هو الهائم حزناً بين الأنثى و"الفرات" والوطن، لتنزف حروفه قصائد من وجع يتجدد كلما عاش خيباته بين ثلاثي الألم، فكان ضمن عائلة أدبية أفرادها جميعهم عشقوا الأدب وأبدعوا فيه.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيلول 2018، التقت الشاعر "ناظم عبد الجبار العلوش" ليتحدث عن بداياته، فقال: «بدأت الكتابة الشعرية في نهايات عام 1970، وبدأت النشر في الصحف والمجلات عام 1982، حيث نشرت في الكثير من الصحف والمجلات السورية والعربية. وشاركت في مهرجانات شعرية، وحزت عدة جوائز.

تأثرت بالجو الأدبي الذي كان يحيط بي؛ فمعظم إخوتي يكتبون الشعر، وكان لهذا المحيط أثر كبير في صقل موهبتي الأدبية مستفيداً من الملاحظات التي كان يبديها جميع الإخوة في ما أكتب، وأخص بالذكر الأستاذ الأديب المرحوم "جمال علوش"، الذي كان عوناً كبيراً في الوصول إلى ما أنا عليه الآن

أكتب الشعر العمودي وشعر التفعيلة والشعر الشعبي الفراتي، ولي نبضات نثرية، وأكتب المقال الصحفي، ولي تجارب في القصة القصيرة.

أبو بكر عبد العزيز

تتناول أشعاري الهمّ الوطني والاجتماعي، إضافة إلى الغزل وقضايا أخرى كثيرة. كتبت للأنثى والفرات كثيراً، وارتبط عشقهما بقصائدي، ثم تنامى هذا الحب ليصل إلى مرحلة حب الوطن، الحب الذي عشت في أوجاعه وخيباته ونكساته، فأصبح أبجديتي التي أستمد منها تلك الشحنة، التي أفرغها في قصائدي لتسيل نزفاً على صفحات الكتابة، يرافقها نزف دموعي التي لم تهدأ منذ عرفت وطني العربي من المحيط إلى الخليج».

ويضيف: «"للفرات" فضل كبير عليّ، فمن هذا النهر العظيم تعلمت الحب والوفاء والطيبة والكرم وكل الخصال الحميدة التي زرعها النهر في داخلي، ومنه تعلمت المضي إلى الأمام وعدم الالتفات إلى الخلف؛ فكانت مسيرتي مع جريانه الذي لا يعرف جهة الخلف.

إصدارات الشاعر

على الرغم من كتاباتي في مختلف أصناف الشعر، إلا أنني أميل إلى شعر التفعيلة والشعر العمودي، مع عدم التنكر للنثر والشعر الشعبي».

وعن أثر عائلته وتوجههم الأدبي به يقول: «تأثرت بالجو الأدبي الذي كان يحيط بي؛ فمعظم إخوتي يكتبون الشعر، وكان لهذا المحيط أثر كبير في صقل موهبتي الأدبية مستفيداً من الملاحظات التي كان يبديها جميع الإخوة في ما أكتب، وأخص بالذكر الأستاذ الأديب المرحوم "جمال علوش"، الذي كان عوناً كبيراً في الوصول إلى ما أنا عليه الآن».

ومما كتب "علوش" قصيدة بعنوان: "أهل الكهف"، اخترنا منها:

"لست أنا

ذاك الذي استيقظ من غفوته

ذات حنين

في سرير الميجنا

عمر صمتي آنذاك

تجاوز الألحان

في عرف الدنى

كم لبثنا

في كهوف الروح

قبل تشكل الأوتار حزناً وهنا

كم لبثنا..؟

ربما خمس سنين

كان سادسها الكلاب الغافيات

على بقايا جرحنا

ما تبقى

لم يعد يكفي لهاثي

بعد شيب الخطوات

أي زيف يختبي..

خلف الحياة؟

كم لبثنا

ننسج الأحلام من خيطان تاج

غير تاج الكلمات

وأفقنا

لم نجد إلا خطانا الحائرات

وتيه دلوٍ

غاص في بئر الممات".

عنه يقول الشاعر "أبو بكر عبد العزيز": «"ناظم علوش" شاعر عاشق، متمرد متهور بحب "الفرات" وعشق الوطن، كلماته مختزلة بعشق فريد، يحمل أفراحه وأحزانه في حقيبة عشقه الفراتي، وقامة فراتية أدبية قليلة الظهور، كثيرة العطاء، أضفى على "الفرات" جمالاً بما قال عنه في شعره، ويمكن أن أختزله بأنه أحد جسور مدينته، مزيناً بجمال العشق الفراتي الأصيل شعراً وشعوراً».

الجدير بالذكر، أن المهندس "ناظم عبد الجبار العلوش" من مواليد "دير الزور" عام 1962، عضو اتحاد الكتّاب العرب – جمعية الشعر. حاصل على شهادة الهندسة الإلكترونية من جامعة "حلب". وله أربع مجموعات شعرية، هي: "رحلة العمر"، "أغنيات للحب"، "احتراقات"، "حبة هيل"، وهو إعلامي شغل منصب مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني في "دير الزور" لعدة سنوات.