تميزت منازل محافظة "دير الزور" قديماً بالمفروشات المصنوعة من الصوف وذلك لتوافر الأغنام والماعز بكثرة في ريف المحافظة، ومن هذه المفروشات "اللباد والساحة والدوشك والزولية والبسط".

للحديث عن المفروشات في المنزل الديري التي تتكون من الصوف مدونة وطن "eSyria" في 31 آذار 2014 السيدة "يسرى العلي" من ناحية البصيرة التي حدثتنا بالقول: «كان هناك الكثير من أنواع المفروشات التي تتكون من الصوف التي اهتم أهالي محافظة "دير الزور" ريفاً ومدينة بفرش بيوتهم بها، لما لها من خصائص ومميزات، منها منح المنزل الدفء شتاءً إضافة لمنظرها الجميل الذي يزيد من جمال المنزل، وذلك لدخول العديد من الألوان المتنوعة في هذه المفروشات، ومن هذه المفروشات الصوفية التي كانت والدتي تستخدمها في المنزل البساط يسمى "اللباد" وهو قديم في الدير طوله حسب رغبة صاحب البيت، ويصنع من الصوف الأبيض وينقش بشريط صوفي أسود أو بني، وهو عادة بعرض 70سم وطوله نحو أربعة أمتار، وكان اللباد يصنع بنقع ألياف الصوف بالماء وضغطها على شكل مستو، أو على شكل قالب محدد مثل قبعة أو طربوش أو أي شكل آخر مطلوب ويلون بعد ذلك باللون المطلوب».

كانت النساء قديماً تغزل الصوف في المدينة والقرى، ثم تبرمه (تفتل كل خيطين أحدهما مع الآخر) وتصبغه، ثم تنسجه بواسطة "السدى والصياصية". ويتشكل من مطارق (قطع) بعرض 80سم أحياناً، وتزينه رسومات يسمونها "عملات" وهي مثلثات ومربعات، ويختلف طول المطارق حسب النساجة، فإذا مد المطرق على الأرض يسمى "ممداً"، وإذا جمعت ثلاثة مطارق أو أكثر فهو "البساط"، وإذا كان الممدود مطرقين مخيطين أحدهما مع الآخر فهو "الساحة"

وتتابع: «كما كانت النساء في قرى الفرات ينسجون "الساحة"، وهو أيضاً نوع من البسط يتم نسجه من الصوف بواسطة العود، وتتألف "الساحة" من فجة أو فجتين (طول البساط) أو أكثر خيطت إحداهما مع الأخرى، ويغلب عليها اللون البني أو الأزرق، وتصبغ خيطانها بالنيلة و"الفوة" (نبات أحمر يطحن بالرحى) ويذر مسحوقه على الغزل المغطوط بالماء المغلي، وتسمى "السوح - جمع ساحة" الممتازة النوعية بـ"غفرية"، وهي أرق من البساط ومنها ممدات ومطارق. وهناك البساط العادي الذي يصنع على النول (الجومة) ويتألف من فجتين أو ثلاثة، ومن أنواعه "البساط الزوري" الذي تدخل في صباغته النيلة».

أما الباحث في التراث الشاعر "خالد الفرج" فحدثنا بالقول: «كانت النساء قديماً تغزل الصوف في المدينة والقرى، ثم تبرمه (تفتل كل خيطين أحدهما مع الآخر) وتصبغه، ثم تنسجه بواسطة "السدى والصياصية". ويتشكل من مطارق (قطع) بعرض 80سم أحياناً، وتزينه رسومات يسمونها "عملات" وهي مثلثات ومربعات، ويختلف طول المطارق حسب النساجة، فإذا مد المطرق على الأرض يسمى "ممداً"، وإذا جمعت ثلاثة مطارق أو أكثر فهو "البساط"، وإذا كان الممدود مطرقين مخيطين أحدهما مع الآخر فهو "الساحة"».

ثم تابع: «وتعد المفروشات الصوفية من الصناعات المميزة في محافظة "دير الزور" وذلك لوفرة صوف الأغنام وشعر الماعز ووبر الجمال، وتبدأ عملية الغزل والنسيج في الربيع عندما يجز الرجل صوف الأغنام، ومن ثم يغسله لتحضيره للصيف أو حين يكون الوقت معتدلاً، ويقوم الرجال بجمع الصوف وتسمى "جزة"، وتحتاج النساء إلى حوالي عشرين "جزة" لعمل بساط واحد، وتجمع النساء الصوف حسب ألوانه الطبيعية، ثم تبدأ عملية الغزل ليصبح خيوطاً رفيعة، ثم يصبغ الصوف الأبيض بالألوان التقليدية التي تبدأ بالأحمر إلى الأصفر والأخضر والأزرق، وتستعمل الأعشاب الطبيعية للصباغة مثل جذور بعض الأشجار ثم تطورت إلى الأصباغ التي يتم شراؤها من المدينة».

يسرى العلي

وعن أنواع المفروشات في المنزل الديري يضيف "الفرج": «هناك الكثير من أنواع المفروشات ولكل منها استخداماته، ومنها "مضربة رقطا" وهي تشبه "اللحاف" وتكون من الخام البلدي أو الخام العاني المصبوغ باللون الأزرق أو الأحمر من طبقتين ومحشوة بالصوف، وهي أسمك من اللحاف وتقوم مقامه، وأيضاً "الدوشك" وهي فرشة الصوف، و"الوسادة - جمعها وسد ووسائد" منها ما يحشى بالصوف ويلبس بغطاء من الخاصة المحلاة بالدنتلا للنوم والاتكاء، ولا ننسى "الزولية" وهي سجادة محلية تنسجها النساء في القرى باليد من دون نول خيط، سداها ولحمتها من الصوف السميك المفتول، وزرعها طويل وهو بعدة ألوان ثابتة، وتوجد في المدينة عدة قطع من هذا النوع عند الأفراد وتسمى "قطيفة" وأصلها كلمة فارسيـة».

خالد عبد الجبار الفرج