تحظى القهوة العربية عند أهالي "دير الزور" ريفاً ومدينة بالكثير من الاهتمام لما فيها من الأصالة وكرم الضيافة ويتفاخرون بطريقة صنعها وأدواتها، ولهذه القهوة آنية مخصصة تسمى دلالاً توضع بها بدءاً من "القمقوم" خزان القهوة وانتهاء "بالمصبة" التي تقدم بها القهوة، ولكل من هذه الدلال أهميتها واستخدامها.

للحديث عن أسماء دلال القهوة في محافظة "دير الزور" واستخداماتها مدونة وطن "eSyria" التقت في 18 آذار 2014 السيد "كحيط الفياض" من قرية "الصبحة" الذي حدثنا بالقول: «لدلال القهوة العربية المرة في محافظة "دير الزور" مسميات مختلفة وذلك وفقاً لاستخداماتها، كما أنه يختلف عددها وفقاً للمكان الذي تتواجد فيه، فمثلاً في الدواوين الكبيرة ومجالس شيوخ العشائر يكون عددها خمس أو أربع دلال، وهي: "القمقوم، والفوارة، والمطباخة، والمصفاة، والمصبة" أما في بعض المجالس الصغيرة فيكتفون بنوعين من الدلال وهما: "الفوارة، والمصبة"، وفي البيوت حالياً تستخدم فقط "المصبة"، ولكل من الأسماء التي تم ذكرها استخداماته وأهميته، وقبل أن تصل القهوة إلى هذه الدلال هناك مجموعة من العمليات لا بد من ذكرها؛ التي تبدأ بتحميس القهوة بالمحماسة وتقليبها بشكل متواصل بيد المحماسة حتى لا تحترق وبعد نضجها يتم تبريدها، ومن ثم توضع بـ"النجر" وهو جرن من الخشب خاص لدق القهوة المرة فقط حيث تدق بضربات موزونة وعادة لكل ديوان دقة خاصة مميزة وصوت "النجر" يسمى "ضبيج"، وبعد دق القهوة توضع في "قدرية" وهي إناء من النحاس، وبعد غليها بشكل جيد تفرغ في "القمقوم" وهو أكبر الدلال حجماً ومن ثم توزع في المصبات بعد إضافة حب الهيل إليها وتقرب من الجمر حتى تبقى ساخنة للشرب».

في البيوت الميسورة نجد أباريق للقهوة التي تقدم للضيوف تسمى دلالاً مفردها دلة وهي من النحاس وكانت تستورد من العراق ثم صارت تصنع بـ"دير الزور" واشتهر ديري بصنعها يدعى "مزعل" ورث الصنعة عنه أولاده ويتألف طقم الدلال من خمس قطع أكبرها "القمقوم" لخزن شراب القهوة ثم الفوارة لطبخ القهوة ويسميها بعضهم المطبخة ثم ثانية للتصفية ثم مصبة

"القمقوم" خزان القهوة العربية الذي يحافظ على نكهتها هذا ما حدثنا به الباحث "خالد الفرج" بالقول: «يحرص الديريون على وجود القهوة العربية المرة في بيوتهم قبل الطعام في أفراحهم وأتراحهم، ولهذه القهوة آنية مخصصة توضع فيها تسمى دلالاً وتنقسم هذه الدلال تبعاً لاستخداماتها المختلفة، فبعد غلي القهوة يتم وضعها بـ"القمقوم" وهو نوع من الدلال كبيرة الحجم وقد أتى هذا المسمى من "القمقم" ومعناه الإناء الذي يسخن فيه الماء ويكون ضيق الرأس ويعدّ خزاناً لحفظ القهوة؛ فقد تبقى فيه عدة أيام دون أن تفقد نكهتها المميزة فهو مثل خزان لحفظها، حيث يتم تفريغ القهوة من "القمقوم" تباعاً في دلة أصغر حجماً وتسمى هذه الدلة "الفوارة" وسميت بهذا الاسم لأنه يتم من خلالها صنع القهوة وتفويرها وغليها حيث تصبح صالحة لإضافة المنكهات من هيل وزعفران لتصبح جاهزة للشرب، ومن ثم يأتي دور دلة "المصفاة" وهي أصغر بالحجم حيث توضع فيها صافي القهوة وتبقى بالقرب من الجمر إلى جانب المنقل لتبقى ساخنة، وأخيراً يأتي دور دلة "المصبة" وتكون صغيرة الحجم وخفيفة لكي لا تتعب حاملها أثناء صب القهوة بالفناجين وتقديمها إلى الضيوف».

دلة الفوارة.

وقد ذكر الباحث "عبد القادر عياش" في كتابه "التراث الشعبي الفراتي" أسماء الدلال بالقول: «في البيوت الميسورة نجد أباريق للقهوة التي تقدم للضيوف تسمى دلالاً مفردها دلة وهي من النحاس وكانت تستورد من العراق ثم صارت تصنع بـ"دير الزور" واشتهر ديري بصنعها يدعى "مزعل" ورث الصنعة عنه أولاده ويتألف طقم الدلال من خمس قطع أكبرها "القمقوم" لخزن شراب القهوة ثم الفوارة لطبخ القهوة ويسميها بعضهم المطبخة ثم ثانية للتصفية ثم مصبة».

كحيط الفياض