كانت طريقة لحفظ اللحم تحت الشمس والهواء والفحم يستخدمها أهالي "دير الزور" في وقت لم تكن "البرادات" موجودة، إلا أن "القديد" مازال من أنواع اللحوم المحفوظة المستخدمة إلى الآن.

مدونة وطن "eSyria" التقت الحاجة "شمسة التمر" بتاريخ 18/10/2013 من سكان "دير الزور" التي تحدثت عن "القديد" وكيفية حفظه واستخدامه وقالت: «اعتدنا في المحافظة على حفظ بعض الأطعمة وتخزينها للشتاء واستخدامها عند الحاجة، ومن هذه الأطعمة "القديد" وهو عبارة عن لحم محفوظ بطريقة التجفيف وذلك إما بوضعه في الهواء والشمس أو وضعه على نار الفحم، وهناك الكثير من الأسباب التي دفعتنا إلى "تقديد" اللحم قديماً، فعندما يكثر اللحم ولا نجد مكاناً مناسباً لحفظه خاصة أثناء الأعياد حيث يتم ذبح الأضاحي بكثرة، نقوم بـ"تقديد" اللحم، كما يستفاد منه بوضعه في "خوابي" ليأخذه الرجال معهم كغذاء أثناء رحلات الرعي التي قد تطول أكثر من شهر، ويتم "التقديد" بعد تسمين الذبيحة وذبحها حيث "تحمس" بشحمها وتوضع في جلد لحفظها ونأخذ ما نحتاج إليه يومياً وغالباً ما تستخدم هذه العادة في شهر رمضان».

تعني كلمة "قديد" في معجم "الوسيط" قطعاً من اللحم مع الملح جفف في الهواء والشمس وعلى الفحم، ولـ"القديد" فوائد عديدة منها أنه يحتفظ بالبروتينات، إضافة إلى أنه من العناصر الأساسية لبناء الجسم، كما يعتبر بمثابة مطهر للأمعاء لما فيه من توابل مثل الثوم والفلفل إضافة إلى رائحته الزكية التي تفتح الشهية، إلا أنه لا يخلو من بعض المساوئ وذلك عندما يكون هناك خلل في طريقة تحضيره فعندما يبقى الماء في اللحم يؤدي إلى تعفنه كما أن عدم وضع الكمية المناسبة من التوابل يؤدي إلى فساده

وأشارت إلى أن "القديد" معروف منذ عهد الرسول "ص" إذ إن أمه كانت تأكله وذلك حسب الحديث الشريف: (أتى النبي رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه، فقال له: هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد).

اللحم قبل التقديد

وعن طريقة تحضيره قالت السيدة "سوزان درويش": «إن عمل "القديد" يحتاج إلى خبرة في وضع الكميات المناسبة من البهارات والتوابل إضافة إلى طريقة تجفيفه وطهوه، ففي البداية نقوم بتقطيع اللحم إلى شرائط طولها من /60/ إلى /80/ سم وسماكتها من /3/ إلى /4/ سم، سواء كان لحم خروف "قعود" أو بقر، ونضعها في قصعة مناسبة لكمية اللحم ومن ثم نسكب ربع كوب من الزيت لكل كيلو غرام لحم ويتم وضع الكميات المناسبة من "التبلة" وهي: (فلفل أحمر، مسحوق الثوم، فلفل أسود، مسحوق القرفة، زعتر، أوراق أكليل الجبل، ملح)، ويخلط المزيج جيداً ويترك ليتجانس لمدة /20/ دقيقة على الأقل، ومن ثم يضاف إلى اللحم ويترك لمدة خمس دقائق، وبعدها يتم نشره على الحبل في مكان حيث يكون فيه الظل أكثر من ضوء الشمس المباشر، وتلف شرائط اللحم على الحبل وكلما بقى اللحم في الظل أكثر من الشمس أصبح طرياً أكثر ولا يتعرض إلى الجفاف الجائر، وبعد ثلاثة أو أربعة أيام من النشر وفقاً للمناخ، يتم تقطيعه إلى قطع مناسبة حسب الرغبة، ثم نسكب كمية قليلة من الزيت في قدر مناسب حيث يغطي نصف سنتيمتر من قعره ونضع اللحم حيث يمتلئ أكثر بقليل من نصفه ونسكب الماء حيث يغطي ثلاثة أرباع كمية اللحم، ونتركه ينضج على نار متوسطة إلى أن يتبخر الماء تماماً ونسمع صوت قلي الزيت، حينها نخفض النار قليلاً ونراقب اللحم باستمرار إلى أن يتحمر وينضج».

أما الطبيب "سمير إسماعيل" من حي "الرشدية" فقال: «تعني كلمة "قديد" في معجم "الوسيط" قطعاً من اللحم مع الملح جفف في الهواء والشمس وعلى الفحم، ولـ"القديد" فوائد عديدة منها أنه يحتفظ بالبروتينات، إضافة إلى أنه من العناصر الأساسية لبناء الجسم، كما يعتبر بمثابة مطهر للأمعاء لما فيه من توابل مثل الثوم والفلفل إضافة إلى رائحته الزكية التي تفتح الشهية، إلا أنه لا يخلو من بعض المساوئ وذلك عندما يكون هناك خلل في طريقة تحضيره فعندما يبقى الماء في اللحم يؤدي إلى تعفنه كما أن عدم وضع الكمية المناسبة من التوابل يؤدي إلى فساده».

التوابل وطريقة إعداد القديد
الحاجة شمسة التمر