أنشئت على موقع "الفيس بوك" بهدف نشر بعض الصور الجميلة وبعض المعلومات التاريخية عن مدينة "دير الزور"، صور وكلمات تحفز الذاكرة وتجعل الذكريات تخرج لتولد من جديد.

وإدارتها بشكل محترف جعلت لها قدرة على استدعاء ذاكرة أهالي "دير الزور" وتوثيق تاريخ هذه المدينة العتيقة.

أكثر المواد التي قمت بكتابتها لمدونة وطن حصلت على معلوماتها من خلال متابعي الصفحة، ففي بعض الأحيان تكون لدي الصورة دون أي معلومة تذكر عن الموضوع وعندما أقوم بنشرها على الصفحة تبدأ التعليقات التي تعطيني المعلومات المطلوبة التي تساعد في اكتمال المادة حيث تصبح جاهزة للنشر

إنها صفحة "فراتكم" التي اعتمدت على خاصية هامة من خواص مواقع التواصل الاجتماعي، وهو تفاعل المتلقي مع الناشر عبر رفد المعلومة سواء (صورة، أو قصة، أو مكان) بمعلومة أخرى لتتوالد المعلومات وتنتج معرفة.

الإعلامي رامي خطاط

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16/10/2013 الدكتور "سمير إسماعيل" أحد متابعي صفحة "فراتكم" من المغترب، الذي قال: «وجدت في صفحة "فراتكم" صوراً تراثية ونادرة الوجود، وأشعاراً فراتية، وأمثالاً وكلمات أصيلة، ورجالاً نفتخر بهم، وأماكن أثرية وكلها مهمة، وتاريخاً أصيلاً وزاهياً بكل ما يمكن لإنسان أن يعتز به، وأشياء أخرى كثيرة تجذب الأعمار المختلفة والأذواق أغلبها. لذا أعتبر "فراتكم" صفحتي التي أشربها كل يوم مع قهوتي الصباحية ومع المسائية أيضاً، صارت جزءاً مهماً من عاداتي المألوفة، وكلما أردت مجالسة صديق لي حنون أجالسها وأستمتع بذلك كل يوم، فمنوعاتها تجذبني كل مرّة، وتزيد من معلوماتي عن أهل "الفرات النشامى"، كما أنها تعيدني إلى ذكرياتي التي أحبها وأعتز بها، فمنا من اغترب منذ فترات طويلة، ولكل أسبابه، لكن شيئاً واحداً يجمعنا وهو حبنا لـ"الفرات" الذي شربنا من مائه النمير، هذه الصفحة تعيد إلي حتى ذلك المذاق ورائحة المكان».

وعن الأسباب التي دفعت إلى إنشاء الصفحة تحدث صاحب الصفحة الإعلامي "رامي خطاط" الذي قال: «صحيح أن هناك العديد من صفحات التواصل الاجتماعي- أنا من الناس الذين دخلوا هذا المعترك متأخراً (في بداية عام 2013)- لكن هناك العديد من الأسباب التي دفعتني إلى إنشاء صفحة "فراتكم" وأهمها التعريف بمحافظة "دير الزور" بطريقة صحيحة بسيطة وسهلة حيث تكون خفيفة على القارئ والمتابع ولا تشعره بالملل، وذلك بعرض معلومات بسيطة عن الموضوع وإرفاق صورة له أو الاكتفاء فقط بعرض الصورة والكلمة.

الدكتور سمير إسماعيل

والتذكير ببعض العادات والتقاليد والطقوس التي كانت تمارس قديماً واندثرت في وقتنا الراهن وأترك المشاركة والتعليق لأصدقاء الصفحة، إضافة إلى التذكير بالشخصيات التي كان لها دورها الفعال في محافظة "دير الزور" سياسياً ودينياً واجتماعياً وعلمياً وأدبياً واقتصادياً، كما دفعني إلى ذلك أيضاً عملي كمراسل لمشروع مدونة وطن "eSyria" في محافظة "دير الزور" والحاجة إلى المعلومة الصحيحة التي أحصل عليها من أصدقاء الصفحة، فعندما أباشر في كتابة موضوع معين عن "دير الزور" أقوم بطرح السؤال على أصدقاء الصفحة وأجمع المعلومات المطلوبة من خلالهم».

