ينتمي إلى سلالة أدبيّة لها وزنها الخاصّ في السّاحة السورية، فهو ابن الأديب والمؤرخ الكبير "عبد القادر عيّاش"، وحفيد الأستاذ الكبير "محمد عيّاش" رئيس تكتل العشائر في البرلمان السّوريّ في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 تشرين الأول 2014، الأستاذ "فاروق عيّاش" الّذي تحدّث عن نشأته وحياته: «مواليد "دير الزور" 1937، حصلتُ على إجازةٍ في الحقوق من جامعة "دمشق" عام 1961م؛ لكنّني لم أمارس مهنة الحقوق، وفي عام 1962م سافرتُ إلى المملكة المتّحدة، وتخصصتُ بدورة في الإدارة المصرفيّة من معهد "ميد لند بنك"، وبعد عودتي بدأت العمل المصرفي مع مصرف الوحدة العربيّة حتّى عام 1967م، وتدرجت في السّلّم الوظيفيّ حتّى تاريخ إحداث المصرف العقاري».

مواليد "دير الزور" 1937، حصلتُ على إجازةٍ في الحقوق من جامعة "دمشق" عام 1961م؛ لكنّني لم أمارس مهنة الحقوق، وفي عام 1962م سافرتُ إلى المملكة المتّحدة، وتخصصتُ بدورة في الإدارة المصرفيّة من معهد "ميد لند بنك"، وبعد عودتي بدأت العمل المصرفي مع مصرف الوحدة العربيّة حتّى عام 1967م، وتدرجت في السّلّم الوظيفيّ حتّى تاريخ إحداث المصرف العقاري

* ما هي أهمّ منجزات عملك؟

** في المصرف العقاري استطعتُ العمل لمصلحة المواطن، فقد أسرني أصحاب الطبقة الوسطى وما دونهم، لذلك يُسّرتْ أمورهم في الحصول على قروض سكنيّة، إضافة إلى الدّعم اللا متناهي للجمعيات السّكنية.

القاضية غالية الثلاج

  • أهم دعم حصل في عملك الوظيفي؟
  • ** كان من نصيب جمعيات "تجمّع دمر"، حيث أُنشئت الجمعية بأموال المصرف العقاري وبقيمة بلغت -في سبعينيات القرن الماضي- 700 مليون ليرة سورية، رغم معارضة الكثيرين في الحكومة آنذاك، كما موّلنا بناء المشاريع السّياحيّة والجمعيات السّكنيّة على امتداد "سورية"، إضافةً إلى تمويل الأفراد لشراء مساكن خاصّة بهم.

    الأستاذ فاروق مع حفيده.

  • ما السّبب في تسميتكَ "شيخ المصرفيين"؟
  • ** "شيخ المصرفيين السّوريين" هذه أطلقتها عليّ الصّحافة الاقتصاديّة السّوريّة؛ لكوني من أوائل المصرفيين الّذين مارسوا المهنة في "سورية".

  • ما رأيكَ في الوضع الاقتصاديّ السّوريّ خلال الظروف الراهنة؟
  • ** الاقتصاد السّوريّ أثبتَ أنّ الأرضيّة الّتي بُنِيَ عليها كانت قويّةً وصحيحةً؛ والسبب في ذلك أن "سورية" ليس لديها ديون خارجية، وهذا ما دفع الاقتصاد إلى أن يعيش ولا يزال متماسكاً وقوياً رغم العقوبات الغربية الّتي يتعرّض لها من عدم تصدير البضائع السّوريّة، وسحب السّفارات، وقطع العلاقات التّجاريّة مع بعض البلدان.

    القاضية "غالية الثلاج" الّتي تربطها بابنة الأستاذ "فاروق" علاقة صداقة، قالت عنه: «الأستاذ "فاروق" عرفته وأنا طفلة بحكم صداقته لوالدي، ونيلُ هذا الرّجل لقب شيخ كار المصرفيين لم يأتِ مصادفةً، ففي عام1967 أُسند إليه تأسيس المصرف العقاري، ثمّ تأسيس مصرف التوفير، وسمّي إضافةً إلى عمله مستشاراً، لذا فإنّ حديثي عنه ليس إطراءً له ولا مبالغةً في تقدير حقّه، فتاريخه الطويل يشهدُ له أكثر منّي وخبرته الواسعة أثبتتْ حضور شخصيتهِ في محافل عربية كثيرة، فهو ينتمي إلى روّاد الحركة المصرفيّة العربيّة، والمهام الّتي أوكلت إليه تدلّ على أنّه رجل دولة من الطراز الأوّل، وقد جمعتني بابنته المهندسة "ريم" صداقة وأخوّة ومحبة».

    وأشار المحامي "مناف حسن" صديق الأستاذ "فاروق عيّاش" بالقول: «رغم انشغال "عيّاش" بمهمات كثيرة عبر كلّ هذه السنين في الأمور الاقتصاديّة والمصرفيّة، إلا أنه شديد الحرص في تعامله مع الآخرين في شؤون العمل وغيرها، ولم يغير طريقته في التّعامل مع موظفيه أو مراجعيه وحتّى زواره، فباب مكتبه لا يُغلق أبداً، ويستقبلهم بابتسامته المعهودة، ويستمع جيداً لمطالبهم، ويساعد على حلّها ولو كانت خارج نطاق عمله، فهو يعرف حقّ الناس عليه، ويُقدّر الصغير قبل الكبير؛ لهذا يتمتّع الرّجل بصيت ذائع، إنّه رجل اجتماعيّ لا يشقّ له غبار».

    وأضاف: «أثناء تسلّمه العمل في المصرف العقاري أطلق عليه النّاس لقب "أبو الفقراء"، لمساعدتهم في تأمين البيوت فهو ينتمي إلى عائلة معروفة بعراقتها ووطنيتها، وهو المُؤهَّل جيداً للإدارة؛ لذلك لم تتوانَ الحكومة السّوريّة بإسناد تأسيس المصرف العقاري إليه، وبدوره فقد كدّس كلّ جهده ووقته في سبيل انطلاقة المصرف، خاصةً أنّها كانت تجربةً جديدةً في "سورية" بعد تأميم المصارف، فكان مصرفاً رائداً يشهد له الجميع بذلك، حتى الحكومات المتوالية أثنتْ على جهود "شيخ الكار"؛ فكان يحرص دائماً على تقديم كافة الإمكانات المتاحة لديه لخدمة عملائه، وتسهيل الإجراءات عليهم».