مميّزٌ في اختصاصه، يقصده المرضى من أرجاء المحافظة كافة، اتجه إلى العمل الخيري الذي من خلاله قدم الكثير، وخاصة في المجال الطبي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 2 تموز 2020 التقت مع الدكتور "عماد الكضيب"، وبدأ حديثه: «درست في مدارس "دير الزور"، وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى المحافظة بالفرع العلمي عام 1972، وتابعت دراسة الطب في جامعة "حلب"، وتخرجت منها عام 1978، وعدت إلى "دير الزور" لأعمل مقيماً في مستشفى "الفرات" للأمراض الداخلية العامة حتى عام 1980، وبعد ذلك انتقلت للعمل في مستشفى "دمشق" لمتابعة الاختصاص، وكنت رئيساً للأطباء المقيمين فيه حيث نلت فيه شهادة الاختصاص بالأمراض الداخلية العامة عام 1982، بعدها تم إيفادي إلى "فيينا" في "النمسا" وحصلت على شهادة الاختصاص بأمراض الكلية والكلية الاصطناعية وأمراض ضغط الدم من جامعة "فيينا" عام 1986، ومن ثم عدت إلى بلدي رغم المغريات الكثيرة التي قدمت لي هناك، ومع عودتي بدأت العمل وساهمت في تأسيس مراكز غسيل الكلية في "سورية"، وكان عددنا لا يزيد على خمسة أطباء من محافظتي "دمشق" و"حلب".

الدكتور "عماد الكضيب" قدم خدمات كبيرة لمحافظة "دير الزور" منذ مباشرة عمله في اختصاصه، وكان يقدم المساعدة الطبية لكل مريض بأريحية تامة، وهو شخص يحب عمل الخير، ومساعدة المرضى الذين يقصدونه. وقد شغل العديد من المناصب، وكان مثالاً للطبيب المتفاني في عمله حتى آخر خدمته الوظيفية، وتابع عمله الطبي والخيري رغم أنه تقاعد، حيث يقصده المرضى من مختلف المشافي لاستشارته التي يقدمها دون تأخير، الدكتور "عماد الكضيب" يستحق المزيد من التوصيف

بقيت في "دير الزور" حتى عام 1994، ثم غادرت إلى "السعودية" وبقيت فيها حتى عام 2010 وعدت بعدها إلى "دير الزور" نظراً لحاجة البلد، وحاجة مراكز غسيل الكلية في هذه المحافظة، إذ لم يكن فيها أي اختصاصي في أمراض الكلية حينها».

أثناء العمل

ويتابع "الكضيب" حديثه: «بدايتي مع العمل الخيري كانت عام 2012 في "دمشق"، وكان هناك تعاون مع منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" وفي تلك الفترة استطعنا تأمين وإرسال الكثير من المساعدات الصحية إلى محافظة "دير الزور" بواسطة سيارات "الهلال الأحمر"، وفي عام 2013 عدت إلى "دير الزور". ومتابعةً للتعاون مع "الهلال الأحمر" قمنا بتأسيس مركز "خالد بن الوليد"، وكان هذا المركز يقدم الخدمات على مدار الساعة، ويوجد فيه مجموعة من الأطباء الأخصائيين، وهو عبارة عن مستشفى مصغر تقدم فيه معظم الخدمات الصحية باستثناء العمليات الجراحية.

بعد ذلك تسلمت مهام مدير صحة "دير الزور" عام 2013، وفي هذه المرحلة وبجهود مشتركة مع عدد من الأطباء حاولنا هيكلة بعض الأمور، وجمع المشافي ضمن بناء واحد في الهيئة العامة لمشفى "الأسد"، وفعّلنا عدداً من المراكز الصحية، وبفترة حصار "دير الزور" توجهت إلى "دمشق" ومن هناك تابعت العمل الخيري وتقديم ما يحتاجه أبناء محافظتي بالتعاون مع جمعية "الشام"، والغالبية ممن كان يعمل فيها هم من أبناء "دير الزور" حيث قدمنا الكثير من الخدمات الطبية في تلك الفترة».

د "خالد السيد طه"

ويضيف "الكضيب": «مع فك الحصار عن "دير الزور" بدأنا مرحلة عمل جديدة في العمل الخيري، وهذه المرة مع جمعية "دير مار يعقوب المقطع" منظمة "دور كاس"، وكانت تقدم الخدمات الصحية والعلاجية والأدوية المجانية، وقدمنا الخدمات الخيرية أثناء زيارتنا لسجن "دير الزور"، ومراكز الإيواء، وخلال عملي الخيري مرت معي حادثة ظريفة، حيث كنا في "دمشق" نستقبل الحالات لتشخيصها قبل تحديد حاجتها للعمل الجراحي المجاني، و كان العمل في "ريف دمشق"، ولكننا كنا نساعد أبناء محافظة "دير الزور"».

ويتابع "الكضيب" حديثه: «عملت في القطاع الصحي منذ عام 1978، وحتى عام 2014، وخلال هذه الفترة تقلدت العديد من المناصب، والأهم كان مشاركتي بتأسيس الكثير من العيادات المجانية منها: عيادات داء السكري وكانت بدايتها من "دير الزور"، ومنها اعتمدت لجميع المحافظات في "سورية"، وكذلك مبادرة التلقيح من المنزل وهي معروفة بالفرق الجوالة، وانطلقت من "دير الزور" عام 2013 عندما ظهرت حالات شلل الأطفال في الريف الشرقي، وتمكنا خلال أسبوعين فقط من تطعيم أكثر من 300 ألف طفل بلقاح شلل الأطفال، ومنع انتشاره، وكانت فرق التطعيم تذهب إلى المنازل بنفسها وتقدم اللقاح، وفي الوقت الحالي أتابع مرضى غسيل الكلية في الهيئة العامة لمشفى "الأسد"، ومستمر في تقديم ما هو مطلوب مني لأي شخص يحتاج إلى مساعدة في اختصاصي».

عنه يقول الدكتور "خالد السيد طه" مدير مشفى "الفرات" في "دير الزور": «الدكتور "عماد الكضيب" قدم خدمات كبيرة لمحافظة "دير الزور" منذ مباشرة عمله في اختصاصه، وكان يقدم المساعدة الطبية لكل مريض بأريحية تامة، وهو شخص يحب عمل الخير، ومساعدة المرضى الذين يقصدونه.

وقد شغل العديد من المناصب، وكان مثالاً للطبيب المتفاني في عمله حتى آخر خدمته الوظيفية، وتابع عمله الطبي والخيري رغم أنه تقاعد، حيث يقصده المرضى من مختلف المشافي لاستشارته التي يقدمها دون تأخير، الدكتور "عماد الكضيب" يستحق المزيد من التوصيف».

يذكر أنّ "عماد محمد الكضيب العبودي" من مواليد "دير الزور" عام 1954.