كانت "دير الزور" غائبة ومغيبة عن الأحداث التي كانت تجري في المنطقة إبان الحكم العثماني، إلى أن جاءت "البوسطة والتلغراف" فكُسرت الحواجز وفتحت أمامها مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية كثيرة.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30/9/2013 الإعلامي "محمد الجراح" الذي تحدث عن "البوسطة والتلغراف" أثناء وجود الحكم العثماني في محافظة "دير الزور" وقال: «تعتبر من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى زيادة الوعي لدى أهالي المنطقة وسرعت عملية معرفة الأحداث التي كانت تجري من حولها، عن طريق التواصل بين الطبقات المثقفة من أدباء وصحفيين وسياسيين وشيوخ دين وغيرها من الشخصيات الوطنية، ما أدى إلى النهوض في وجه الدولة العثمانية التي باتت تصل أخبار هزائمها المتتالية على الجبهات مع أعدائها الإنكليز والفرنسيين، فقبل عام /1880/م كانت المحافظة تعيش نوعاً من العزلة عن بقية المحافظات والمناطق المجاورة لها وذلك بسبب غياب طرق التواصل فيما بينها ولم يتغير الوضع إلى أن دخل "التلغراف والبوسطة" عن طريق السلطة العثمانية التي استقرت في المنطقة واعترفت بـ"دير الزور" كمتصرفية وولاية مهمة لها تأثيرها في المنطقة، وساعد ذلك في كسر كافة الحواجز بين المحافظة والمحافظات الأخرى وأخرجتها من تلك العزلة، وأصبحت ترسل الرسائل عن طريقها وتأتي بالأخبار المهمة لمعرفة ما يجري من أحداث في المناطق الأخرى».

تعاقب على إدارة "البوسطة والتلغراف" عدد من المأمورين كان آخرهم "كاظم أفندي" الذي عيّن /1909/م، واستمر حتى عام /1918/م، ومنذ تأسيسها حققت فائدة كبيرة في فتح المجال لتوظيف أبناء "دير الزور"، كما ساعدت في تسريع اتصال "المتصرفية" مع العاصمة "الآستانة"، كذلك اتصالها مع بعض المناطق المجاورة لها كولاية "بغداد" و"ديار بكر" و"أورفة" و"حلب"، وربطها مع بعض أقضيتها مثل قضاء "عانة"، ومن هنا نرى أن إدارة "البوسطة والتلغراف" قد ساعدت "دير الزور" في كسر حواجز عزلتها بل جعلتها تتصل مع محيطها بدل الانغلاق والانكماش اللذين كانت تعيشهما سابقاً ما انعكس إيجابياً على الاقتصاد فيها ولا سيما الجانب التجاري

وتحدث الأستاذ "رامي وحيد الدين الضللي" في كتابه "دير الزور خلال العهد العثماني" عن "البوسطة والتلغراف" فقال: «هي إحدى الإدارات التي استحدثت بعد أن أصبحت "دير الزور" "متصرفية" ممتازة، وقد ورد أول ذكر لها في عام /1890/م، ويرأس تلك الإدارة مأمور مهمته الإشراف على مراكزها التي أنشأتها الدولة العثمانية في بعض الأقضية ضمن "المتصرفية" التي تتبع إلى هذه الإدارة الموجودة في قصبة "المتصرفية" "دير الزور"، ويساعد المأمور عدد من الموظفين الذين يعملون تحت إدارته وهم: معاون له في مركز الإدارة، ومأمور يمثله في مركز كل قضاء، وكاتب تحريرات، وكاتب برقيات، ورئيس كتاب، وعدد من المخابرين باللغة العربية والعثمانية ولغات أجنبية أخرى كالفرنسية، ويعين مأمور هذه الإدارة والعاملين فيها المتصرف نفسه، أما واردات هذه الإدارة فهي الرسوم المفروضة على إرسال الرسائل أو البرقيات وتوضع رسوم البرقية حسب عدد الكلمات».

شارع البريد.

وتابع: «تعاقب على إدارة "البوسطة والتلغراف" عدد من المأمورين كان آخرهم "كاظم أفندي" الذي عيّن /1909/م، واستمر حتى عام /1918/م، ومنذ تأسيسها حققت فائدة كبيرة في فتح المجال لتوظيف أبناء "دير الزور"، كما ساعدت في تسريع اتصال "المتصرفية" مع العاصمة "الآستانة"، كذلك اتصالها مع بعض المناطق المجاورة لها كولاية "بغداد" و"ديار بكر" و"أورفة" و"حلب"، وربطها مع بعض أقضيتها مثل قضاء "عانة"، ومن هنا نرى أن إدارة "البوسطة والتلغراف" قد ساعدت "دير الزور" في كسر حواجز عزلتها بل جعلتها تتصل مع محيطها بدل الانغلاق والانكماش اللذين كانت تعيشهما سابقاً ما انعكس إيجابياً على الاقتصاد فيها ولا سيما الجانب التجاري».

الإعلامي محمد الجراح