نالت الطالبة "حنين" ذات الخمسة عشر ربيعاً درجة الامتياز على مستوى محافظة "دير الزور" في مادة "الفيزياء"، وذلك ضمن الاختبارات المؤهّلة للأولمبياد العربي العلمي.

"حنين" لم تكن الأكثر اجتهاداً بين رُفقائها في الثانوية؛ لكنها كانت الأمْيز في مادة "الفيزياء" بشهادة المُدرسين المُختصين؛ فبعد نجاحها في الاختبار الأول على مستوى مدينة "البوكمال" حققت نجاحاً تالياً على مستوى محافظة "دير الزور"، لتتأهل إلى مستوى القطر وكم كانت تتمنى أن تُمثّل بلدها "سورية" في الأولمبياد العربي، لكن قطار الأمنيات توقّف عند تخوم العاصمة "دمشق" لتعود بعدها "حنين" من حيث بدأت وسط تكريمٍ من محافظ "دير الزور" ومديرية التربية ثم السلك التدريسي في "البوكمال"؛ بعد أن شقّت درباً للتفوق والتّميّز ربما مهّدت بذلك سبيلاً لزميلاتها ليتحفّزن على خوض منافساتٍ علمية جديدة آتية.

كان هناك تعاون كبير من جانب إدارة المدرسة بتخصيصها مُدرسا مٌختصا للإشراف على متابعة فترة التحضير؛ المراحل الأولى للمسابقة كانت سهلة بالنسبة لي؛ لكن في "دمشق" اختلفت الأمور وباتت أكثر صعوبة بسبب طبيعة الأسئلة التي كانت غريبةً عليّ بعض الشيء لذلك لم استطع تجاوزها

"حنين زياد الميزر" طالبة في الصف الأول الثانوي من ثانوية "المحدثة" بـ"البوكمال" هذه بطاقة تعريفها لدى اللجان المُعتمدة في الأولمبياد العلمي؛ التقيناها في المكان الذي اعتبرته سبباً لنجاحها لذلك أهدت تفوّقها إلى جميع الكادر التدريسي فيه؛ فتقول:

السيد "زياد الميزر" والد الطالبة "حنين"

«يكفيني فخراً أنني لم أخذل أساتذتي وكنت الطالبة الوحيدة على مستوى "البوكمال" بين طلاب القطر جميعاً؛ في البداية كانت المنافسة مع طالبات الثانوية وبعد اجتيازي لهذه المرحلة الأولى كان عليّ التفوّق على مستوى المحافظة، وبالفعل حقّقتُ ما أريد وتأهلتُ إلى المرحلة الأخيرة لأنافس على مستوى القطر لكن للأسف لم أنجح؛ ومع ذلك كانت تجربة رائعة وخاصةً عندما حصلت على تكريم من جميع المهتمين والمسؤولين سواء في "دير الزور" أو "البوكمال"».

وتتابع "حنين" حديثها:

«كان هناك تعاون كبير من جانب إدارة المدرسة بتخصيصها مُدرسا مٌختصا للإشراف على متابعة فترة التحضير؛ المراحل الأولى للمسابقة كانت سهلة بالنسبة لي؛ لكن في "دمشق" اختلفت الأمور وباتت أكثر صعوبة بسبب طبيعة الأسئلة التي كانت غريبةً عليّ بعض الشيء لذلك لم استطع تجاوزها».

الأستاذ "عبد الرزاق الحلاق" مُدرس مادة الفيزياء

السيد "زياد الميزر" والد الطالبة "حنين" لم يكن مستاءً بالنتيجة النهائية لابنتهِ؛ بل على العكس تماماً؛ فقد بدا مبتهجاً بالإنجاز الفردي لها؛ فقال:

«أنا فخورٌ جداً بابنتي لأنها حقّقت جزءاً من طموحاتها المستقبلية؛ فهي منذ سنوات دراستها الأولى تهتم بمطالعة جميع أنواع الكتب؛ ودائماً تحاول تنظيم وقتها بين الدراسة والتسلية والمطالعة. بعد تفوّقها على مستوى المحافظة قرّرت مرافقتها إلى "دمشق" مع العلم أن مرافقتي لها لم يكن ضرورياً؛ لأن منظمة الشبيبة تكفّلت بكل شيء من إقامة ونفقات سفر إلا أنني شعرتُ بضرورة وجودي لجانبها، فكل صباح كنت أتردد على مكان إقامتها للاطمئنان عليها ومنحها الثقة بالنفس، وهي بدورها قدّمت ما بوسعها لكن لم يُكتب لها النجاح في المرحلة الأخيرة».

الآنسة "سيناء السعيد" مديرة ثانوية "المحدثة" للبنات

بدوره تحدث الأستاذ "عبد الرزاق الحلاق" المُدرس المختص والمُشرف على الطالبة عن فترة التحضير النهائية؛ قائلاً: «خلال فترة إشرافي على الطالبة اعتمدت على تلقينها المعلومات الفيزيائية العامة التي وُرِدت ضمن منهاج المرحلة الإعدادية؛ وربما ضيق الوقت والفترة المقررة لإقامة الاختبار كانت حرجة بعض الشيء بالنسبة للطالبة بسبب التزامن مع الامتحانات النصفية؛ لكن حاولنا تدارك الأمر بتكثيف الجلسات التعليمية بمعدل ساعتين يومياً خارج أوقات الدوام. فالطالبة "حنين" كانت من بين عددٍ من الطالبات اللاتي نافسْنَ في الثانوية ومن خلال إجراء اختبارات على عدة مراحل تم اختيارها كأفضل طالبة في مادة الفيزياء لذلك كانت الأجدر بتمثيل مدينة "البوكمال" على مستوى الفرع ثم على مستوى القطر».

من جانبها أكدت الآنسة "سيناء السعيد" مديرة ثانوية "المحدثة" للبنات أهمية هذه الأولمبياد لتعزيز روح المنافسة بين الطالبات؛ فتقول:

«خلق هذا الأولمبياد نوعاً من المنافسة الشريفة بين جميع الطالبات؛ وزرع في أنفسهن حافزاً قوياً للمثابرة والاجتهاد؛ كما ساعد في ظهور مواهب وميول فردية نحو موادٍ معينة ومحددة على الرغم من عدم تفوقهن في باقي مواد المنهاج؛ والطالبة "حنين" هي خير مثال على ذلك؛ فمستواها جيد في جميع المواد لكنها مُتميزة ومُتفوقة في مادة الفيزياء بالتحديد، كان هناك تواصل مستمر بين الإدارة والطالبة وقدّمنا لها الدعم المادي والمعنوي كما تم تخصيص مُدرس مختص للإشراف على الفترة التي سبقت الاختبار، وبالتأكيد كان هناك متابعة دائمة من جانب مديرية التربية بـ"دير الزور" التي لم تبخل في تقديم المساعدة خلال تلك الأوقات».

لن تكون "حنين" الطالبة الوحيدة التي ستحاول إثبات ذاتها خلال قادم السنوات؛ فربما ستظهر أسماءٌ جديدة في مدارس "البوكمال" تحذو حذوها؛ حينها قد تصل المنافسة إلى أوجّها وسط الطموحات المشروعة لكل طالبٍ أو طالبة؛ ومع ذلك تبقى محاولة "حنين" فرديةً وشكّلت حافزاً قوياً لزيادة أسماء المتميزين.