منذ العام 345م يحتفل العالم بعيد ميلاد السيد المسيح، فمنذ ذلك التاريخ ارتبط هذا اليوم بأعراف وتقاليد جعلت من هذا العيد الأجمل والأسعد بين الأعياد التي يحتفل بها.

التاريخ شهد الكثير من الأحداث المتعلقة بالكريسماس وقد سردت الكتب والمجلدات الكثير عن هذا العيد وكيف تحتفل كافة الدول فيه، ففي كتب (العيد في العالم) للدكتور يوسف النصر، الصادر عام 2007 بين كيف أن الحجاج المسيحيون في الأراضي المقدسة يحتفلون بالعيد في كنيسة المهد التي ولد السيد المسيح فيها، وكيف أن الطوائف المسيحية المختلفة تحتفل بالعيد هناك في ثلاث ليال متتالية رغم أن فرحة العيد مشوبة بالحزن الشديد بسبب كل ما يجري في الأراضي المحتلة، وخير كلمات تعبر عن هذا العيد الترنيمة التي تقول:" ليلة الميلاد يمحى البغض، ليلة الميلاد تزهر الأرض، ليلة الميلاد تدفن الحرب"

وفي اسبانيا يحتفل بالميلاد في 25 كانون الأول، لكن الأولاد ينتظرون الهدايا ليلة 6 كانون الثاني إذ يضعون الأحذية على شرفات المنازل أملا في مرور كريم (الرجل الحكيم كما يطلقون عليه).

تراتيل الميلاد عند الانكليز

فيما يركز المواطنون الشموع الحمر في ايرلندا على نوافذ منازلهم وتزين بأغصان صغيرة مقدسة، وبعد وجبة الميلاد يضعون الخبز والحليب خارج المنزل ويتركون الأبواب مفتوحة دلالة على حسن الضيافة، بينما في هولندا يرتدي القديس نيقولا (بابا نويل الهولندي) ثياب أسقف على متن باخرة مع مساعده بيتر الأسود، ويقصد عدد كبير من الهولنديين العاصمة أمستردام لتحيته وهو يمتطي حصانه الأبيض.

أما في ألمانيا فيترك الأولاد، عادة، رسائل إلى بابا نويل على عتبات نوافذهم، ويتم تزيينها بالصمغ والسكر لتلمع فيتمكن من رؤيتها، ويتخذ بابا نويل في ألمانيا شكل طائر بلباس وتاج يغمرهما الأبيض، ويعتقد بعض الألمان أن الطفل يسوع يرسل ملاكا ليلة الميلاد ليقرأ الرسائل ويرسل الهدايا إلى مستحقيها.

وتتميز العائلة الرومانية في رومانيا من خلال تجمعها على طبق الميلاد الأساسي المؤلف من لحم الخنزير، ويغلب الطابع الديني على الاحتفالات هناك بحيث يسير المرتلون في شوارع القرى والمدن وهم يحملون نجوما مصنوعة من الورق رسمت عليها رموز دينية أو أيقونة السيدة العذراء تحمل الطفل يسوع.

وتتعدد الاحتفالات في الولايات المتحدة الأميركية: في الولايات الجنوبية تطلق المدافع يوم الميلاد، وفي ألاسكا تزين الأبواب بالأناناس للدلالة على الضيافة، وتدور فرق على البيوت تنشد التراتيل الميلادية ويقدم إليها العصير المثلج والفطائر المحشوة باللحوم والحلويات والسكاكر، وفي واشنطن يضيء الرئيس الأميركي كل سنة شجرة الميلاد مع مجموعة من الأطفال في تقليد رئاسي سنوي، وفي نيو اورليانز يجول في الشوارع ثور ضخم مزين بشرائط موضوعة على قرنيه. أما في هاواي فتزين المراكب بشجرة الميلاد ويأتي على متنها (سانتا كلوس).

ويتميز الميلاد عند الانكليز بتراتيل الميلاد وموسيقاه التي يتقنونها بشكل كبير، إضافة إلى الزينة التقليدية. كما تتميز سويسرا بقرع الجرس الفضي اللون الذي يعلن مجيء الملاك الأبيض حاملا السلة التي تحتوي على هدايا الأولاد.

ورغم النسبة القليلة للمسيحيين في اليابان إلا أن احتفالات العيد تشكل ظاهرة لافتة، إذ تزين المحال والطرقات بزينة خضراء طوال موسم العيد، ولليابانيين كاهن يدعى (Hateiosho) يؤدي دور بابا نويل ويوزع الهدايا على الأطفال في منازلهم.