من الألعاب الشعبية التي ما زال يمارسها أطفال "دير الزور"، ذات أصل تركي، تتطلب سرعة بديهة وسرعة في الجري...

للتعرف على لعبة "أوغلي صجن" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 كانون الثاني 2014 الشاب "سامر النوارة" من حي "الشيخ ياسين"؛ الذي تحدث عنها بالقول: «من الألعاب الحماسية والمسلية التي يتم لعبها في مدينة وريف "دير الزور" على حد سواء، فقد كنا نمارسها في الطفولة بالحي، حيث نقف وأعصابنا مشدودة متى ستقع الحصى في كفنا لنبدأ الجري للوصول إلى "المحج" والقفز فوقه، و"المحج" عبارة عن دكة عالية يصل ارتفاعها إلى خمسين سنتمتراً وتبعد عن مكان وقوف اللاعبين عشرين أو ثلاثين متراً، ولا بد من الجري السريع والقفز خوفاً من أن يمسك بنا أحد اللاعبين ونخسر في اللعبة، وما يميزها أيضاً العدد غير المحدود لمن يلعب فيها، حيث يصل في بعض الأحيان إلى عشرة لاعبين أو أكثر».

من الألعاب الحماسية والمسلية التي يتم لعبها في مدينة وريف "دير الزور" على حد سواء، فقد كنا نمارسها في الطفولة بالحي، حيث نقف وأعصابنا مشدودة متى ستقع الحصى في كفنا لنبدأ الجري للوصول إلى "المحج" والقفز فوقه، و"المحج" عبارة عن دكة عالية يصل ارتفاعها إلى خمسين سنتمتراً وتبعد عن مكان وقوف اللاعبين عشرين أو ثلاثين متراً، ولا بد من الجري السريع والقفز خوفاً من أن يمسك بنا أحد اللاعبين ونخسر في اللعبة، وما يميزها أيضاً العدد غير المحدود لمن يلعب فيها، حيث يصل في بعض الأحيان إلى عشرة لاعبين أو أكثر

وعن طريقة اللعب وقوانينها يضيف: «يختار اللاعبون أحدهم رئيساً للفريق، ويصطفون إلى جانب بعضهم بعضاً، ويسمي الرئيس كل واحد منهم باسم خاص يجهله الآخرون ويعينون "محجاً"، وتكون أيديهم إلى ظهورهم الكف ملتصق بالكف وكل واحد مستقل بكفيه، ويمر بهم رئيس الفريق من الخلف وبيمناه حصى، يمس بها كفي كل لاعب كأنه يريد أن يلقيها في كفه وهو يردد بصوت مسموع منغم العبارة التالية: (أوغلي صجن أوغلي صين) ويضع الحصاة في كف أحدهم، وهذا يتظاهر بأن كفه خالية حتى لا ينتبه من بجانبه واللاعبون يراقبون بعضهم بعضاً، لأن من يتلقى الحصاة عليه أن يهرب دون أن يمسه اللاعب الذي بجانبه، فإذا فاز بالهرب يقف على "المحج"، ولكي يكافئه رئيس الفريق يخاطبه بقوله: ("يازاغ" يجيبه: "قاق قاق"... فيقول الرئيس: "اجتك صينية"، فيسأل اللاعب: إيش بيها؟... فيرد الرئيس: فيها كذا وكذا)، ويعدد أسماء اللاعبين الذين سماهم دون أن يعرفهم اللاعب الفائز، فيطلب اللاعب اسماً منها فيذهب صاحب الاسم ويعود بالفائز وقد حمله على ظهره».

سامر النوارة

وعن سبب التسمية يحدثنا الباحث "كمال الجاسر" ويقول: «لعبة "أوغلي صجن أوغلي صين" من الألعاب الشعبية المعروفة في "وادي الفرات"؛ التي يمارسها أطفال الدير وقصبات الفرات، إما في طرقات البلدة أو في البرية المتصلة بالبلدة فهي كل متعتهم، وكثيراً ما يشارك فيها الكبار بحماسة تثيرها في نفوسهم مشاهدة الصغار يلعبون ألعاباً طالما لعبوا بها في صغرهم وكانت متعتهم الوحيدة، ووفقاً للبحث والدراسات فهي من الألعاب الشعبية التي كان يمارسها صبيان الترك اقتبسها صبيان الفرات في العهد العثماني، والاسم من التركية و"صجن" تعني الأرنب، "صين" تعني: ابن الابن أي ابن ابن الأرنب، لأن اللعبة تتطلب القفز والعدو بسرعة وخفة، وتتميز بأدواتها البسيطة فهي تعتمد على حصى توضع بالكف، وعصا للإشارة بها إلى اللاعب الذي سيحمل الفائز، وترنيمة يحفظها الأطفال».

الباحث كمال الجاسر