ويبين الطالب "محمد حطاب" (كلية الاقتصاد) التغيرات التي طرأت على أسلوب دراسته في الجامعة، ويقول: «في الجامعة يختلف أسلوب المذاكرة الجامعية وطريقتها عن المذاكرة أيام المدرسة، فالفهم والمناقشة لها دور أكثر من الحفظ الذي يعد السمة المباشرة في التعليم قبل الجامعة، كما أن البحث عن المعلومة سواء في المكتبة أم عن طريق الشبكة العنكبوتية، جزء مهم في عملية التعليم الجامعي، والالتزام بالمحاضرات وتدوينها عند الضرورة، فالطالب الجديد يجد نفسه منذ اليوم الأول مجبراً على الاعتماد على نفسه بعد أن كان في رعاية الأسرة حتى في موضوع دراسته».

وفي اتصال هاتفي مع الدكتورة "رانيا ترياقي" من كلية التربية في جامعة "دمشق"، تقول: «يعد المبنى الجامعي بما يضمه من قاعات ومدرجات ومخابر وممرات وحدائق إضافة إلى الجوانب الثقافية والعلاقات الإنسانية والبيئة الجديدة التي ينتقل إليها الطالب من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، وعلى الطالب أن يتكيف مع هذه البيئة الجديدة التي تختلف عن البيئة المدرسية السابقة، حيث تختلف من حيث نظام التدريس وأوقات الدوام وعدم الالتزام بالزي المدرسي، فضلاً عن ذلك يتعرف الطالب أصدقاء جدد».

عند بداية الجامعة شعرت بالخوف الشديد، لكن تضاءل هذا الشعور عند معرفتي أن الكثيرات من صديقاتي التحقن بنفس الجامعة، إضافة إلى تخوفي من طبيعة الدراسة الجامعية التي يقولون إنها تحتاج إلى فهم وحفظ وبحث ومذاكرة مستمرة

تضيف "ترياقي": «على الطالب في هذه المرحلة الجديدة أن يكون قادراً على تنظيم الوقت والالتزام بمواعيد المحاضرات والنهل بطريق المعرفة، ليكون قادراً على إدارة المعرفة، والقيام بالواجبات الدراسية المطلوبة منه في وقتها وعدم تأجيلها، والمساهمة بالأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية، والتواصل الاجتماعي مع الهيئات الاجتماعية غير الحكومية؛ كالاتحاد الوطني لطلبة سورية، والهيئات الإدارية المنبثقة عنه والمتواجدة في كل الكليات التابعة لجامعة "دمشق"».

أما الطالبة "صبا الكضيب" فتقول: «عند بداية الجامعة شعرت بالخوف الشديد، لكن تضاءل هذا الشعور عند معرفتي أن الكثيرات من صديقاتي التحقن بنفس الجامعة، إضافة إلى تخوفي من طبيعة الدراسة الجامعية التي يقولون إنها تحتاج إلى فهم وحفظ وبحث ومذاكرة مستمرة».

وحول الاختلافات بين المدرسة والجامعة تقول: «الطالب كان يلتزم بالزي الموحد في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي، ومرتبطاً إلى حد كبير بمواعيد المدرسة، ولكنه اليوم مع بداية العام الجديد انتقل إلى مجتمع مختلف تماماً له خصوصية وطبيعة مغايرة في كل شيء، لذا يشعر بأنه مسؤول عن نفسه ولديه قدر كبير من الحرية، كما أنه في السنة الأولى في الجامعة يتعرف إلى طلاب جدد ويتخذ منهم أصدقاء له».

الباحثة الاجتماعية "علا العبودي" تقول: «الطبيعة الإنسانية تخشى التغيير، كما أنه يصعب على أفراد المجتمع الذين تعودوا على نمط حياة معين تعديله، المرحلة الجامعية هي نقلة جوهرية في محيط الطالب يشعر بأنه في حالة مستمرة من القلق لأنه يبحث في العام الجامعي الأول عن تحقيق التوازن في علاقاته مع الآخرين، فضلاً عن أن مخاوفه تزداد يوماً بعد آخر بتحقيق التفوق الدراسي ورسم معالم الطريق خاصة أن الجميع ينظرون إلى المرحلة الجامعية على أنها الحياة العملية التي ينخرط فيها الشباب من أجل تحمل المسؤولية كاملة بعد التخرج، كما أن انخراط الشباب في الأنشطة الجامعية يجعلهم في حالة من الرضا عن النفس، ومن ثم يرتبطون بالجامعة ويحبونها ويحرصون على الذهاب إليها يومياً، وأثبتت دراسات كثيرة أن الأنشطة الجامعية المفيدة لها أثر نفسي عميق على تحسن مزاج طلاب الجامعة وإقبالهم على الدراسة لأنها تكمل جوانب كثيرة في شخصيتهم وتنمي ملكاتهم وتجعلهم أفراداً على درجة عالية من الوعي والتوافق المجتمعي».