"ماجد الراوي" أول الأسماء التي تذكر في "دير الزور" إذا ذكرت القصيدة العمودية، فهو كشاعر استطاع من خلال مشوار قصير مع الشعر أن يفرض اسمه إلى جانب أسماء الكبار...

نشأ منذ نعومة أظفاره على المذهب الكلاسيكي في الشعر، فوالده "أحمد الراوي" كان أحد أهم أنصار هذا المذهب، eDair-alzor التقى الشاعر "ماجد الراوي" وأجرى معه الحوار التالي:

*هل وجدت الشعر أم أنه هو الذي وجدك... حدثنا عن البداية؟

** كانت بداياتي مع الشعر في الصف الأول الثانوي عندما بدأ مدرس اللغة العربية يعلمنا بحور الشعر فكان يكتب بيتاً من الشعر على اللوح ويطلب من الطلاب تقطيعه وأول طالب يعرف البحر يصرفه إلى المنزل، إذ كان درس العروض هو الدرس الأخير، وقد طلب منا المدرس في المذاكرة كتابة موضوع يتضمن بعض الشواهد الشعرية من الشعر القديم ولم أكن أحفظ حينها تلك الشواهد والتي كان محورها يوم ذاك عن الفروسية، فأردت أن أجرب خداع المدرس وأكتب الشواهد الشعرية التي طلبها من وحي خيالي وأنسبها إلى أحد الشعراء الجاهليين فكتبت عدة أبيات، وقد أصابتني الدهشة عندما استلمت ورقة المذاكرة ووجدت المدرس قد وضع لي على كل بيت علامة دون أن يشعر أن الأبيات لي واستمرت محاولاتي الشعرية بعدها... فقد وصفت مدفأة نفخت في وجه المدرس ...وهكذا.

*يقترن اسمك عند الكثيرين بالشعر الساخر.. هل يمكن اعتبار تلك الميزة الأساسية لشعرك؟

** السخرية في حد ذاتها ليست هدفاً منشوداً إنما النقد الهادف والبناء هو المطلوب والذي نستطيع من خلاله أن نوصل فكرة ما ونوضح أمرا ما، ولكن بشكل ساخر وهذا ما يتطلبه الموقف، يندرج هذا النوع تحت بند النقد الاجتماعي لأنه يجسد بعض الحالات التي يعيشها المجتمع فتراهم يعشقون هذا اللون من الشعر لأنه يصيب منهم مكاناً هم يريدون أن يوضحوه بطريقة شعرية لكن لا يمتلكون المقدرة التي يمتلكها الشاعر، وبرغم كل ذلك فقد كتبت في الشعر الجاد قصائد عديدة تعادل مرتين ما كتبت في الشعر الساخر وهذا موجود في دواويني الثلاثة وأريد أن أوضح أن الشعر الساخر هو من أصعب الفنون الأدبية لأنك لا تستطيع أن تنتزع اهتمام المتلقي واستثارة الناس وحتى ابتسامته دون أن يكون ذلك الشعر عميق السخرية ففي هذا النوع ليس هناك مجاملة ولا محاباة.

*من الذي يصنع الآخر.. الشاعر يصنع الذوق العام، أم العكس؟

** الحقيقة أن الذوق العام يصنع الشاعر من خلال النقد وكذلك الشاعر يساعد في نماء الذوق العام من خلال ما يكتب إذاً هناك معادلة الشق الأول منها يتطلب سعة اطلاع الجماهير لأنها سوف تفرز الغث من السمين ففي زمان "أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والرصافي" لم يسمح وجود هؤلاء بتدخل المتطفلين وذلك لأن تقييماتهم كانت بمثابة شهادة فصل يأخذ بها الجمهور... فالتأثير متبادل ما بين الجماهير الذواقة للشعر وبين الشاعر وهنا يكون الأدب والشعر في مرتبة جيدة لأنه أدب صاف.

  • تكاد تكون الوحيد في وادي الفرات الذي حاكى الموشحات بطريقة عصرية..حدثنا عن التجربة؟
  • ** فن الموشحات فن أصيل وصعب في نفس الوقت لأن له نظاماً خاصاً في تنوع قوافيه وهندسة بنائه وقد عرفت القصائد "السمطية" منذ زمن "امرئ القيس" ولكن الموشح بلغ أوج مجده لدى شعراء الأندلس والشعر المهجري ولدى "ابن سناء" الملك المصري... وإني أجد الطبيعة الفراتية بما فيها من جمال شطآن وخرير مياه وليالٍ مقمرة تساعد على نظم تلك الموشحات التي تصلح للغناء ولهذا كتبت الكثير منها في دواويني المطبوعة».

    ولد الشاعر "ماجد الراوي" في "دير الزور" عام 1962، حصل على إجازة في الهندسة الزراعية جامعة "حلب" عام 1986، وإجازة في اللغة العربية جامعة "دمشق" عام 2004، عمل مديراً للمكتب الصحفي في محافظة "دير الزور".

    له ثلاثة دواوين شعرية مطبوعة "طيوف ساحرة وصور ساخرة" و"الوشاح" و"حداء المسافر"، فاز بجوائز أدبية متعددة وورد اسمه في معجم "البابطين" كما اشترك في مسابقة "شاعر العرب" لقناة المستقلة في "لندن" ووصل إلى أدوار متقدمة، جال في العديد من البلدان العربية كالأردن والإمارات العربية المتحدة ولبنان، يعمل حالياً مهندساً زراعياً في مشروع الاستمطار التابع لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.