خلال رحلة تدريسه للغة العربية في البلدان العربية تميز الشاعر "فاروق المصري" بمشاركاته في العديد من المهرجانات الشعرية التي نال عنها شهادات تقدير وذلك لما تحمله كلماته من جزالة وقوة وعمق في المعاني.

مدونة وطن "eSyria" التقت في 17 آذار 2014 الشاعر "محمد المضحي" الذي حدثنا عنه بالقول: «ظهرت موهبة الشاعر "فاروق المصري" الشعرية في مرحلة الدراسة الجامعية، حيث اشترك في مهرجان الشعر الأول للشباب الذي أقيم على مدرج جامعة دمشق وكان متميزاً فيه، كما شارك في مهرجان شعراء محافظة "دير الزور" الأول عام 1973 وكان له حضوره المميز أيضاً، وأثناء عمله كمدرس في المملكة المغربية شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والأدبية التي أقيمت هناك وقدم له الديوان الملكي المغربي باسم الملك الحسن الثاني شهادة تقدير لمساهمته الشعرية الكبيرة بين شعراء المهرجانات، كما برز كمدرس أول بين زملائه مدرسي اللغة العربية وذلك عام 1983 أثناء عمله في المملكة العربية السعودية، وقام من هناك بالنشر على صفحات مجلتي الفيصل والرياض، كما قدم العديد من المسرحيات على مسرح المدرسة وشارك فيها الطلاب وألقى العديد من القصائد الشعرية ونظم الأناشيد المدرسية للطلاب».

تميز الشاعر "فاروق المصري" بكلماته العذبة الجميلة إضافة إلى القوة والجزالة وعمق المعاني، فهو من الشعراء الذين لا يبحثون عن التعقيد فتجد كلماته تدخل القلب دون استئذان، فكان لشعره موسيقا وإيحاء، وصوره الشعرية واضحة ولم تكن مصطنعة، فقد كان متحكماً بأدواته مسيطراً عليها، ومن قصائده "نحن كشاف الجزيرة": "نحن كشافو الجزيرة قدوة الخلق الرزين لم نذق يوماً هوانا بئس عيش الخانعين نعشق السير كراماً في ركاب الطامحين نحن أنــهار ســـخاء للعفاة الظــامئين للوغى نمضي أسوداً ننصر الحق المبين من خيــام العز ســـرنا مشعلاً للتائهين ما سما بالعلم غرب دون موج الفاتحين"

وعن تميزه وإبداعه الشعري أضاف: «تميز الشاعر "فاروق المصري" بكلماته العذبة الجميلة إضافة إلى القوة والجزالة وعمق المعاني، فهو من الشعراء الذين لا يبحثون عن التعقيد فتجد كلماته تدخل القلب دون استئذان، فكان لشعره موسيقا وإيحاء، وصوره الشعرية واضحة ولم تكن مصطنعة، فقد كان متحكماً بأدواته مسيطراً عليها، ومن قصائده "نحن كشاف الجزيرة":

الشاعر محمد المضحي

"نحن كشافو الجزيرة قدوة الخلق الرزين

لم نذق يوماً هوانا بئس عيش الخانعين

نعشق السير كراماً في ركاب الطامحين

نحن أنــهار ســـخاء للعفاة الظــامئين

للوغى نمضي أسوداً ننصر الحق المبين

من خيــام العز ســـرنا مشعلاً للتائهين

ما سما بالعلم غرب دون موج الفاتحين"».

وقد ذكر الأديب "محمد رشيد رويلي" نبذة عن حياة الشاعر "فاروق المصري" في كتابه "من أدباء ومفكري محافظة دير الزور" بالقول: «ولد الشاعر "فاروق بن علي الأحمد المصري" في "دير الزور" 1945، وأتم دراسته الابتدائية في مدارس دير الزور، ثم انتقل إلى ثانوية الفرات حيث أنهى الدراسة الإعدادية 1960، وتابع دراسته الثانوية في الثانوية التجارية بدير الزور في الصف الثالث الثانوي التجاري، وبسبب عشقه للأدب تقدم إلى امتحان الثانوية التجارية والثانوية العامة الفرع الأدبي بصفة حرة عام 1964؛ حيث كان امتحان الشهادتين في مواعيد مختلفة أحدهما عن الآخر وكانت النتيجة في امتحان الشهادتين هي النجاح، ومن ثم انتسب إلى جامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرج فيها عام 1969، فعين مدرساً في ثانوية العرفي بـ"دير الزور"، ومن ثم أعير إلى المملكة المغربية عام 1976 فعين مدرساً في ثانويات مدينة "تيزينيت" الواقعة جنوب مدينة أغادير على أبواب الصحراء المغربية، وبقي في المملكة المغربية حتى عام 1982م، ومن ثم تعاقد مع المملكة العربية السعودية عام 1983 حيث عين مدرساً في مدارس منطقة "بيشه" وتحديداً في ثانوية "خيبر الجنوب" بسبب بروزه ونشاطه الأدبي والمدرسي نقل إلى مركز مدينة "بيشه" وذلك في العام الدراسي 1988- 1989، ثم قررت مديرية التعليم فيها ترشيحه موجهاً اختصاصياً في منطقة "بيشه"، لكن المرض استفحل في جسده فعاد إلى "سورية" وقد أجريت له عملية جراحية وقبل مدينة "تدمر" بـ 5كم وافته المنية في الثالث من آذار عام 1990. ترك الراحل العديد من القصائد الشعرية، وعدداً من المسرحيات والقصص القصيرة مازالت محفوظة لدى عائلته».