للشرب من المزملة في محافظة "دير الزور" أدواته التي تلازمها أينما كانت؛ فقد كانوا يستخدمون للشرب في الأربعينيات من القرن الماضي "القرعة والمنشل"، ولجمع الماء المترشح من المزملة استخدموا "القحف".

للحديث عن "القرعة والمنشل" التقت مدونة وطن "eSyria" في 16 آذار 2014 المدرس في ناحية البصيرة "إسماعيل العثمان" الذي حدثنا بالقول: «تعد "القرعة والمنشل" من الأدوات الضرورية التي تلازم المزملة، فقد كان للمزملة أهمية كبرى حيث لا يخلو بيت في مدينة "دير الزور" وريفها من واحدة أو اثنتين وفقاً لعدد أفراد الأسرة، ومكانها في المنزل ليس ثابتاً ولا معيناً ويختلف باختلاف سعة البيت، بعضها في المطبخ وبعضها في (الحوش) وبعضها تحت درج السطح وبعضها في غرفة الجلوس، ولها غطاء من الخشب وعلى كرسي المزملة كف خشب توضع عليه طاسة التي يغرفون بها الماء لشربهم ويشرب بها جميع أفراد البيت ومن يدخل إليهم من الزوار والجيران من أبناء المدينة والريف والبادية، وبعضهم يعلق بطرف المزملة "منشلاً"، ولـ"المنشل" هواة كانوا يهوون شرب الماء به كما يوضع أسفل المزملة "قحف" من فخار أو قدر صغيرة تتلقى قطرات الماء المترشحة وتسمى "ناقوط" ويستخدم الماء المستخرج منه في صنع الشاي، ويغطون هذا "القحف" بنسيج قطني رقيق أبيض احترازاً وخوفاً من وقوع حشرة فيه».

يتم تعليق عدد من الطاسات ذات أشكال وأحجام متنوعة ولكل منها استخداماته، ومنها طاسة "القرعة" وهي بلا يد وتستخدم في الغالب عندما تكون المزملة ملأى بالماء وللأشخاص البالغين لكي لا تتلوث الماء بدخول اليدين فيها، وهناك الطاسة ذات اليد التي تعلق بالمزملة وتسمى "المنشل" وتستخدم عندما يصبح الماء في قعر المزملة، وأيضاً هناك "الجنق" للشرب وهي لفظة تركية، وتختلف صناعة الطاسات فمنها ما يصنع من النحاس أو البافون (الألمنيوم) ومنها ما يصنع من الخشب والفخار

وللطاسات أشكال وأحجام مختلفة هذا ما أضافه "العثمان" بالقول: «يتم تعليق عدد من الطاسات ذات أشكال وأحجام متنوعة ولكل منها استخداماته، ومنها طاسة "القرعة" وهي بلا يد وتستخدم في الغالب عندما تكون المزملة ملأى بالماء وللأشخاص البالغين لكي لا تتلوث الماء بدخول اليدين فيها، وهناك الطاسة ذات اليد التي تعلق بالمزملة وتسمى "المنشل" وتستخدم عندما يصبح الماء في قعر المزملة، وأيضاً هناك "الجنق" للشرب وهي لفظة تركية، وتختلف صناعة الطاسات فمنها ما يصنع من النحاس أو البافون (الألمنيوم) ومنها ما يصنع من الخشب والفخار».

المزملة والقاعدة الخشبية والغطاء والطاسة

أما عن سبب التسمية لهذه الطاسات فشرح لنا الباحث "كمال الجاسر" بالقول: «اهتم الديريون في الأربعينيات من القرن الماضي بأدوات الشرب وذلك قبل أن تصل المياه إلى البيوت عن طريق شبكات المياه الحديثة وتعبئة الخزانات بالمياه، وكان لها مسميات تتداول في ما بينهم ومنها طاسة "القرعة" سميت بهذا الاسم لأنها تبيض وتشبه القرعة النباتية، وهناك "المنشل" هو عبارة عن طاسة من خوص النخيل ولها يد طويلة عبارة عن عود بطول ثلاثين سنتمتراً طرفه معقوف ويسمونها مطلياً بالقار يأتي من عانة ويقوم بصنعها جماعة ينتقلون بين "دير الزور" وبلدة "البصيرة" الواقعة عند مصب نهر الخابور في الفرات على بعد أربعين كيلو متراً من "دير الزور" إلى الشرق وكثير من البيوت كان يستخدمها ويتلذذ بعضهم بالشرب بها، واستخدم الديريون "القحف" وهو من الفخار يستعمل للماء وأصص الريحان وبقية النباتات لتكسب المياه طعماً مميزاً، ولكن كان الشرب بالقرعة أو المنشل أو غيرها من أنواع الطاسات سلبياته الكثيرة وهو انتقال الأمراض والعدوى بالفيروسات في ما بين العائلة الواحدة والضيوف والأقارب والجيران وذلك لشربهم من الطاسة نفسها دون غسلها أو الانتباه إلى هذا الأمر».

الباحث كمال الجاسر
إسماعيل العثمان