تستعد الأم لاستقبال طفلها الجديد بشراء "ديارة" له من: "قنداق، ودقونة، وقصيرة، وكيس نايلون"، وغيرها من المستلزمات الضرورية وذلك بمساعدة الأهل والأقارب والجيران.

للتعرف على "ديارة الطفل" في محافظة "دير الزور" مدونة وطن "eSyria" التقت في 1 أيار 2014 السيدة "زهور الحسن" من حي "العمال" التي حدثتنا بالقول: «كانت الأم الحامل تستعد ليوم الولادة وذلك بتجهيز كافة مستلزمات المولود الجديد، التي نسميها "ديارة الطفل"، وكانت العادة السائدة في مدينة "دير الزور" عندما تقترب ولادة المرأة الديرية وذلك قبل الولادة بشهرين تقريباً، تقوم المرأة بإعداد وتحضير هذه "الديارة"، وخاصةً إذا كان المولود الأول كما يسمى البكر أو (البچر)، وتبدأ الحامل بالتسوق هي وأمها أو إخوتها الأكبر منها أو خالاتها من صاحبات الخبرة في موضوع تجهيزات الأطفال، وهذه التجهيزات تتكون من: "القنداق، والدقونة، والشوالي، والقصيرة، وسروال نايلون"، ويتم اختيار القماش بمختلف الألوان وغالباً ما تكون ألوانها ما بين الزهري أو السماوي، وهي الألوان التي تختارها الأم لمولودها لعدم وجود ما يؤكد جنس المولود ذكر أم أنثى لذلك يضطرون لشراء اللونين، وبعضهم يشترون فقط اللون السماوي مستبشرين بذلك أن المولود سيكون ذكراً».

تهتم النساء في منطقة "دير الزور" بشراء مستلزمات الطفل قبل الولادة بفترة قصيرة، وكلٌ يشتريها وفقاً لإمكانياته الاقتصادية، حيث يتم تحديد يوم محدد للنزول إلى السوق وهي عادة تم توارثها، ومن هذه التجهيزات "القنداق" وهي كلمة تركية تعني "لفة الطفل" الذي يولد حديثاً من أجل أن يشتد جسمه ولا تظهر تشوهات في عموده الفقري، وهو عبارةً عن قطعة من القماش مربعة الشكل طول الضلع 50سم يثبت في إحدى زوايا المربع قطعة قماش على شكل بند بشكل حزام من أجل لف الطفل، ويزين "القنداق" ببعض النقوش والرسوم وتطريزها على أشكال زهور، وبعضهم يضعون رسوماً لحيوانات من أجل طرد العين أي من أجل إبعاد الحسد عن الطفل

وتضيف: «بعد شراء القماش يذهبون إلى محلات الإكسسوار، أو كما يسمى في "دير الزور" بائع "الكلفة" لشراء مواد التطريز والنقش لتزيّن "ديارة الطفل"، وهنا تذهب الأم ومن يرافقها بالقماش ومواد التطريز والنقش، وتشمل مواد التطريز خيوط تطريز ملونة وقصبية ذات ألوان زاهية وبعض الأزرار، والطرازة والنقاشة مهنة رائعة تحتاج إلى مهارة فائقة، تمتهنها الكثيرات من النساء وخاصة البنات والأرامل، وهي تعطي مردوداً جيداً ودخلاً عالياً لهن، ويقمن بتطريز "ديارة الطفل" من أغطية المخدات والشراشف ولباس الأطفال، وكل هذه الأمور عادة ما تكون بإشراف وتوجيهات "الحبابات" أي الجدات، وبعد الانتهاء من تأمين كافة مستلزمات الطفل تجتمع النساء من جيران وأقارب يوم الجمعة قبل الصلاة لترتيب "ديارة الطفل" في "بقجة" مخصصة على اعتبار أن هذا اليوم يوم مبارك وفيه الخير للمولود، وتوضع هذه "البقجة" بعد ترتيبها في الخزانة لحين موعد الولادة».

ترتيب ديارة الطفل

"أماني المعطي" من حي "الشيخ ياسين" تقول: «كان تجهيز "ديارة الطفل" فيه نوع من المتعة والتسلية للأهل والأقارب والجيران، بدءاً من النزول إلى السوق وانتهاء بترتيب هذه الأغراض بـ"البقجة"، حيث تشعر المرأة الحامل بأهميتها رغم التعب والصعوبات التي تتخلل التجهيز من خياطة وتطريز لهذه المستلزمات، وأذكر عندما تم تجهيز "ديارة" مولودنا الأول كيف أنا وزوجي جلسنا نتأملها ونحن في غاية السعادة والسرور بانتظار قدوم طفلنا بفارغ الصبر لنشاهده وهو يلبس من هذه "الديارة"، بينما في وقتنا الراهن وقبل الولادة بأيام يتم شراء كل ما يلزم الطفل من السوق دون تعب أو عناء، كما يتم تحديد اللون لأن الأم هذه الأيام باتت تعرف جنس الطفل إن كان ذكراً أم أنثى».

وعن أصل كلمات "ديارة الطفل" واستخداماتها يحدثنا الباحث والشاعر "خالد الفرج" بالقول: «تهتم النساء في منطقة "دير الزور" بشراء مستلزمات الطفل قبل الولادة بفترة قصيرة، وكلٌ يشتريها وفقاً لإمكانياته الاقتصادية، حيث يتم تحديد يوم محدد للنزول إلى السوق وهي عادة تم توارثها، ومن هذه التجهيزات "القنداق" وهي كلمة تركية تعني "لفة الطفل" الذي يولد حديثاً من أجل أن يشتد جسمه ولا تظهر تشوهات في عموده الفقري، وهو عبارةً عن قطعة من القماش مربعة الشكل طول الضلع 50سم يثبت في إحدى زوايا المربع قطعة قماش على شكل بند بشكل حزام من أجل لف الطفل، ويزين "القنداق" ببعض النقوش والرسوم وتطريزها على أشكال زهور، وبعضهم يضعون رسوماً لحيوانات من أجل طرد العين أي من أجل إبعاد الحسد عن الطفل».

الشاعر خالد الفرج

ويتابع "الفرج": «ومن هذه المستلزمات أيضاً "الدقونة"، وهي كلمة تركية تعني "المريول" أو الصدرية أو الفوطة، وهي تربط على عنق الطفل متدلية من أجل عدم اتساخ ثيابه أثناء الرضاعة أو عند إطعامه وجبة ما، وهي عبارة عن قطعة من القماش على شكل نصف دائرة أو مستطيلة الشكل يكون نصف قطرها 20سم، والمستطيلة يكون الطول 30سم، والعرض 20سم. وهنالك "الشوالي" وهي كلمة فارسية تعني "الشالة" عبارة عن قطعة من القماش الرقيق بيضاء مربعة الشكل طول الضلع 30سم يتم تحفيض الطفل بها، وهناك "القصيرة" وهي ثوب من القماش الرقيق قريب إلى الشاش يتم أيضاً تطريزه والنقش عليه ببعض الرسوم والأشكال،

وأخيراً، "سروال النايلون" وهو سروال يمنع تسرب البول».