تقلدت العديد من المناصب القضائية، فهي أول قاضية تعين في ريف دمشق، وهي تسعى دائماً للعمل على تحسين وتعديل بعض القوانين التي تخص المرأة لإنصافها في المجتمع.

إنها القاضية "غالية الثلاج" من محافظة دير الزور، التي التقتها مدونة وطن eSyria في 30/5/2013فعرفت بداية عن نفسها بالقول: «أنا من مواليد محافظة دير الزور خريجة كلية الحقوق، والدتي مديرة مدرسة سابقة بدمشق، ووالدي رئيس محكمة استئناف سابق بدمشق، واعمل حاليا قاضية لدى وزارة العدل ومستشارة بمحكمة الاستئناف المدنية بدمشق، متزوجة من المحامي "سمير عابدين" ولدي أربعة أطفال».

أنا من مواليد محافظة دير الزور خريجة كلية الحقوق، والدتي مديرة مدرسة سابقة بدمشق، ووالدي رئيس محكمة استئناف سابق بدمشق، واعمل حاليا قاضية لدى وزارة العدل ومستشارة بمحكمة الاستئناف المدنية بدمشق، متزوجة من المحامي "سمير عابدين" ولدي أربعة أطفال

وتابعت: «كان الانتقال من محافظة دير الزور للعاصمة دمشق فرصة لي ولإخوتي لمتابعة تحصيلنا العلمي، وبعد تخرجي في كلية الحقوق تقدمت لمسابقة القضاء ونجحت، وعينت في ريف دمشق كأول قاضية أحداث في منطقة "دوما"، وكنت أول امرأة يتم تعيينها في مثل هذا المنصب بالريف، وبعدها تدرجت بالعمل الوظيفي في وزارة العدل من قاضية أحداث إلى المحاكم العمالية ومحكمة الصلح بالمزة، ورئيسة محكمة البداية مدنية، ورئيسة محكمة الجزاء».

وأضافت: «من المهم عدم إقصاء المرأة عن تقلد أي منصب مهما كان صعباً ليكون لها الدور الفاعل في بناء المجتمع ولتكون شريكة ايجابية في تعديل وتحسين القوانين، وبشكل خاص القوانين التي تعد مجحفة بحق المرأة لإنصافها ولتأخذ حقها كاملاً دون نقصان، وبما أننا نساء وقاضيات فنحن أدرى بما ينقصنا من قوانين، وما الذي يحتاج للتعديل والتحسين وكما يقال "أهل مكة أدرى بشعابها"».

ثم تحدثت عن بعض الصفات العاطفية لدى المرأة وقالت: «صحيح أن النساء عاطفيات ولكن ليس جميع القضايا تحكمها العاطفة، فهناك القضايا المدنية والعمالية والتجارية وهي تحتاج لنص ومادة وقانون ولابد من تطبيق المادة القانونية فيها والعمل ضمنها، ونحن والرجال متساوون بهذه النقطة، ولكن في بعض القضايا الجزائية قد نتعاطف، والقانون قد منحنا السلطة التقديرية لتخفيف الجرم والنظر بعين العطف للحالة إذا كان يستدعي الأمر ذلك، وبشكل خاص في قضايا الأحداث فهي تتطلب منا النظر بعين العاطفة، والعاطفة ليست شيئاً سلبياً وإنما شيء ايجابي، وبالنهاية نحن لسنا جلادين وإنما قضاة هدفنا بالنهاية إحقاق الحق وتحقيق العدالة».

المحامي سمير عابديين والقاضية غالية الثلاج وابنائهم

وأضافت: «إن وصول المرأة لمثل هذه المناصب يساعد كثيراً في أن يكون لها الدور الفاعل بتحسين القانون لمصلحة المرأة، وسعينا دائماً نحن كقضاة نساء لتعديل قانون الأحوال الشخصية في الكثير من المواد التي لا تنصف المرأة، ونسعى دائماً لتقديم الأفضل للمرأة فنحن نقترح والحكومة تستمع وتقدر وتتجاوب دائماً لتحسن القوانين، وانا اعتبر أن المرأة القاضية قد نجحت وأثبتت وجودها في العمل القضائي في سورية».

وختمت حديثها بالقول: «عندما ادخل المنزل أصبح امرأة أخرى، فأعود الزوجة الديرية التي تسعى دائماً لتلبية طلبات زوجها، والأم الحنون المتابعة لأولادها بكافة الجوانب، والطباخة الماهرة في تحضير الطبخات المشهورة التي تعطيني الإحساس بأني مازلت انتمي لهذه المحافظة التي افتخر بأني منها، ورغم الضغوط والتعب الذي أتعرض له يومياً، فانا ارمي كل ذلك على عتبة الباب وادخل منزلي متفرغة لعائلتي.

من هواياتي القراءة والشعر والأشغال اليدوية وأعمال الديكور والتصميم والحياكة كما اكتب مقالات اجتماعية في مجال حقوق المرأة وتمكين دورها، ومناهضة العنف الممارس ضدها، إضافة لأبحاث كنت قد أعددتها حول الأسباب الاجتماعية والاقتصادية لجنوح الأحداث أثناء عملي كقاضية للأحداث بدمشق وشاركت في مؤتمرات حول هذا الموضوع، وقد قمت أنا والصديقة المهندسة "ريم عياش" بإنشاء صفحة على "فيس بوك" باسم "حوريات الفرات" وهي تتحدث عن حضارة وادي الفرات من منبعه إلى مصبه ولاقت إقبالاً جيداً ما حملنا مسؤولية اكبر في إتقان هذا العمل في ما يتم نشره عن منطقة الفرات من تراث وعادات وتقاليد وشخصيات والحديث عن التاريخ الذي عاشته وعاصرته».

المهندسة "ريم عياش" قالت: «هي حورية من حوريات الفرات، جمعتنا الصداقة أنا و"غالية" وهي من الصديقات التي تقدر معنى الصداقة، فهي القاضية التي تعشق العدل والعدالة ولها بصمات في العمل القضائي لنصرة المرأة ومساعدتها من خلال العمل على تعديل بعض القوانين المجحفة بحقها، كما كان لها نشاط في كتابة العديد من المقالات الاجتماعية بخصوص المرأة وتمكين دورها وقدرتها على تحمل الأعمال الصعبة ومساواتها بالرجل وتغيير نظرة الرجل للمرأة على أنها عنصر غير فعال في المجتمع، وإضافة لذلك فهي الإنسانة الرقيقة والذكية والتي تتمتع بشخصية حكيمة ومميزة تلفت الأنظار كما أنها الأم والمربية الفاضلة والزوجة المحبة».