصيل المجهدة للتربة، لذلك لا ينصح بزراعتها لعامين متتاليين بنفس الأرض، ويفضل بعد أحد المحاصيل، زراعة المحاصيل البقولية كالبازلاء أو الفول أو المحاصيل الورقية كالملفوف أو الخس، ونظراً لكون البامياء من المحاصيل المجهدة للتربة يفضل أن يكون التسميد متوازناً، فالتوازن في العناصر السمادية المضافة إلى النبات يؤدي إلى زيادة محصول النبات وجودته».

"البامية" الديرية في الأسواق

ويتابع: «تتم زراعة "البامية الديرية" بعدة طرق، منها: "العروة المبكرة" وتكون في نهاية شباط والأسبوع الأول من آذار من 90 -120 يوماً من الزراعة وتحتاج إلى عناية فائقة، وأيضاً "العروة المتأخرة" وتكون من نهاية آذار، وقد تمتد إلى منتصف أيار 50 – 70 يوماً من الزراعة، وقد أبدع مزارع المحافظة بالأخذ بتقنيات العلم فعمد إلى زراعة الأنفاق أو التغطية البلاستيكية ومراقبة الاحتياجات البيئية والغذائية للنبات مما يكسبه سبقاً في النضج والقطاف المبكر والحصول على أسعار مجزية، كما نشاهد نزولها كما يقال: (طاحت البامية) من منتصف شهر أيار، حيث يتم جمع الثمار من الحقل قبل أن تتصلب جدرانها وتتليف، ويختلف لون الثمار بين الأخضر والأخضر المائل إلى الأصفر في المراحل المتأخرة للقطاف».

كما نوه "الخفاجي" إلى أماكن زراعة "البامية الديرية" في محافظة "دير الزور" بالقول: «إن الإقبال عليها مع زيادة عدد السكان أدى إلى نشاط القرى المجاورة لزراعتها فأصبحت قرية "الشميطية" من أهم القرى في زراعتها، وكذلك قرية "الجفرة" ومن مزارعيها الذين اعتمدوا الزراعة المتطورة "آل قيصوم، والفرج"، ومن قرى الميادين "العشارة والقورية" التي اعتمدت الزراعة المتطورة و"التبكير" بالاعتماد على تغطية جزء من المساحة المزروعة بالبلاستيك مع مراقبة عوامل البيئة والتغذية للنبات، واقتصرت زراعتها في "دير الزور" على شكل "شكارات ومقاثي" بمعنى زراعة محدودة منزلية والفائض يباع».

عبد الكريم المحمد

ويشير "الخفاجي": «إلى أنه يشترط عند اختيار بذار "البامياء" أن تكون من نباتات جيدة من حيث النمو وجودة القرون وتكون مطابقة لمواصفات الصنف الجمالي (المثمن)، وخالية من بذور الأعشاب والبقايا النباتية، وأن تكون خالية من الإصابات المرضية والحشرية، لذلك يلجأ مزارع البامياء "الجمالية" لكونه صنفاً محلياً إلى تعليم النباتات الجيدة المواصفات وتركها في الحقل، وقبل انفجار قرونها (قبل أن تهر على الأرض) يقوم بجمع القرون، وعملية انتقاء ثانية فيفردها وينقيها ويحفظها في مكان بعيد عن الرطوبة وأشعة الشمس المباشرة ليزرعها في الموسم المقبل، وتتعلق نسبة الإنبات بطريقة الحفظ وعمر البذور».

إضافة إلى ما تم ذكره سابقاً يقول "الخفاجي": «يجب أن تكون الأرض معدة جيداً من حيث عدد الفلاحات وخالية من الأعشاب، وفي حال إضافة السماد البلدي يجب أن يكون متحللاً ويطمر جيداً للاستفادة من العناصر الغذائية لكون الجذر وتدياً، ويحتاج زراعة الدونم الواحد من بذار البامياء إلى كمية تتراوح ما بين 1-2كغ، واعتمد بعض المزارعين إلى زراعة الأثلام (خطوط) بدلاً من الزراعة الرطبة أو التقبيع على الجلد (سطح التربة)، ومن ثم إحاطة النبات بالتراب بعد "الركاش" (التعشيب)، وكانت زراعة التقبيع على خطوط ناجحة ومجدية لسهولة السقاية وعمليات الخدمة الأخرى، وقد وجدت مع مجموعة من العاملين في البحث العلمي أن بذور نباتات البامياء لا تقل شأناً عن بذور نباتات القطن في رفع التربة عند زراعة البذور على عمق سلامية إصبع تقريباً، وهذا ما جعلنا نستخدم بذور البامياء مع بذور نباتات القطن ذات البذور النادرة لإدخال أصناف جديدة وملائمة لبيئة المحافظة».