توقفت مطولا ً بعد قراءتي لأحد المقالات الجديدة التي ذكّر كاتبها: أن السنة الميلادية 2008هي سنة الاستثناء التاريخي الذي لا يتكرر إلا كل ستٍ وثلاثين عاما ً حيث تحتضن السنة الميلادية بين حناياها ثلاثة أعوام هجريّة..

وذلك تبعا ً للاختلافات الحاصلة بإتباع التقويمين القمري (الهجري) والشمسي (الميلادي)، وفرق الأيام العشرة التي تجعل التقويم الشمسي يزيد ويكبر أخيه التقويم القمري، لذا نجد اختلافاً وفوارق جميلة وطريفة في تقويم المناسبات القمرية عند اقترانها بالتقويم الشمسي.

وهذه السنة الميلادية 2008 (السنة الكبيسة) حملت في أيامها الثمانية الأوائل ختام العام 1428 وسوف تحمل العام الهجري 1429 كاملا ً وقبل أفول العام الشمسي 2008 ستكون أيامه الأخيرة هي مستهل وغرّة العام الهجري 1430 طبعاً إن هذه المصادفة التاريخية لا تأتي تبعا ً للحسابات الرياضية إلا كلّ 36 عاما شمسياً.

لكن ما أثار حفيظتي واستشاط غيظي تسجيل بعض الصحف السورية الرسمية واليومية للتاريخ الهجري وفقا ً لابتكارات ولإسطرلابات القائمين عليها دون الرجوع إلى تقويم ٍ قمريٍ موحد يجعل من التاريخ الهجري موحداً ومؤلفا ً بينها، وهذا طبعاً سيؤدي إلى عدم تواجد السنة الهجرية الثالثة مع نهاية العام الميلادي الحالي.

خاصة ًوأننا بلد يدين بالدينة الإسلامية وأنّ احترامنا وتقيدنا بالتقويم القمري إنما يعبّرعن تمسكنا وعمق محبتنا واهتمامنا بالتاريخ الهجري وأحداثه، وليس هذا التاريخ عبارة عن مجموعة من الكلمات والأرقام التي لا يلتفت إليها أحد أو يهتم بها، واليوم ونحن نواجه الحملات الإعلامية الغربية الموجهة ضد حضارتنا وثقافاتنا وحتى تاريخنا، يجب علينا كدول عربية وإسلاميّة أنّ لا نترك المجال للغرب ينسينا إسطرلابنا العربي وتاريخنا القمري، ونعرض لأخطاء بتاريخنا على المانشيت الرئيسي لصحفنا اليومية.