تتميز "العرزالة" بقيمتها الاجتماعية على اعتبارها ملتقى الأصدقاء والأقارب، ومازالت تلك الأكواخ البسيطة منتشرة على ضفاف "الفرات".

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "رامي النوارة" من حي "الشيخ ياسين" بتاريخ 27 تشرين الثاني 2013 الذي تحدث عن القيمة الاجتماعية لـ"العرزالة" في محافظة "دير الزور" وقال: «هي ملتقى ومركز تجمع الأصدقاء والأقرباء، كانت ومازالت لكل عائلة أو عشيرة "عرزالة" خاصة بها على ضفاف نهر "الفرات"، تستخدمها لتمضية الوقت وتبادل الأحاديث وممارسة بعض الألعاب المسلية، ويكثر الخروج إلى "العرزالة" في فصل الربيع والصيف حيث يكون الجو مناسباً للسهر، كما يكثر أيضاً في أيام العطل حيث يمتد السهر حتى طلوع الفجر».

أما السقف فيضعون فوقه الحشائش وعيدان من "الغرب" الرطبة وبالأخص السوس لتفوح منه رائحة زكية فإذا يبس السوس ونضج القصب وأخرجت ذرته فيضعون أحزامه فوق تلك الحشائش لاستعمالها في وقت الشتاء لغذاء الحيوانات أو للوقود إن زادت

وأضاف: «كنا نتجهز من العصر أنا وأصدقائي للذهاب إلى "العرزالة" ونأخذ معنا كل ما يلزم وأهمها أدوات التسلية كالكرة والبباز وطاولة الزهر، وعندما نصل نقوم بترتيب المكان وتوزيع المهام بيننا، وتبدأ السهرة بالحديث والمزاح والذكريات وبعض الموسيقا التي تشتهر بها المنطقة، أيضاً رواية القصص الخرافية المخيفة عن "السعلوية والحنافيش والرحمانيات" فهي قصص مسلية تجذب الانتباه، ولا تخلو هذه الجلسات من وجود بعض المأكولات والمشروبات».

"العرزالة" على ضفاف نهر الفرات

وعن شكل "العرزالة" ومواصفاتها حدثنا الباحث "كمال الجاسر" بالقول: «له أرض فسيحة تحدها أعمدة من شجر "الغرب أو التوت أو الطرفة" إلى جانب بعض القش، وتتكون جوانبها من جدران طينية لها فتحات بمثابة نوافذ ولها أشكال هندسية، ويختلف سقفها كثيراً فبعضها يكون مسطحاً وبعضها يكون على هيئة السطوح المائلة أي "الجملون"، وتحتوي على غرفة مستطيلة لا باب لها مخصصة للضيوف وفي وسطها موقد للنار توضع فيه أدوات تحضير القهوة المرة، وتلحق بها دور تكون خاصة للحرم أي المنامة العائلية، وتلحق بدار المنامة غرفة مستطيلة مخصصة للعلف، وإذا كان صاحبه ثرياً تكون خاصة بالدواب وهو ما يسمى "الياخور" ويستعمل للحيوانات وهو بمثابة كهف داخل الأرض رائحته غير محببة لأن أشعة الشمس لا تدخل إليه بتاتاً».

وتابع: «أما السقف فيضعون فوقه الحشائش وعيدان من "الغرب" الرطبة وبالأخص السوس لتفوح منه رائحة زكية فإذا يبس السوس ونضج القصب وأخرجت ذرته فيضعون أحزامه فوق تلك الحشائش لاستعمالها في وقت الشتاء لغذاء الحيوانات أو للوقود إن زادت».

"رامي النوارة"
الباحث "كمال الجاسر"