سألها أحد أصدقاء الأدب ذات مرة: هل لوالدك «عصام المانع» أي دور في كتاباتك وفي ظهورك كقاصة؟!... فأجابت: لوالدي كل الفضل في تهذيبي وتعليمي وإيصالي لمنزلة ذات سوية جيدة في العلم، ولازلت أتخذ رأيه في كل ما أكتب، لكن في النهاية الذي يكتب هو قلم وفكر «أماني»!!....

والدها قال عنها: منذ كانت «أماني» صغيرة كانت موهوبة، أدركت ذلك وفعلت ما استطيع حتى أنمي هذه الموهبة لديها، وقد توضحت موهبة الكتابة لديها، وتجلت وتبلورت في صفوف الدراسة الثانوية، «أماني» ابنتي كاتبة متميزة أدعو لها دائماً بالتوفيق.

«أماني المانع» قاصة ذات قلم شفاف، استطاعت خلال فترة قصيرة أن تحجز لها مكاناً بين أدباء المحافظة، وأن تكرس اسمها بقوة نادراً ما تأتت لمن ينتمون لجيلها من الشباب، ترى في الأدب حالة باطنية شعورية لا بد من إخراجها على الورق، صدر لها: « سيد الكلمات - قصص قصيرة» و« كي لا يموت الحب - رواية».

عن كتاباتها ومجموعتها وروايتها edair-alzor التقى القاصة «أماني المانع» وكان الحوار التالي:

  • أين هو موقع القصة القصيرة حالياً بين الأجناس الأدبية المختلفة؟!..
  • ** القصة القصيرة فن جميل وصعب، أو بالأصح « سهل ممتنع» وهنا يحلو العيش مع القصة القصيرة.... حيث تتنوع موضوعاتها وتأخذ من كل زاويا الحياة ومن كل ألوان المشاعر، القصة القصيرة كانت معروفة منذ القدم عند العرب على صورة نوادر وحكايات، لكنها راجت بصورة أوضح في بدايات القرن الماضي، ولازالت تسطع وتشرق أكثر فأكثر، وتتوضح معالمها ويصبح لها أهلها وعشاقها، وهي في الوقت الراهن مطلوبة جداً، ولها مكانتها كما هي القصيدة الجميلة.

    وما يميز القصة القصيرة ويجعل لها جاذبيتها هو الإيجاز، مما يجعلها اللون المناسب لهذا الزمن، الذي أصبح القارئ فيه بحاجة لأن تصله الرسالة والمتعة والفائدة بوقتٍ وجيز، وكلما كانت القصة تحمل فكرة مشرقة وتكويناً جديداً، يكون هناك عامل الجذب بين المبدع والقارئ.

  • في مجموعة «سيد الكلمات» لاحظنا أن هناك قصصاً ذات نهايات مفتوحة، فماذا كنت تريدين من ذلك؟!...
  • ** في البداية، لكل نهاية أسبابها ووجهات نظر الناس حولها، النهاية المفتوحة كانت مصير حكاياتي وقصصي، وذلك حتى يكون للقارئ حرية الاستنباط أكثر، لأن القارئ اليوم ذكي، فهو بالتالي ليس بحاجة أن نوضح له الأمور، وليس بحاجة أيضاً إلى أن نعطيه ونفرض عليه ما نريد، وهناك سبب آخر يتعلق برسالتي التي أحاول من خلالها أن أصل إلى قلوب القراء وأرواحهم وعقولهم، وهذا السبب هو الذي يقودني للسعي إلى أن أترك هدفي من كل قصة عميق الأثر، ولهذا كان لا بد من أن أطيل حبل تفكير القارئ بما سيحدث بعد انتهائه من قراءة أو سماع القصة.

    أما البعض الآخر من قصصي، فكان يختتم بالعنوان الذي هو بذاته رسالة، كما في قصتي « مات بداخله إنسان، فن اسمه التجريح».

  • اعتمدت في رواية «كي لا يموت الحب» على تقسيم الرواية إلى ستة أراشيف، فما مغزى ذلك؟!...
  • ** روايتي «كي لا يموت الحب» هي عبارة عن رحلة في حياة البطلة « مهجة» حيث يتم سرد الوقائع والأحداث بتصفح البطلة صورها ورسائلها منذ طفولتها حتى النهاية، لذلك قسمت الرواية إلى أقسام، جاء كل منها تحت اسم «أرشيف» فهو يحمل من الصور والأحداث والماضي ما يجعله أرشيفاً بالفعل، ولكن بطريقة أكثر رومانسية.

  • الأدب لا يتجزأ، ومع ذلك يذهب البعض إلى إيجاد مصطلح «الأدب النسائي» فهل ذلك في رأيك صحيح؟!... وإذا كان كذلك، فهل نستطيع أن نقول إن الأدب المقابل هو «أدب ذكوري» مثلاً؟!...
  • ** الأدب الجيد هو الذي يحمل خواص العصر ومكوناته، ويتفاعل مع الإنسان ويحمل مشاكل من حوله بشكل خاص، ومشاكل الإنسانية بشكل عام، وأنا لست مع التقسيم ورافضة للتصنيف الجنسي للإبداع، مع أنه يجب الاعتراف بوجود أدب نسائي، وذلك لاعتبار أن هناك رؤية نسائية لجوانب تختلف أحياناً في رؤيتها عن رؤية الرجل، وبصراحة أكبر، معظم من يكثرون من الحديث عن الأدب النسائي، غرضهم الوحيد تكريس الكبت والإحباط، وهم لازالوا أسرى مجتمع وصفوه «هم» بـ«الذكوري» فلذلك لا يسعني إلا أن أقول: إن الأدب أدب، سواء كان من كتبه امرأة أم رجلاً.

  • في النهاية ماذا تود أن تقول «أماني المانع»؟!...
  • ** أحب أن أتقدم بالشكر لكل من يصفق للكلمة التي تستحق التصفيق فقط، ولأولئك الذين شجعوني على المضي في طريق الكلمات، وهم عمالقة في هذا المجال «أساتذتي، معلمي، وأهلي، ووالدي العزيز».