المتابع لتطور الحراك الاجتماعي في "دير الزور"، سيرى جلياً أن العمل التطوعي يزداد فيها بشكل مطرد ولم يعد مقتصراً على منظمة إنسانية هنا وجمعية خيرية هناك، بل بدأت ملامح التطوع كثقافة تتشكل بوضوح، وفي كل يوم يزداد عدد الجهات العاملة على نشر هذه الثقافة وتزداد أعداد المتطوعين في رغبة حقيقية بإحداث فرق في مجتمع يسعى منذ زمن طويل إلى تنمية حقيقية تطال مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها.. في مجتمع بدأ يدرك بشكل حقيقي أن التنمية عملية تشاركية بين المواطن والجهات المسؤولة.

وأمس 3/3/2011، وبمبادرة من جمعية "بسمة" لدعم الأطفال المصابين بالسرطان وذويهم، أنهى فريق العائلة الدولية لخدمة المجتمع ورشة عمل تضمنت التدريب على برنامج "موف" "MOVE"، استمرت لمدة ثلاثة أيام في كنيسة شهداء الأرمن وشاركت فيها تسع من جهات المجتمع الأهلي.

الورشة مختلفة عما اتبعناه سابقاً، فقد ضمت مناقشات كثيرة واستماع لآراء المشاركين وعروض وأفلام، لكنني أعتقد بأن الترجمة من الإنكليزي إلى العربي ضيعت ولو القليل من دقة الشرح

eSyria الذي تابع الدورة منذ انطلاقها، التقى بداية بالمدرب الأمريكي "جويل آدامز" الذي قال:

خلال-التدريب

«ورشة العمل هذه تساعد على توصيف فكرة التطوع وإيصالها لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع، وتتحدث عن الأدوات والمهارات اللازمة لتحضير الشخص للتطوع، حيث هناك الكثير من الأفراد الذين يملكون الحماس المطلوب للتطوع لكنهم لا يملكون الأدوات المناسبة، ونتمنى أن تساعد الورشة جميع من شارك بها على معرفة هذا الطريق بشكل جيد».

وتابع المدرب "آدامز":

«بدأت العائلة الدولية لخدمة المجتمع أعمالها في "الأردن"، ثم وفي عام 2002 وصلت إلى "سورية"، ونشاط اليوم ليس الأول لنا، حيث قمنا بسلسلة من ورشات العمل بالشراكة مع جمعية "بسمة" وشركة "توتال" العاملة بشكل كبير في "دير الزور" والمهتمة جداً بإقامة مثل هذه الورشة فيها، خاصة بوجود مهتمين وجمعيات كثيرة».

مدير-الورشة-فرّاس

وعن أهمية هذه الورشة في "دير الزور" التي تشهد مشاريع تنموية كثيرة، قال المدرب السوري "فادي عبد النور":

«لمشاريع التنمية أهمية كبيرة، لكنها ستبقى ناقصة إن لم توظف طاقات العاملين فيها بشكل جيد، لذا نطمح أن يستطيع برنامجنا تنظيم عملية التطوع ليصبح كل شخص في مكانه المناسب وتُستغل الطاقة الموجودة لديه، فمن الممكن أن يكون لدى شخص قدرات لكنها لا تستغل فيتحول إلى يد عاملة عادية.

المتدربين-مع-المدرب-آدامز

أسعدنا ما لاحظناه خلال ورشة العمل من حماس كبير لدى المتدربين، وكان الجميع يعمل بجدية، واتضح لدينا هذا بمجرد التزامهم لثلاثة أيام ولساعات طويلة بالتدريب».

مدير الدورة المتطوع في "بسمة" "فراس فرّاس" قال:

«الجزء الثاني من عمل "بسمة" يتعلق بتنمية قدرات المجتمع والمتطوعين بشكل عام، فجاءت مبادرتها بإقامة ورشات عمل في عدد من المحافظات لتحفيز العمل التطوعي لدى الشباب، فطلبت "بسمة" من "توتال" تمويلاً لهذه الورشات، فاشترطت "توتال" إقامة ورشة "دير الزور" لتمويل بقية الورشات، وهذا ما حصل، وتم استدعاء المدربين الذين قاموا بورشة العمل.

وبالنسبة للجهات المشاركة، فقد قمنا بمراسلة الجمعيات الأهلية والمنظمات وأرسلت لنا أسماء المرشحين للمشاركة».

وتقدم "فرّاس" باسم "بسمة" بالشكر لغرفة التجارة التي غطت الكثير من تكاليف الدورة ولكنيسة شهداء الأرمن التي أمّنت المكان.

وحصل eSyria على آراء مجموعة من المشاركين في ورشة العمل، فقال "مجد اسماعيل" من الغرفة الفتية الدولية JCI:

«الدورة جيدة، وكانت الفائدة منها متعددة النواحي من خلال تعليم التعامل مع الفئات المستهدفة من التطوع وكيفية استعمال المهارات، وتعلم العمل كفريق أو كقائد قائد فريق وإدارة المسؤوليات المالية والإدارية وغيرها».

"تيم العرفي" من الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب "سيا":

«الورشة مختلفة عما اتبعناه سابقاً، فقد ضمت مناقشات كثيرة واستماع لآراء المشاركين وعروض وأفلام، لكنني أعتقد بأن الترجمة من الإنكليزي إلى العربي ضيعت ولو القليل من دقة الشرح».

"مروة الشاهر" من غرفة تجارة وصناعة "دير الزور":

«الدورة ممتعة وفيها أمور جديدة على الجميع، حيث أن العمل الطوعي ما زال فكرة حديثة، وقد تم طرح أفكار ومشاريع مختلفة فيها فوائد كبيرة.

وبالنسبة لغرفة التجارة، فقد قدمت ورقيات الدورة والوجبات الغذائية وحفل العشاء».

جدير بالذكر أن ختام الدورة شهد توزيع شهادات على جميع المشاركين بحضور السيدة "سهير شاهين" ممثلة شركة "توتال" ورئيس غرفة تجارة وصناعة "دير الزور" "مازن كنامة" والقنصل الفخري لجمهورية "أرمينيا" في "دير الزور" ونائب رئيس فرع الهلال الأحمر "سورين كربيت".

الجهات المشاركة في الورشة هي:

غرفة تجارة وصناعة "دير الزور" - أخوية الأرمن - فرع الهلال الأحمر - جمعية تنظيم الأسرة - الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب "سيا" - الغرفة الفتية الدولية JCI - مؤسسة "بداية" - برنامج الغذاء العالمي – "ماري" لتنظيم الفعاليات – مركز "الهدف" لدعم المشاريع الصغيرة.