طريقة جديدة مستخدمة للعلاج في محافظة "دير الزور"، وهي "التعريقة والمكبة" باستخدام الأعشاب الطبيعية ووضعها في غرفة تساعد المريض في التعرق...

للتعرف على هذه الطريقة واستعمالاتها في محافظة "دير الزور" مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الثاني 2014 السيدة "سوزان درويش" من حي "العرضي"؛ التي تحدثت بالقول: «نستخدم "التعريقة والمكبة" في منطقتنا للتخلص من بعض الأمراض كالسعال، والزكام، ووجع الرأس وغيرها من الأمراض، وهي عبارة عن وعاء يغلى فيه الماء الذي يوضع فيه نبات "الشيح" وأنواع أخرى من الشوك والنباتات البرية الأخرى، التي نقوم بإحضارها من سوق العطارة، ويبقى القدر يغلي حتى يتصاعد البخار منه بشكل كثيف، وبعدها يغطى القدر بعد إنزاله عن النار، ويتم وضعه في غرفة وتكب عليه مكبة نسجت من أغصان شجر "الطرفة" ويجلس المريض في الغرفة ويدثر ببعض الأغطية، وبعد فترة من الزمن يبدأ العرق يتصبب منه بغزارة؛ ولذلك سميت بـ "التعريقة" ويتم تكرار هذه العملية حتى الشفاء».

كانت أول "مكبة" في بيتنا هي التي أحضرتها جدتي من حمام "الشيخ عيسى" القريب من "جسر الشغور"، عندما كانت تذهب مع عدد من الديريات إلى هناك للاصطياف والاستشفاء بمياه هذه الحمامات

وتابعت: «كانت أول "مكبة" في بيتنا هي التي أحضرتها جدتي من حمام "الشيخ عيسى" القريب من "جسر الشغور"، عندما كانت تذهب مع عدد من الديريات إلى هناك للاصطياف والاستشفاء بمياه هذه الحمامات».

صنع المكبة

من جانب آخر أشارت إلى أن "المكبة" تم استعمالها أيضاً لحفظ الطعام من الحشرات، فقد كانت تنوب عن البراد في عصرنا هذا؛ وذلك من خلال تغطية الأطعمة بعباءة من الصوف أو الوبر داخلها.

وفي محافظة "دير الزور" هناك الكثير من النباتات التي يستخدمها الأهالي لعلاج بعض الأمراض خلال استخدام "التعريقة والمكبة"، حسبما أشارت المهندسة الزراعية "سارة المزعل"؛ وقالت: «هي نوع من أنواع العلاج بالأعشاب الذي يتكون من شجر "الشيح" ورائحته طيبة، وهو شجيرات جذورها غليظة وطويلة وأوراقه دقيقة ومميزة، إضافة إلى شجر "الطرفاء" وهي شجرة تنوجد في الأزوار المنتشرة على شواطئ "الفرات"، كما توجد في البادية وجبل "البشري" وهي شجرة صغيرة تسمى "الطرفة" يصل ارتفاعها من (2 إلى 3) أمتار، وتتكون من أغصان خشبية متفرعة، وأوراق برية لونها أخضر فاتح ولها أزهار قرنفلية، وتزهر هذه الشجرة مرتين في العام الواحد، ومن أغصانها يتم صنع "المكبة"، أو من القصب البري الذي يقطّع في أيام الشتاء، لأن أغصان الأشجار عامة تكون مملوءة بالماء ما يكسبها قوة ومتانة كي لا يستطيع السوس نخرها، فيتم تجميع كمية الأغصان الكافية وينسج على شكل نصف دائرة أو على شكل مظلة مستوية القاعدة أو على شكل مستطيل أو مربع مستوي القاعدة؛ وذلك حسب عدد الأشخاص، إذ تختلف أبعاد "المكبة" من واحدة إلى أخرى، فيزيد قطرها واتساعها أو ينقص عن المتر وارتفاعها عن نصف المتر، ويمكن أن تجمّل بإضافة قبضة أو أكثر في أعلاها أو جانبها ليسهل رفعها عما تحتها وإعادتها كما كانت عليه أو أن يضاف إليها إطار على محيطها بشكل كامل».

التعريقة وتبخر الماء

أما الدكتور "أحمد مرير" من مدينة "الميادين"، فيقول: «هناك "تعريقة" أخرى يوصي بها أطباء الأنف والأذن والحنجرة، وهي عندما يشتد الرشح بشخص ويمتد إلى حنجرته وقصباته، يغلى ماء بوعاء ثم توضع بعض الأعشاب البرية التي تتميز برائحتها الزكية، ويضع المريض رأسه ووجهه فوق الوعاء، ثم يغطى الرأس بمنشفة ويبدأ المريض يستنشق البخار المختلط مع الأعشاب ويتعرق وجهه وتتوسع قصباته».

سوزان درويش