السنوات التي قضاها بين الأعشاب الطبية وأنواعها، أكسبته الخبرة الكافية ليكون له حضور في هذا المجال الواسع الذي ورثه عن والده، وطوره بطريقة ذكية مبنية على العلم والتجربة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 أيلول 2020 التقت "طه بعاج" الذي تحدث عن دخوله عالم الأعشاب الطبية بالقول: «في بداية عام 1992 استحوذت الأعشاب وأنواعها وطرق تركيبها على اهتمامي، ولكنني كنت ميالاً للأعشاب المغلفة والجاهزة، ومع بداية الاهتمام الواسع بهذا النوع من الأعشاب من قبل الشركات الخاصة والعامة، وانتشارها الواسع؛ كان لا بد من حجز المكان المناسب لي وسط ذلك، خاصة أن والدي كان يجمع المعلومات كاملة عن الأعشاب ويدونها، حتى بات لديه مرجعاً كبيراً وواسعاً من المعلومات والتدوين فيما يخص أنواع الأعشاب وطرق استخدامها، وتركيب الأدوية لبعض الأمراض التي كانت ناجعة في الكثير من الأحيان، ولكنه كان يستخدمها على نطاق ضيق بالنسبة للعائلة والأقارب والمقربين، ومنذ تلك الفترة وجدت نفسي أسير على الدرب ذاته الذي اهتم به والدي» .

مهنة الأعشاب المعلبة والمغلفة اليوم تحظى بالحضور الملفت، وبتنا نشاهد الكثير من المحلات مع انتشار الكثير من الشركات، وبات لها استخدامها الواسع، و"طه بعاج" كان من أوائل من اتجه إلى هذه المهنة، ومعروف عنه خلقه الطيب ولسانه الجميل وسعة صدره، وخدمته لأبناء مجتمعه بطريقة حضارية بعيدة عن المادة

ويتابع "البعاج" حديثه: «بداية الأمر اتجهت إلى الأعشاب الجاهزة المعقمة والمغلفة، والتي تخضع لرقابة صحية، ومع ممارستي لهذا الجانب اكتسبت الكثير من الخبرة الواسعة لتشخيص المرض وإيجاد النوع المناسب من دواء الأعشاب له ومعالجته.

"طه بعاج" في محله

واعتبر نفسي أول من قام بافتتاح محل لبيع الأعشاب الجاهزة والمغلفة في محافظة "ديرالزور"، حيث كان ذلك في عام 1994 بمحل صغير كان يضم أكثر من 130 نوعاً من الأعشاب المغلفة والجاهزة.

أعتبر هذه المهنة مهمة للغاية للإنسان وصحته، لذلك أجد نفسي أقدم شيئاً نافعاً، وأحاول تأمين حاجات الناس من هذه الأعشاب الطبية، إضافة إلى ذلك فقد كان لي تجارب كثيرة في تقديم الشيء المهم للحالات المرضية».

الأستاذ "علي عطالله"

ويضيف: «الحضور الأوسع كان في مجال العسل وتأمين أنواعه مثل عسل الحمضيات، وعسل الأشواك، وعسل الكينا، وعسل حبة البركة، وعسل الأزهار المشكلة، وعسل السدر، وغذاء ملكات النحل، ومادة العكبر، المادة المعجزة للنحل، وغبار الطلع، وهذه الأنواع كنا نعمل على تأمينها بالكامل. ونتيجة الظروف التي مرت بها المحافظة، حاولت إدخال شيء جديد على هذه المهنة من خلال التوجه إلى بعض أنواع المنظفات من الصابون، والشامبو، والكريمات التي تحتوي على مواد طبيعية لتبقى المهنة ضمن إطار الطبيعة والأعشاب الطبية. وخلال ثلاثين عاماً في هذه المهنة أشعر بالفخر بأنني قدمت شيئاً مفيداً لأبناء محافظتي، واللحظات الأجمل في حياتي عندما كان يوجه لي الشكر من قبل أي شخص أقدم له شيئاً مفيداً يوصله لمرحلة الشفاء من المرض، فالأعشاب المعلبة والمغلفة، والأعشاب الطبيعية أثبتت جدواها وحضورها، ولاقت إقبالاً كبيراً».

عنه يقول الصحفي "عمار كمور": «مهنة الأعشاب المعلبة والمغلفة اليوم تحظى بالحضور الملفت، وبتنا نشاهد الكثير من المحلات مع انتشار الكثير من الشركات، وبات لها استخدامها الواسع، و"طه بعاج" كان من أوائل من اتجه إلى هذه المهنة، ومعروف عنه خلقه الطيب ولسانه الجميل وسعة صدره، وخدمته لأبناء مجتمعه بطريقة حضارية بعيدة عن المادة».

الصحفي "عمار كمور"

أما المدرس "علي عطا لله" فقال: «الأعشاب الطبية لها عدة أنواع، منها ما يتم زراعته في الأرض أو تستخلص وتحضر بطريقة أخرى لاستعمالها في مجالات طبية، وتوصف لعدد من الأمراض، وما يزال عدد كبير يستخدمها بالوقت الحالي، ولها محال متخصصة في "دير الزور"، ومنها من يبيع الأعشاب ويحضرها ويجهزها، ومنها ما هو معلب ومغلف، و"طه بعاج" معروف لخبرته الطويلة في مجال الأعشاب المعلبة التي بات لها اليوم انتشاراً واسعاً، خاصة مع ازدياد عدد الشركات المهتمة بهذا المجال».

يذكر أن "طه عبد الرزاق بعاج" من مواليد "دير الزور" عام 1968، حاصل على شهادة علوم سياسية، متزوج ولديه ولدان.