تابع مهرجان المرأة الفراتية الخامس ثاني أيامه بمشاركة كوكبة من الأديبات الفراتيات، هن: القاصتين "أسماء شلاش" و "تروندا منديل"-والشاعرتين "بثينة عبد الكريم" و"لمياء سليمان" ، وذلك مساء الأربعاء 8-12-2010 في المركز الثقافي العربي "بدير الزور" .

eSyria حضر هذا النشاط، وأجرى هذه اللقاءات:

يا حبذا نور يلوح بوجهه/ أغمضت من إشراقه أجفاني/ يسبيك ثغر إن تبسم ضاحكاً/ مثل الملاك بطهره أغراني/ قال احضنيني كي أفارق غربتي/ شدي علي فهاهنا أوطاني/ نور أهلّ على ظلام جهالتي/ وطفت ديانته على الأديان

فمن الجمهور التقينا السيد "ابراهيم الشبلي" ، وهو طالب ماجستير، تخصص لغة عربية، والذي كان له رأيه النقدي الخاص عما قدم في هذه الأمسية، إذ يقول:

الشاب ابراهيم الشبلي

«تميزت هذه الأمسية بوجود صور حسية لافتة من بعض الأديبات، فبالنسبة لما قدمته الأديبة "بثينة عبد الكريم" من شعر وقصة لاحظت أن قصصها أغنى من قصائدها بالصور الحسية، رغم وجود صور جميلة حتى في القصائد.

كما لفت نظري ما قدمته الشاعرة "لمياء سليمان" سواء على مستوى الإلقاء فهو ذا حسية عالية، أو على مستوى الصور الشعرية في قصائدها إذ اتسمت بخروجها عن المألوف من خلال انزياحات لغوية أعطتها بعداً أدبياً كبيراً».

الأديبة أسماء شلاش.

والتقينا بالشاعرة و القاصة "أسماء شلاش" والتي لخصت مشاركتها هذه بالقول:

«قدمت في هذه الأمسية قصتان الأولى بعنوان "بانادول اكسترا" تعكس هموم الإنسان العربي ومعاناته، و الثانية بعنوان "آنية الحبر وزنبقة الانتظار" تطرقت فيها لمشكلة التسول في "دير الزور" والتي تزداد خطورتها بوماً بعد يوم».

جانب من الحضور

ومما قدمته القاصة "أسماء" اخترنا لكم هذا المقطع من قصتها "بانادول اكسترا" :«على رقعة جغرافية اسمها بلاد النسيان العربية مزق قصيدته، ألقاها في مدفأة الحطب احتجاجاً على ارتفاع سعر المحروقات.. استلقى على حلمه ليفكر كيف يخترع حلماً آخر..لكنه لم يجد ذاكرته.. لغز آخر يدهشه مثل معادلة رياضيات هذه المادة أجبرته أن يدخل الفرع الأدبي بسبب كرهه الشديد للأرقام والحسابات التي تسبب له الصداع والكآبة.

أرقاماً لا تنتهي مجاعات... حوب.. كوارث.. أمراض ..مجازر، قمم عربية طارئة وعادية».

كما التقينا بالقاصة "تروندا منديل" والتي حاولت في قصتها "هي والقطة" أن تبرز جزءاً من ألم المرأة العربية، ومعاناتها ، وعن مشاركتها هذه قالت لنا:

«أواظب على المشاركة في مهرجان المرأة الفراتية منذ تأسيسه لأنه منبر مهم لإيصال الصوت الأنثوي في منطقتنا، وبالنسبة لقصتي التي ألقيتها اليوم هي تلخيص للغربة النفسية التي تعيشها أغلب نساء مجتمعنا، بسبب نظرة المجتمع للمرأة وكذلك بسبب عدم تقدير ما تعانيه من مشاكل وهموم».

ومن قصة الأديبة "تروندا منديل" ، "هي والقطة" اخترنا لكم هذا المقطع: «مطر غزير يقرع زجاج النافذة، ريح عابثة تعيث فساد في المدينة، تقطع أسلاك الكهرباء والأشجار وتشعل الحرائق في الحقول، يلجأ الناس إلى منازلهم، يضمون أطفالهم، نار المدافئ تؤنس وحشة هذه الليلة الغريبة.

زوجها يغط في نوم عميق ولهب المدفأة لا يهدأ، وحدها تصارع النوم، قلبها يخفق بشدة، تلتمس السرير الفارغ من طفلها، تروح في موجة بكاء صامتة، تنظر بعين العطف على زوجها النائم بجوارها».

والتقينا أيضاً بالشاعرة "بثينة عبد الكريم" والتي شرحت لنا خصوصية مشاركتها بالمهرجان الخامس للمرأة الفراتية بقولها :

«تأتي مشاركتي هذه بعد طول انقطاع سببه ظروف الزواج والولادة، لأرجع من جديد وأشارك بمهرجان المرأة الفراتية، فأجد أن التجارب الأدبية للأديبات قد تطورت كثيراً عن المشاركات السابقة، وهذا ما بعث بي السرور وجعلني اجث الخطى أكثر تجاه تنمية تجربتي الأدبية وتعويض ما فاتني بسبب الانقطاع في السنوات السابقة».

واخترنا لكم أبيات من إحدى القصائد التي قدمتها الشاعرة "بثينة" في هذه الأمسية وهي بعنوان "لما بدا" :«يا حبذا نور يلوح بوجهه/ أغمضت من إشراقه أجفاني/ يسبيك ثغر إن تبسم ضاحكاً/ مثل الملاك بطهره أغراني/ قال احضنيني كي أفارق غربتي/ شدي علي فهاهنا أوطاني/ نور أهلّ على ظلام جهالتي/ وطفت ديانته على الأديان».

أما الشاعرة لمياء سليمان فقد حدثتنا عن مشاركتها بهذا المهرجان بالقول «شاركت بقصيدتين الأولى تنتمي لنظام التفعيلة بعنوان "حنين" وتدور حول مجموعة من الرؤى والهواجس والأفكار التي قد تدور في ذهن أم لحظة الولادة، وقصيدة أخرى بعنوان "نجوى" وتنتمي إلى نظام الشعر العمودي الذي لا أستطيع إلا أن أعود إليه كون بدايتي الأولى كانت انطلاقاً منه».

ومن قصيدتها "حنين" اخترنا لكم هذا المقطع:«أفل المنام/ وها أنا أخفضت جنح الروح خلف بكائه/ أغمضت عيناً / للهواجس في الزحام/ فالآن أشعر بانبعاث أنوثتي / بمخاوف الخلق التي بيتُها/ أشياء طفلتي الصغيرة بانتظار قدومها/

حبسات شعرٍ فاحمٍ/ لعبٌ وخلخالٌ سيحترف الكلام».