كانت تحب الكتابة منذ الصغر ما شجعها على الخوض في مجال الشعر ولكن بطريقتها الخاصة التي تعبر عن صورة مبدعة ولطيفة وبسيطة في التراكيب، وعميقة في المعنى المستوحى.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعرة "فارعة الشيخ عطية" بتاريخ 13 كانون الثاني 2014؛ وكان معها الحوار التالي:

الشاعرة "فارعة" تمتلك الإحساس المرهف والقدرة على نقل الصورة الشعرية بطريقة سلسة وسهلة وقصائدها تحمل في ثناياها صور جميلة ومبدعة، فهي خليط مميز بين العشق والحنين والفرح والألم، ودائماً تحاول التعبير عما يدور من حولنا بطريقتها الخاصة التي تدفع القارئ إلى الإبحار ما بين الكلمات

  • كيف بدأت ملكة الشعر تتبلور وتظهر، وما هي النقلات النوعية في مسيرتك الشعرية؟
  • ** أنا أكتب الشعر منذ الصغر، وقد شجعني والدي رحمه الله على ذلك إضافة إلى تشجيع العائلة والأصدقاء المقربين؛ ما دفعني إلى إلقاء الشعر أحياناً في المدرسة، كما أنني كتبت بعض القصائد التي نشرت في جريدة "الفرات"، وكان لدي ميل إلى المطالعة في الأدب والشعر والفن، وقد قرأت للعديد من الشعراء المعروفين؛ ما ساعد في نمو وصقل هذه الموهبة حتى وصلت إلى "دمشق" حيث نشرت في مجلة الثقافة والرياضة، وكانت هذه النقلة الأولى في حياتي، أما النقلة الثانية وهي مهمة جداً فهي نشري لديوان الشعر "بين أحضان الزمن"؛ لأنه باكورة أعمالي فهو خليط من أشعار الطفولة والشباب والكهولة والماضي والحاضر والمستقبل».

  • هل يعكس شعرك شيئاً من شخصيتك؟ وأين الرجل والمرأة فيه؟
  • الشاعر محمد المضحي

    ** إن التفاؤل في شعري هو سمة شخصيتي وكذلك حبي للوطن ولأهلي، وشعري يعبر فعلاً عن أجزاء من شخصيتي ولكن ليس بشكل كامل، والرجل والمرأة يلتقيان في قصائدي لأنه لا مجال لأن يكون أحدهما منفصلاً عن الآخر، فهما وجهان لعملة واحدة.

  • ما هي الطقوس التي يقوم بها الشاعر عند ولادة قصيدة جديدة؟

  • لا يخلو الأمر من بعض الطقوس التي تحتاج إليها الحالة الشعرية؛ كالبحث عن الهدوء والتأمل في عالمي الخاص بعيداً عن ضجيج الحياة الذي يكون السبب أحياناً في ولادة أي قصيدة جديدة، فالشعر عبارة عن ومضات تأتي في لحظات معينة لا بد من استغلالها، ولكن بحكم العادة والإحساس المرهف أصبح الشعر سلساً بالنسبة إلي ولكن ليس مبتذلاً لأنني أعدّه جزءاً من الاحترام الأخلاقي.

  • هل ما يزال للشعر دوره وتأثيره في المتلقي في هذا الزمن؟

  • ** هذا الزمن هو مجموعة من التناقضات، ومع هذا فإننا نبحر به بكل جوارحنا، فأحياناً نتخبط فيه وأحياناً نرسو في بحره، لكن بجميع الأحوال ولأن هذا الزمن يخصنا نشعر بدفئه وحنانه وحميميته اللامتناهية، وليس دائماً للشعر تأثيره في المتلقي ولذلك أسبابه، فالمجتمع قد تغير ولم يعد مجتمعنا الحالي كما في السابق يقرأ ويتأمل، وبعضهم من يرى الشعر أحياناً من عصور قد ذهبت وزالت، وقليلون من يحبون الشعر ويقرؤوه رغم أنه يعبر عن النفس البشرية، ولكن أجمل من يقرأ الشعر هو من يفهم ما بين السطور، وقد تغيرت أنواع الشعر لمواكبة هذا الزمن ولكنه يظل رمز الإحساس.

  • ديوان "أحضان الزمن" هو باكورة أعمالك فهل نقرأ رأيك فيه؟
  • ** الديوان هو أول ولادة شعرية لي في 2006، وأنا أحبه كثيراً لأنه يعبر جزئياً عني فقد تحدثت فيه عن الوطن والحب والأم والأب والابن، وعن بعض التنبؤات المستقبلية.

    لي مجموعات قصصية اجتماعية من أبرزها "حلم طفل" ،وقد نالت شهادة تقدير من نادي الفجر الأردني عام 2004، وهناك أيضاً أشعار قيد الدراسة للطباعة.

    من أبيات المجموعة: ‏

    "أنا طفل بلا وطن ‏

    أنا طفل عذّبه الزمن ‏

    أنا ربيع بأوراق صفر ‏

    أنا مطر بقطرات حمر

    ‏مشيت فسارت الآلام معي

    ‏ونمت فهزت الأحزان مضجعي".

    الشاعر "محمد المضحي" قال عنها: «الشاعرة "فارعة" تمتلك الإحساس المرهف والقدرة على نقل الصورة الشعرية بطريقة سلسة وسهلة وقصائدها تحمل في ثناياها صور جميلة ومبدعة، فهي خليط مميز بين العشق والحنين والفرح والألم، ودائماً تحاول التعبير عما يدور من حولنا بطريقتها الخاصة التي تدفع القارئ إلى الإبحار ما بين الكلمات».

    الجدير بالذكر أن الشاعرة "فارعة الشيخ عطية" من مواليد 1971، درست بين "دير الزور ودمشق وحلب".

    عملت في الصحافة منذ عام 2001؛ فكتبت في جريدة "تشرين" قسم المنوعات، وفي جريدة "الثورة" القسم الثقافي والاجتماعي، وفي مجلة ا"لأصيل" و"الرافد". لها العديد من الأمسيات الشعرية في "دمشق".