لكي يستفيدوا منه في رحلات الصيد كان أهالي "دير الزور" يربون الفهد في بيوتهم، لما يتميز به من سرعة تمكنه من الاصطياد إضافة إلى منظره الجميل وحفظه للعهود والوفاء، وميله إلى النوم والخمول في المنزل.

للتعرف أكثر على الفهد الفراتي في وادي الفرات مدونة وطن "eSyria" في 24 شباط 2014، التقت الشاب "أحمد سبع الدير" من حي "الرشدية"؛ وهو من هواة الصيد الذي حدثنا قائلاً: «قبل الحديث عن الفهد الفراتي أود أن أورد هذه المقولة للمرأة الفراتية حين وصفت زوجها بالقول: "إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهِد"، ولهذه الكلمات معانٍ كثيرة؛ أي إنه يتعامل معها بلين وسكون حين يكون معها في البيت، لذا شبهته بالفهد الذي يوصف بكثرة النوم، فيقال: "أنوم من فهد"، وهو كالأسد إذا خرج لمواجهة أعدائه، فمن مميزات الفهد أنه يحرص على الوفاء والالتزام وحفظ العهود ويميل الفهد إلى النوم والخمول في المنزل، فقد شاهدته عند عمي رحمة الله عليه حين أحضره من إحدى رحل الصيد وقام بتربيته في المنزل، ولكن هذا الأمر ما عاد يحدث بسبب اتساع العمران وخوف الناس الذي قد يسبب المشكلات لمربي الفهد».

قبل الحديث عن الفهد الفراتي أود أن أورد هذه المقولة للمرأة الفراتية حين وصفت زوجها بالقول: "إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهِد"، ولهذه الكلمات معانٍ كثيرة؛ أي إنه يتعامل معها بلين وسكون حين يكون معها في البيت، لذا شبهته بالفهد الذي يوصف بكثرة النوم، فيقال: "أنوم من فهد"، وهو كالأسد إذا خرج لمواجهة أعدائه، فمن مميزات الفهد أنه يحرص على الوفاء والالتزام وحفظ العهود ويميل الفهد إلى النوم والخمول في المنزل، فقد شاهدته عند عمي رحمة الله عليه حين أحضره من إحدى رحل الصيد وقام بتربيته في المنزل، ولكن هذا الأمر ما عاد يحدث بسبب اتساع العمران وخوف الناس الذي قد يسبب المشكلات لمربي الفهد

وعن طريقة تربية الفهد وتجهيزه للصيد يتابع: «يحرص الصيادون دائماً في رحلات الصيد التي يقومون بها في وادي الفرات والشامية والجزيرة على إيجاد صغار الفهد لتربيتها لمساعدتهم في الصيد؛ وذلك لما يتميز به من سرعة تمكنه من اصطياد الأرانب البرية والحصيني، وإيجاد الفهود الصغيرة ليس بالأمر السهل إنما من الأمور الصعبة والنادرة، لأنه لا يمكن تربية الفهد إلا وهو في سن صغير أي بعمر شهرين تقريباً لنبدأ إطعامه الحليب والدجاج المسلوق واللحم المسلوق والابتعاد عن اللحم النيئ لكي لا يصبح شرساً في المستقبل على أهل بيته، ويتم إعطاء الطعام باليد واللعب معه لكي يألف صاحبه وعندما يبلغ سن خمسة أشهر أو ستة نقوم باصطحابه إلى الطبيب البيطري لنزع أنيابه وتقليم أظفاره، وهذه العملية للاحتياط خوفاً من مزاحه مع صاحبه أثناء اللعب والتدريب، أو من أن يؤذي أحداً في المنزل، وأيضاً لكي لا يؤذي الطريدة في رحل الصيد، والفهد يستطيع تناول الطعام حتى وإن تم خلع أنيابه، ولا بد بعدم تحدي الفهد أو القيام بحركة مباشرة معه لأنها تستفزه ويجب اللعب معه دائماً وعدم تركه لفترات طويلة وحده كما لا يجوز وضعه في قفص لمعاقبته لأن هذا الأمر سيجعله شرساً بعض الشيء».

أحمد سبع الدير

أما مساعد الطبيب البيطري "محمد شرقي"، فحدثنا عن مواصفات الفهد وحياته بالقول: «تتناسل الفهود طوال أيام السنة ولا تتقيد بموسم محدد، إلا أن الولادات تبلغ ذروتها في موسم الأمطار، وتلد الأنثى بطناً يتراوح عدد أفراده بين 3 و 5، على أنه يحتمل أن يصل إلى 9، بعد فترة حمل تدوم ما بين 90 و 98 يوماً، ويتراوح وزن الجراء عند الولادة بين 150 و 300 غرام، وعلى عكس الكثير من أنواع السنوريات، تولد الفهود بذات الرقط المميزة لها وتحتفظ بها طيلة حياتها، كذلك فإن ما يميز جراء الفهود عن صغار السنوريات الأخرى أنها تولد بفراء مبطن ناعم يمتد من وسط ظهرها على طول عنقها ويطلق عليه تسمية "العباءة"، وتنتمي الفهود إلى جنس ثابتة المخالب وسبب إطلاق هذا الاسم هو أن مخالبها ثابتة لا يمكن غمدها كما باقي السنوريات، الأمر الذي يجعل أقدامها أكثر شبهاً بأقدام الكلب».

وقد ذكر الباحث "أحمد شوحان" في كتابه "تاريخ دير الزور" فصل حيوانات وادي الفرات الصفحة (198) الفهد بالقول: «الفهد يوجد في بادية الشام، والغريب أن بعض الناس تأكل لحمه وتستطيبه وقد أصبح الآن قليل الوجود بسبب السيارات السريعة وتطور وسائل الصيد والقنص، وكان أهالي "دير الزور" يربونه في بيوتهم ويعلمونه الصيد فيصطادون به الأرانب والغزلان. ولهم حوله قصائد وحكايات غنوها "عتابا وموليا" وغير ذلك، وإذا انطلق الفهد إلى فريسته ولم ينلها وعاد خائباً ربما افترس صاحبه أو جرحه بمخلبه خجلاً لذا كان الديريون يستقبلون الفهد الخائب في اقتناص ما أرسلوه إليه بهذه الكلمات الترحيبية:

الباحث أحمد شوحان

"هلا هلا بالفهدا إن ما صادت اليوم تصيد غدا".

ويكاد اليوم أن يكون نادراً إن لم يكن قد انقرض وقد كانت الأزوار تعج به، ولون جلده أشقر منقط بنقط سوداء».