هناك الكثير من الألعاب الشعبية في محافظة "دير الزور" تعتمد على الحصى ومن بينها لعبة "الفرز والصرع" التي تتميز بالحماس بين اللاعبين في حساب الخطوات للوصول إلى مئة خطوة لتحقيق الفوز.

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرس "حسين الكنعان" بتاريخ 6 كانون الأول 2013، الذي تحدث عن تفاصيل اللعبة وقال: «كانت من الألعاب المسلية والمشهورة بين أطفال المنطقة، وذلك لما يتخللها من حماس في حساب الخطوات للفوز وتجنب العقاب الذي قد يكون صعباً في بعض الأحيان، وتعتمد اللعبة على وضع "الصرع" في مكان يحدده اللاعبون (وهو عبارة عن حصى بحجم كف اليد أو أصغر قليلاً)، وبعد إجراء القرعة بين اللاعبين لمن له أولوية اللعب، يتم ضرب الصرع "بالفرز" (وهو أيضاً مجموعة من الحصى ولكنها أصغر حجماً)، وعندما يصيب "الفرز" "الصرع" ويتحرك من مكانه يتم حساب هذه المسافة بالخطوة ليتمكن اللاعب من جمع مئة خطوة المطلوبة للفوز».

تحتاج هذه اللعبة إلى التركيز أثناء تصويب "الصرع" ليتحرك من مكانه إلى مسافة بعيدة، وفي كثير من الأحيان يفشل بعض اللاعبين في التصويب ويبقى "الصرع" في مكانه ما يعطي الفرصة لغيره من اللاعبين للتقدم والفوز، ولأهمية اللعبة كان كل لاعب يمتلك "فرزاً" و"صرعاً" ويحتفظ بهما ويتم استخدامهما حين يأتي وقت اللعب، واليوم في النزهات الربيعية لهذه اللعبة نصيبها حيث تتم ممارستها بين الكبار بهدف التحدي والتباهي في القدرة على التصويب أمام الأهل والأصدقاء واسترجاع ذكريات الطفولة

وأضاف: «تحتاج هذه اللعبة إلى التركيز أثناء تصويب "الصرع" ليتحرك من مكانه إلى مسافة بعيدة، وفي كثير من الأحيان يفشل بعض اللاعبين في التصويب ويبقى "الصرع" في مكانه ما يعطي الفرصة لغيره من اللاعبين للتقدم والفوز، ولأهمية اللعبة كان كل لاعب يمتلك "فرزاً" و"صرعاً" ويحتفظ بهما ويتم استخدامهما حين يأتي وقت اللعب، واليوم في النزهات الربيعية لهذه اللعبة نصيبها حيث تتم ممارستها بين الكبار بهدف التحدي والتباهي في القدرة على التصويب أمام الأهل والأصدقاء واسترجاع ذكريات الطفولة».

الحصى التي كانت تستخدم في اللعبة

وعن قوانين هذه اللعبة وعقوبة اللاعب الخاسر يتحدث الباحث "كمال الجاسر" ويقول: «تعدّ من الألعاب الشعبية المميزة التي يلعب بها عدة صبيان في الطرقات في كل الأوقات، مع كل منهم "فرز" وهو عبارة عن حصاة مرحرحة مستديرة قطرها نحو عشرة سنتمترات، يخطون خطاً في وسط الطريق يسمى "الماد" ويقفون عليه ويقذفون "الفرز" إلى الأمام على عدة أمتار منه فمن كان فرزه أبعد يبدأ التصويب نحو "الصرع"، وهو حصاة تشبه الكمثرة يوضع وسط "الماد" فإذا أصابه اللاعب وأبعده عن مكانه مسافة قاسها بقدميه وحفظ عدد الخطوات، ويأتي دور الآخر وعليه أن يعيد "الصرع" إلى موضعه فيصنع صنيع الأول ويحتفظ برقم عدد الخطوات أيضاً التي حصل عليها بإعادة "الصرع" إلى مكانه، وأي لاعب بلغ عدد الخطوات التي جمعها مئة خطوة اعتبر فائزاً وخرج من اللعب ويعبرون عن ذلك بقولهم إنه "حج"، فإذا كان اللاعبون خمسة وحج أربعة وقع الغرم على الخامس وهو الذي لم يحصل على مئة خطوة، وعندئذ يضع اللاعبون الأربعة فروزهم فوق بعضها بعضاً وينصبون "الصرع" فوق الفروز حيث تكون بين فتحة ساقية، ويأتي الفائز الأول ويركل الفروز بقدمه ويتراجع إلى الوراء مهرولاً إلى مسافة بعيدة وعلى الخاسر أن يجمع "الفروز والصرع" المبعثرة ويعيدها إلى مكانها ويلحق بالمهرول ومن النقطة التي يمسك به فيها ويحمله على ظهره إلى "الماد" مكان "الفروز"، ويأتي دور الآخرين على المنوال المذكور».

أما السيد "محمد فارس" من "حي العمال" فيتحدث عن ذكرياته مع تلك اللعبة ويقول: « كنا نمارسها عندما كنا أطفالاً ونشعر بالسعادة والسرور عندما يكون الفوز حليفنا، ولكن أصبحت في وقتنا الراهن مثلها مثل الكثير من الألعاب الشعبية التي لم تعد تمارس في المحافظة، وإنما هي مجرد ذكرى من الماضي الجميل التي نرويها لأطفالنا في السهرات، وعدم ممارسة مثل هذه الألعاب له أسبابه الكثيرة ومنها امتداد العمران في المدينة ما أدى إلى ضيق المكان، إضافة إلى انتشار الألعاب الإلكترونية المتعددة والمختلفة، وانتشار وسائل الترفيه والتسلية التي كنا نفتقدها نحن في الماضي وهي الآن في متناول أطفالنا».