يستخدم الرجال في وادي الفرات أغطية خاصة للرأس يحرص الريفيون منهم على وجه الخصوص على ارتدائها. eSyria التقى السيد "يوسف عبد الخلف" من قرية "حطلة" الذي بين لنا أنواع المحارم أو "اليشامر" التي تستخدم في وادي الفرات بقوله:

«من الأغطية التي لاتزال مستخدمة وبكثرة في الريف الفراتي ما يعرف "بالمحرمة"، ولها ألوان وأنواع متعددة وبالتالي فإن لها أسماء متعددة ومن هذه الأسماء "الكضاضة" وهذه التسمية لم تكن منتشرة بكثرة في "دير الزور" وانتشرت في مناطق أخرى مثل "الأردن" وهي عبارة عن منديل من القطن الأبيض وإطاره ملون بعدة ألوان هي الأحمر أو الأزرق أو الأصفر.

أهم غطاء رسمي للرأس انتشر في وادي الفرات في المرحلة العثمانية هو "الطربوش": وهو غطاء للرأس يعود إلى الحقبة العثمانية، وهناك من يلف شاش أبيض فوق الطربوش أو يلف قماشاً اصفر عليه ويسمى "كشيدة" وظهرت "الكشيدة" في عهد المتصرف التركي "إسماعيل زهيدي" كبديل من العقال الذي أمر بمنع ارتدائه

أما النوع الثاني من المحارم فهو "محارم سمسمية" وساحتها صفراء فيها نقاط تشبه السمسم ولعل هذا هو السبب الذي إحدى بالعامة إلى تسميتها بهذا الاسم.

الباحث عيدان العمران مرتدياً المحرمة والعقال.

محارم "مركزيت": وكانت تسمى عند بعض التجار "فوال" وتسمية "مركزيت" تسمية سويسرية ولها عدة أنواع منها صوف أو قطن.

"اليشمر" والذي يسمى "جمدانة" وله عدة أنواع منه الأزرق والأحمر.

نماذج للمحارم التي تستخدم كغطاء للرأس عند الرجال

ومن الأنواع التي كانت منتشرة أيضاً "محارم كسروانية" وهي محارم حريرية لها "شراشيب"، وكذلك محارم "دوسة المهرة": وهي محارم مقصّبة سوداء أو حمراء ذات "شراشيب"، تنسج الخطوط في أطرافها بخيوط مذهبة

كما التقينا الباحث "عيدان العمران" والذي شرح بشكل مفصل الأجزاء التي يتكون منها زي الرجل في منطقتنا، بقوله: «يلبس الرجال ألبسه خاصة، ونسمّي بعض الألبسة التي نعرفها بتسمياتنا المحليّة المتوارثة في منطقتنا فللرجال:

"المحرمة": وهي من القماش الرقيق الأبيض وأفضلها نوع "المركزيت".

"اليشمر": وهي معروفة ولونها بالأحمر وكانت تلبس باللون الأزرق ويعلو "المحرمة" أو"اليشمر" "العكال" أو العقال": وأغلب صنعه من "المرعز" وهو نوع خاص من شعر الماعز».

كما حدثنا الأستاذ "زهير العلي" وهو أحد المهتمين بتراث وادي الفرات عن أغطية الرأس في العهد العثماني بقوله: «أهم غطاء رسمي للرأس انتشر في وادي الفرات في المرحلة العثمانية هو "الطربوش": وهو غطاء للرأس يعود إلى الحقبة العثمانية، وهناك من يلف شاش أبيض فوق الطربوش أو يلف قماشاً اصفر عليه ويسمى "كشيدة" وظهرت "الكشيدة" في عهد المتصرف التركي "إسماعيل زهيدي" كبديل من العقال الذي أمر بمنع ارتدائه».

وبالنسبة "للعقال" والذي يستخدم لتثبيت "المحرمة" غطاء الرأس هو الأهم في ريف وادي الفرات فأعطانا ملخصاً حوله الشاب "أسعد موزّر الصالح" من ناحية "الكسرة" بقوله: «العقال: وتسمية العقال لغة هو الخيط الذي يشد به أعلى ركبة الجمل حتى لا يغادر مكانه، والعقال الديري كان يصنع من خيوط من نوع خاص من شعر الماعز يسمى "المرعز" الأسود.

وهذه الخيوط يؤتى بها من "الموصل" ويتم تصنيع "العقال" في "دير الزور" ، ويكون له ثنية أمامية وثنية خلفية وتتدلى منه خيوطا سميكة تسمى "شرابات" يصل طول والواحدة منها حوالي نصف متر، وفي أسفل كل واحدة منها مجموعة من الخيوط القصيرة مربوطة ببعضها».

ثم يتابع "الصالح" كلامه حول ميزات "العقال" الديري: «ومن مميزات العقال "الديري" أنه كان غالي الثمن وثقيل الوزن حيث كان يبلغ وزنه حوالي 300 غرام ولذلك لجأ البعض إلى استبداله بعقال آخر رفيع، بينما ضلت الشرابات مستخدمة أيضاً في العقال الرفيع، ويضع العقال عادة فوق المحرمة ومن أنواع العقال "عقال القصب" وهو العقال الحجازي المضلع، وعقال الوبر ويمكن للبعض أن يستبدل العقال الذي يضعه فوق المحرمة بمحرمة أخرى ملفوفة تسمى "عمامة" وهناك من يلف شاشا أبيض أو أخضر على المحرمة، وهذا الشاش خاص بمن يقولون إنهم ينتسبون إلى آل النبي صلى الله عليه وسلم، وتسمى "سيدية"».

ويذكر لنا الباحث "عبد القادر عياش" أن من أغطية الرأس ما يسمى طاقية اللباد" بقوله: «"طاقية اللباد" ذات ردة، وعليها خيطان قطن حمراء وسوداء، ولبادة للحمالين، "وعرقجينة" من خاصة مخاطة أو من خيطان قطن منسوجة تلبس تحت المحرمة أو لوحدها منها المطرزة على أطرافها، ولبس بعض الديريين "القلبق": "وهو غطاء للرأس كالذي يلبس في الزي الفلكلوري الشيشاني"، أما التلاميذ والشبان فحاسروا الرؤوس، شاع ذلك منذ عشرين سنة».

أما في مدينة "دير الزور" فلم يعد هناك أغطية للرأس تستخدم كزي رسمي بحسب ما شرح لنا السيد "عبد الحليم جنيد" من أهالي "دير الزور" بقوله: «تخلى الرجال في مدينة "دير الزور" عن وضع غطاء للرأس كزي فلكلوري بعدما كانوا في الماضي يضعون المحرمة والعقال أو الطرابيش في الفترة العثمانية، وقد بدأ الرجال عادة عدم وضع غطاء للرأس منذ نهاية الفترة العثمانية، وكانت ظاهرة غريبة أن يخرج رجل دون غطاء رأس، وكانوا يسمون من يفعل ذلك "المفرّع"».