حين تراها وسط ابنتيها تتخيل أنك ترى طفلة ثالثة، وحين تبدأ بالكتابة تشعر بأنها لم تخرج بعد من هذا الطور، فهي مازالت طفلة تجد في الكتابة لعبة تناسب شفافيتها العالية وحساسيتها المرهفة ورقتها البادية بوضوح في كل تقاطيع وجهها.

إنها القاصة "رنا القاطع" التي كان لموقع eSyria شرف لقائها في منزلها ليكون الحوار التالي:

"رنا الكاطع" تكتب القصة القصيرة منذ فترة لا بأس بها، وتحاول التجديد والتطوير في اللغة مع محاولات لقراءة الواقع قراءة تجريدية بعيدة عن الغموض، مستمدة شخوصها من المجتمع

  • بداية ما الأشياء التي تجعل السيدة "رنا" تجلس خلف طاولة الكتابة؟
  • الأديب سراج جراد.

    ** تتملك أي إنسان مشاعر متنوعة تفيض عن حدود الجسد أحياناً وكل منا يترجمها بطريقته الخاصة، وأنا أجد في الكتابة وتحديداً كتابة القصة تعبيراً عما يؤثر بي من حدث خارجي أو داخلي، فالقصة القصيرة بالنسبة لي صورة تعكس ما ترى عيني من أحداث إنسانية أحاول نقلها إلى الورق عن طريق القصة.

  • أنت متزوجة من الشاعر "أحمد أبو العلا"، هل كان للارتباط بشاعر ينتمي إلى نفس النسق الحسي دور إيجابي في تجربتك؟
  • ** لطالما كان الشعر من الأشياء الهامة التي تؤثر بي، وهنالك نمط معين من القصائد ولون معين من الشعر أعشقه وهو تماماً النمط الذي يكتبه "أحمد"، أما ارتباطي به فكان له التأثير الإيجابي الكبير وذلك بإسقاط الكلمة الجميلة في نصوصي بسبب تأثري بشعره الذي أعتبره راقياً.

  • في السنوات الأخيرة وجدت المنابر الثقافية تعدداً في الأصوات النسائية، هل كان هذا التعدد بسبب تغير الأسماء التي تدير المنابر الثقافية أم بسبب تطور اجتماعي من نوع ما؟
  • ** إن الأدب هو الأدب والقلب هو القلب والروح واحدة، أما تعدد الأصوات النسائية في مجتمعنا في السنوات الأخيرة فبالتأكيد أحد أهم أسبابه التطورات الاجتماعية والانفتاح الثقافي الواسع الذي سيطر على أغلب المجتمعات، ومفهوم التبادل الثقافي شجع الكثير من الأصوات النسائية على الظهور كما أرى أن ظهور بعض الأصوات كان رداً على ما يسمع من كلاسيكيات القصص التي كانت تقدم وإبراز الجديد والجميل.

  • هل كان لهذه الزيادة دور في تطور الإبداع الأدبي إن صح التعبير؟
  • ** بالتأكيد، فإن رأي الجيل الجديد بما يحمل من أفكار وأساليب يقدم صوره بحلة جديدة للتطور الإبداعي للأدب النسائي.

  • هل تغري السيدة "رنا" فكرة الجوائز والمسابقات الأدبية، وهل فكرت بدخول هذا المجال؟
  • ** فكرة المسابقات كانت بالنسبة لي تشجيعاً معنوياً أكثر منه مادياً، فاستقطاب أسماء جديد يشكل حافزاً مشجعاً للكاتب على تقديم كل ما هو جميل لديه، والدخول مع الأسماء الأخرى بمنافسة يتمنى كل منا أن تكون شريفة لمعرفة ما لدينا من أخطاء أو للاطلاع على ما سيقدمه الآخرون، لقد تقدمت للعديد من المسابقات المحلية وحصلت على جوائز عدة منها جائزة الأديب "سعد صائب" 1997، جائزة اتحاد الكتاب العرب 1998.

  • لماذا تكتبين.. ماذا قدمت للقصة.. وماذا قدمت القصة لك؟
  • ** الكتابة متنفس كما قلت لك، وإذا كنت أحاول تقديم شيء للقصة فأنا أحاول انتقاء الجديد من الأفكار وإطلاع من حولي عليها عن طريق القصة القصيرة، وأما القصة بحد ذاتها فجعلتني أتلمس بروحي وحسي ما لم أعشه من مشاعر ترقى بالروح والجسم معاً.

    eSyria استطلع بعض الآراء في القاصة "رنا الكاطع":

    "عبير عزاوي" أديبة وقاصة شابة قالت: «تتضافر مفاهيم حب الله... الوطن... الإنسان، في قصص رنا الكاطع لتشكل وحدة شعورية تشف عن عمق في الفكر واتساع في الرؤيا قد لا تتوافر لكثيرين ممن يبدعون في المجال الأدبي، ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن تجربة القاصة رنا إذا قيِّض لها أن تتكامل وتتبلور فستكشف لنا عن صوت جديد لا تلمح أمثاله كثيراً في نتاجات المتعاطين بفن القص، ورغم قلة الإنتاج ومحدودية النشر إلا أن اسم هذه القاصة أصبح معروفاً للكثيرين بصدق الالتزام بكل ما هو إنساني وراقٍ، وبقي أن أقول إن مثل هذه التجربة لابد أن يقدم لها الكثير من القراءة والاطلاع لتأخذ أبعادها جميعاً وتفصح لنا عن إبداعات قد لا يظن الكاتب نفسه أنه قادر عليها. "رنا الكاطع" صوت احترم ما يقدم من مقولات ترتقي بالإنسان عما هو مادي إلى ما هو روحي وجميل».

    الأديب "سراج جراد" قال: «"رنا الكاطع" تكتب القصة القصيرة منذ فترة لا بأس بها، وتحاول التجديد والتطوير في اللغة مع محاولات لقراءة الواقع قراءة تجريدية بعيدة عن الغموض، مستمدة شخوصها من المجتمع».

    "هناء حمادي" طالبة جامعية من رواد المركز الثقافي أضافت: «قليلة جداً الأسماء النسائية التي تشجعني على دخول قاعة المركز الثقافي، و"رنا" برقتها وانسيابية القصص التي تكتبها، أعتبرها من أجمل الأسماء التي أتمنى دائماً التواصل معها».

    الشاعر "أحمد أبو العلا" وصفها بالقول: «قاصة رومانسية تطغى على قصصها حالة من حلم ممزوج بالأمل، يقف أمام واقع صعب تحاول من خلاله العبور إلى حياة أخرى، فهي دائماً أمام فيض من الرؤى تنهل منها ما يناسبها من المفردات التي تعينها على تشخيص قراءتها للأشياء التي تمر من حولها كي تسكب ذاك الشعور النبيل في فضاءات الكتابة».