الدكتور "فاتح ممدوح عبد الحليم" أستاذ جامعي بكلية الزراعة "بدير الزور" ( قسم علوم الأغذية ) جامعة "الفرات" - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، له عدة إصدارات ويكتب في العديد من الدوريات والمجلات "ماجد"- "أسامة" – "منارة الفرات" وصحيفة "الفرات".

Edair-alzorالتقت الأديب وأجرت معه الحوار التالي:

  • المعروف أن الكتابة للأطفال شعراً أو قصة أو غير ذلك أمر صعب، وله شروط خاصة ينبغي الالتزام بها هل تجد صعوبة في الكتابة للأطفال؟‏
  • **بالتأكيد أجد متعة كبيرة في الكتابة للأطفال، وهذه لها خصوصيتها تبدأ من اختيار المادة أو الفكرة المراد معالجتها مروراً بفهم نفسية الطفل وانتهاء بحسن التعامل مع مفرداته، والتي يجب أن تكون واضحة وسهلة، ومعبرة وذات جرس موسيقي في أكثر الأحيان.‏

    إذا هناك حجم عمل كبير ينتظرني دائماً في كل مادة اكتبها للأطفال...في الحقيقة أحاول باستمرار أن أرتقي بمادتي حتى تصل بشكل صحيح إلى الطفل القارئ لتحقق هدفها من خلال تشويقه وتفعله معاً، وطالما هو قارئ فهذا يعني أن لديه إمكانات وقدرات يتوجب علي أن ألحظها خلال كتابتي الموجهة له .‏

  • كيف تقدم الجديد في قصص الأطفال من حيث الصور البيانية والأفكار المناسبة وفي الوقت نفسه تبقى في فلك الأطفال وإمكاناتهم اللغوية والعقلية ؟‏
  • **أظن أنه آن الأوان لإعادة النظر بما يكتب للأطفال اليوم، لن أتحدث عن القائمين على ثقافة الطفل فأنا لا أريد أن أشغل عقل الطفل وتفكيره بأمور قد لا تسره، وربما تغتال براءته وعفويته. ما كان يكتب يجب ألا يستمر بنفس الوتيرة أو المنوال... اليوم يختلف عن القرن الماضي أو الذي سبقه.. أرجو ألا يفهم من كلامي أني أنسف كل ما كتب للأطفال أو أودعه بأمان حيث يجب أن يكون فأنا أعتز بتراث أمتي وبلدي، وفي الوقت نفسه اقرأ في أعين الأطفال عدم ارتياح من التمسك بحكايات الجدات والأميرات والذئب وغيرها من أعمال، فالكثير منها أطر ثقافتهم ولم يمنحهم الأفق النير الذي يطمحون إليه.

    وما أعنيه يجب أن يكون الطفل قريباً من التطور العلمي الذي يفرض نفسه و لا سيما في المجال لعلمي، وبالمناسبة لدي إسهامات كثيرة في مجال القصة العلمية، وخاصة البيئية منها، وكذلك في مجال عالم الاكتشاف والاختراع.‏

    إذ حرصت على توظيف الصور البيانية وانتقاء الأفكار المناسبة لغرض معالجتها شعراً وقصة أو مسرحاً بشكل يتناسب مع إمكانات الطفل اللغوية من خلال استخدام مفردات قاموسه اللغوي الخاص بفئته العمرية.‏

  • ما مكانة القصة اليوم في عالم الأطفال ؟ ولاسيما أن عالمنا اليوم متغير وهو عالم الفضائيات والاتصالات الحديثة.‏
  • **القصة جنس أدبي يستحوذ اهتمام الكثير من الأطفال ويبقى لها حضورها سواء من خلال الكتاب أو من خلال أية وسيلة إعلامية أخرى مقروءة .‏

    وصحيح أن عالمنا متغير وهو عصر الفضائيات والاتصالات الحديثة، لكن مع ذلك نجد أن للقصة أو أية مادة طفلية مكانة فيها، فالكثير من الفضائيات تبث أعمالا موجهة للأطفال من أناشيد ومسرحيات أو تمثيليات، وهذه استندت على نصوص شعرية أو مسرحية أو قصصية وغيرها، كذلك لا تغيب أيضا القصة الطفلية وسائر الأجناس الأدبية الأخرى عن المواقع الالكترونية الموجهة للأطفال أو حتى الخاصة بهم .‏