أما عن الأمور التي تختص وتهتم بها صفحة "فراتكم" فقال "خطاط": «تهتم صفحة "فراتكم" بكل ما يخص محافظة "دير الزور" من صغيرها إلى كبيرها ريفاً ومدينة، عاداتها تقاليدها، مواقعها الأثرية، أماكنها، والقصص والأحداث التاريخية، والشخصيات، حتى "الأكلات" الأكثر شهرة في المحافظة، والألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال، وتبدأ الأهمية بالصورة، لأنها هي الأهم وبشكل خاص عندما تكون لمعلم مميز من معالم المحافظة.

وبعدها يأتي دور الكلمة التي تحرك الذاكرة للمشاركة والتعليق، وكثيراً ما يكون هناك جدل على الصورة أو الحدث حيث يكون الموضوع جديداً عليهم ولم يسمعوا به من قبل، وعندما يسألون أصحاب الخبرة والاختصاص يتأكدون من صحته، وهذا أعطى للصفحة المصداقية والمتابعة الدائمة لكل ما ينشر فيها».

أما المصادر التي يتم تزويد الصفحة بها، فأشار "خطاط" بالقول: «كثيراً ما يتم سؤالي عن المصادر والمراجع التي أعتمد عليها في النشر وكيفية الحصول على المعلومة، فاعتمادي بالدرجة الأولى على الكتب والمراجع التي قام بنشرها باحثون من محافظة "دير الزور" أو الرحالة الذين زاروها قديماً، وقبل نشر أي موضوع أقوم بالمقارنة بين جميع الباحثين والمراجع والمصادر وأكتفي بأخذ ما اتفقوا عليه، وإذا لزم الأمر أستعين بآرائهم مع الإشارة إلى المصدر وإلى أن هذا الكلام هو رأي الباحث».

وتابع "خطاط" بالقول: «تختلف أعمار متابعي الصفحة وبنسب متفاوتة فمن خلال الرؤى الموجودة على الصفحة تبين لي أن أغلب المتابعين أعمارهم من العشرين إلى الخمسين، فهو خليط من عدة أجيال تبحث عن المعرفة للتعرف أكثر على محافظة "دير الزور" حتى إن هناك أصدقاء للصفحة من خارج المحافظة ونسبة كبيرة من المغتربين الذين ابتعدوا عن "دير الزور" لسنين طويلة بسبب انشغالهم بالعمل في الخارج فكانت الصفحة لهم بمثابة استدعاء للذاكرة والحنين إلى الوطن».

لـ"فراتكم" خصوصية في تزويد الصحفي بالمعلومات التي حدثنا عنها "خطاط" بالقول: «أكثر المواد التي قمت بكتابتها لمدونة وطن حصلت على معلوماتها من خلال متابعي الصفحة، ففي بعض الأحيان تكون لدي الصورة دون أي معلومة تذكر عن الموضوع وعندما أقوم بنشرها على الصفحة تبدأ التعليقات التي تعطيني المعلومات المطلوبة التي تساعد في اكتمال المادة حيث تصبح جاهزة للنشر».

وعن أسباب نجاح الصفحة برأي "أدمن" الصفحة قال: «الابتعاد عن الروتين في النشر، فدائماً هناك شيء جديد ومتغير بهدف دب الحماس لدى متابعي الصفحة، فمثلاً قمت بوضع أبراج "ديرية" حيث بدلت الأبراج وأسميتها بمناطق وأماكن من المحافظة وقمت بسؤال الأصدقاء ما هو برجك بـ"الديري" وتم قبول الفكرة والمشاركة فيها إضافة إلى ذلك قمت بإنشاء معرض للكتاب لكتاب محافظة "دير الزور" وقمت بعرض المؤلفات للكتاب وصور لأغلفة الكتب ولاقت أيضاً الفكرة استحساناً من قبل متابعي الصفحة، وهناك الكثير من الأفكار التي قمت بعرضها وكان لها الدور الأكبر في نجاح صفحة "فراتكم"».

الجدير بالذكر أن الإعلامي "رامي صهيب خطاط" من مواليد محافظة "دير الزور" /1979/، حاصل على إجازة في الإعلام من جامعة "دمشق"، ويعمل مراسلاً لمدونة وطن في محافظته "دير الزور".