وظّف شغفه وحبه للفن لتنمية موهبته الفنية، فتعلّم العديد من المهارات الفنية، كالخط العربي، والتصوير الزيتي، لكنه أحبّ فنّ "الأيبرو" وعلّمه للعديد من الأطفال.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 22 كانون الأول 2018، مع الفنان "أحمد العليوي" ليحدثنا عن تجربته الفنية قائلاً: «بعمر الثامنة شاركت بمعرض أقامته منظمة "طلائع البعث" وحصلت رسوماتي على المركز الأول، وشاركت بمعارض متعددة مدرسية وفي منظمة طلائع البعث لسنوات عدة، إضافة إلى وجود بيئة محبة للفن من خلال أهلي وأصدقائي الذين دعموني ووفّروا كل ما يلزم لتطوير هذه الموهبة، وخصوصاً أن والدي كان لديه صديق فنان كنت أرافقه لزيارته مصطحباً معي ألواني وأوراقي لأرسم لوحاته وأنسخها، وكان يرسم لي لوحة كلما زرته، وكان ذلك يعطيني دفعاً كبيراً وحباً للفن، وبعدها التحقت بمركز "أدهم إسماعيل" لصقل موهبتي وتطويرها، فتعلّمت التصوير الزيتي، كما التحقت أيضاً بمركز "وليد عزت" لتعلّم الخط العربي والنحت، ودرست التصميم الإعلاني بمعاهد خاصة، كما أنني اطلعت على العديد من أعمال الفنانين الذين أغنوا موهبتي، فالرسم وسيلتي للتعبير عما يجول بمخيلتي من أفكار، لكن حبي للجديد والمختلف جعلني أبحث عن تقنية جديدة عبر شبكة الإنترنت، فاطلعت على فن "الأيبرو" (الرسم على الماء)، الذي جذبني بتقنياته وألوانه وأشكاله الساحرة، وبدأت التجارب حول هذا المجال، وقمت بتطبيقه وأتقنته، فأصبح هذا الأسلوب أحد الأساليب التي أرسم بها».

حبي للأطفال دفعني إلى إقامة العديد من الفعاليات والنشاطات بهدف تعليمهم فن "الأيبرو"، وخصوصاً أنهم يستمتعون بما هو جديد وغريب

وعن فن "الأيبرو" حدثنا: «هو فن مميز لإنتاج عمل فني مميز شبيه بالتجريد، ويستخدم في الكثير من تطبيقات الحياة العملية كطباعة الأقمشة، وهو واحد من أجمل الفنون وأغربها، يعتمد الرسم على الماء بألوان خاصة يتم رشها وتشكيلها على السطح، حيث يمكن فيما بعد أخذ ذلك الرسم على ورق مرمري خاص به.

فن الأيبرو

يرجع أصل الكلمة إلى اللغة الفارسية، وتعني سطح الماء، وقد عرفت هذا الفن شعوب عديدة منها "فارس" و"الهند" و"الصين"، لكنه انتشر أكثر في "تركيا"، حيث دخل في مجال الفنون الإسلامية وتقاطع أحياناً مع فن الخط العربي، فكوّن تحفاً تشهد لصانعيها بالإبداع والمهارة، وهو من الفنون التي تحتاج إلى الصبر والتأني الممزوج بلمسات فنية رائعة لتخرج اللوحة بأبهى صورة».

وعن التقنيات والمواد التي تستخدم في فنّ "الأيبرو" قال: «يستخدم في رسم لوحة "الأيبرو" حوض من الماء الممزوج بمواد تزيد من كثافته ليطفو اللون على سطحه، وكذلك ألوان ترابية وأداة لتحريك اللون على سطح الماء لتشكيل الرسمة المعينة، وطبق من الورق المقوى الذي يمتص الصبغات، حيث أقوم بخلط مادة بيضاء صمغية "الكترة" أو "الكيراجين" بمقدار معين من الماء، وبعدها تفرغ الألوان الطبيعية السائلة أو بودرة ملونة على وجه الحوض المملوء بـ"الكترة"، ثم تحرك الألوان بالفرشاة أو ريشة دقيقة بطريقة فنية متناغمة لتظهر أشكال مبهرة على سطح الماء، وبعد ذلك توضع الورقة الخاصة على سطح هذه الأشكال، ثم تمسك من الأطراف وترفع ثم تقلب من دون تحريك، وعندها تتشكل النماذج بألوان زاهية وجميلة».

الفنان "أحمد العليوي"مع الأطفال

وعن تعليم الأطفال قال: «حبي للأطفال دفعني إلى إقامة العديد من الفعاليات والنشاطات بهدف تعليمهم فن "الأيبرو"، وخصوصاً أنهم يستمتعون بما هو جديد وغريب».

التشكيلي "إسماعيل نصرة" حدثنا عن الفنان" أحمد عليوي" بالقول: «يعدّ "أحمد" من الشباب الطموحين والمجدّين الذين يبحثون دائماً عما يطور موهبتهم، لديه لمسة مملوءة بالعاطفة والانفعال الجميل، فهو يعرف كيف يتعامل مع مواده بطريقة صحيحة، وله شخصيته المتميزة، وهو من الشباب الذين يمتلكون أكثر من خيار لبدء مستقبلهم الفني.

لوحة بالأيبرو

وبالنسبة لتقنية فن "الأيبرو" التي يتقنها، فأنا كمتلقٍّ عادي أرى فيه الشيء الجميل المملوء بلمسات من السحر والمصادفات العجيبة، أتمنى له مستقبلاً مزهراً».

الجدير بالذكر، أن الفنان "أحمد العبد العليوي" من مواليد "دير الزور" عام 1990، يقيم في "دمشق"، خريج مركز "أدهم إسماعيل" شارك بالعديد من معارض وزارة الثقافة والجمعيات الثقافية والإغاثية والمنظمات الإنسانية.