  • هل هناك موضوعات تصلح أن يتناولها كاتب الأطفال وأخرى لا تصلح ؟‏
  • **لمجتمعنا خصوصية.. كاتب الأطفال يجب أن يأخذ بالاعتبار عادات وتقاليد مجتمعه أما ما يحدث في عالم الكبار أحيانا من حركات مريبة فيجب إبعاد الأطفال عنها، ومن المفترض التركيز على نشر قيم الإخاء و المحبة والرأفة والتسامح بينهم، لا ننسى الصدق ومحبة الوطن والالتزام بالجد والمثابرة واحترام الكبير والعطف على الصغير والتمسك بالنظام والابتعاد عن الفوضى والتهاون والاستهتار، وكذلك تنمية روح العمل الجماعي بعيداً عن الأنانية والغرور والعنف .‏

    *ما المطلوب اليوم من قصص الأطفال؟ هل هي قصص تعليمية ؟‏ أم تطوف بها في عالم الخيال فقط ؟‏

    **لا بأس أن يكون بينها قصص تعليمية للطفل تساند دروسه التي يتلقاها في مدرسته ولا مانع من أن يطلق من خلال بعضها الآخر عنان تفكيره ليداعب الاختراع ‏والاكتشاف ضمن حدود «الممكن فهذا ما ينمي لديه روح البحث، لكن الدوران في فلك (المستحيل) غالباً ما يجعله يميل إلى العنف والعدوانية بداعي الوصول السريع بأية طريقة.. تفقد عندئذ المادة المقدمة له مصداقيتها لأنها أصلا تكون في تلك الحالة مجرد وهم لا أكثر وغايتها في الأساس التدمير والتخريب.‏

  • أين تجد نفسك في هذا العمر: مع الكبار أم مع الصغار ؟‏
  • **أنا مع الكبار.. لكن أي كبار؟ الصادقين والانقياء حصراً فهؤلاء أثني عليهم وأرفع لهم قبعتي احتراماً وتقديراً، ولا سيما أن بينهم أساتذة اعتز بهم، أما الكبار الصغار فأقول لهم: ارحموا أطفالنا.. إن لم تستطيعوا أن تقدموا شيئاً لهم فلا تضعوا العصي في عجلة من لديهم أو من يحاولون أن يقدموا كل ما هو جاد وأصيل، ولدينا في محافظتنا أسماء لامعة قدم أصحابها للأطفال باقات زهر وسلال ثمره‏.

    أنا أيضا مع الصغار لأنهم الأمل والغد الواعد والمستقبل المشرق، بالتأكيد لن أتخلى عنهم، ويقيني كبير أن منهم يثمنون ما يقدم لهم من مواد و يعرفون تماماً من يدس لهم السم في وجباتهم الثقافية، أي أنهم يميزون الغث من السمين.

  • ما رأيك بأطفال اليوم هل هو جيل قارئ أم جيل التكنولوجيا والاتصالات ؟‏
  • **الجيل السابق كان يقرأ بنهم أكبر.. جيل اليوم يتمسك أكثر بالتكنولوجيا والاتصالات، وإذا كنا نريد إعادة الطفل إلى القراءة لا يعني هذا أننا نخرجه من دائرة العصر الحديث، بل نريده أيضا أن ينمي ويطور نفسه عبر وسائل كثيرة يكون للتكنولوجيا الأثر الواضح فيها.‏

    *ماذا عن إنتاجك الأدبي فيما يتعلق بالأطفال ؟‏

    **قمت بتأليف أكثر من أربعين كتاباً ( مخطوطاً ) للأطفال ما بين المجموعة القصصية و الرواية والمسرحية والديوان الشعري، ولا تزال على شكل مخطوطات، أعمالي المنشورة والموجهة للأطفال أغلبها في صفحات الأطفال في الصحف والمجلات المحلية والسورية والعربي، كما فزت بعدة جوائز في مجال القصيدة البيئية للأطفال وكذلك في مجال القصة البيئية الموجهة للأطفال.