كلما اجتمعنا بأحد المرضى الذين عالجهم د. "مرعي العبد" لا نسمع منه سوى الامتنان والدعاء لهذا الطبيب، ما دفعنا للتساؤل لماذا "مرعي العبد" دون غيره؟

eSyria حاول أن يجيب عن هذا التساؤل من خلال لقائه المريضة "فاطمة الحسين"، وهي بعمر 58 سنة من قرية "درنج"، فعبرت عن رأيها بالدكتور "مرعي العبد" قائلة: «استطاع هذا الطبيب أن ينقذ حياتي، كما عمل بعد العملية على تشجيعي ومواساتي، دون انقطاع وكأنه أحد أبنائي، ما رفع من معنوياتي إلى درجة كبيرة بعد أن كانت نفسيتي منهارة».

استطاع هذا الطبيب أن ينقذ حياتي، كما عمل بعد العملية على تشجيعي ومواساتي، دون انقطاع وكأنه أحد أبنائي، ما رفع من معنوياتي إلى درجة كبيرة بعد أن كانت نفسيتي منهارة

أما ابن المريضة "فاطمة الحسين" وهو الشاب "خضر خلف الجلود" فقد بين حجم الفائدة التي قدمها د. "مرعي العبد" لهم كأسرة بقوله: «قبل أن نلتقي الدكتور "مرعي العبد" كنا نعيش كأسرة ألماً نفسياً، فقد أعاد لنا الأمل في حياة أمنا، إضافة إلى كون الطبيب قد أجرى العملية في مشفى عام، وداخل المحافظة، الأمر الذي وفر علينا مبلغا لا يقل عن 250000 ل.س ثمن إجراء العملية في مشفى خاص مع إقامتنا معها خارج المحافظة».

د. مرعي العبد مع المريضة فاطمة الحسين وأحد ابنائها

ولنطلع أكثر على هذه التجربة الإنسانية المميزة، التقى موقعنا الطبيب "مرعي العبد" فحدثنا أولاً عن بداياته: «ولدت في قرية "دبلان" عام 1962، ودرست تعليمي ما قبل الجامعي في "دير الزور"، أما دراستي الجامعية فكانت في جامعة "حلب"، حيث تخرجت كطبيب سنة 1990، ولم أستطع إكمال الاختصاص بسبب الوضع المادي، لذا عملت كطبيب عام في بلدة "الصالحية" التابعة للبوكمال مدة 13 سنة، وقد بلورت تجربة الإقامة الطويلة في الريف لدي الصبر والجرأة بالعمل، وإمكانية التعامل مع كافة الشرائح المجتمعية، وخلال فترة إقامتي هناك تزوجت من الدكتورة "مؤمنة جعفر"».

استطاع الدكتور "العبد" أن يتابع دراساته العليا عام 2003، وكان لسنوات الدراسة هذه عظيم الأثر في صقل تجربته الطبية، إذ شرح لنا ذلك بقوله:

بعد العملية الجراحية

«تابعت دراساتي العليا اختصاص جراحة عامة في مشفى حلب الجامعي، فأتيح لي هناك المشاركة في العديد من العمليات الجراحية النوعية ضمن أكثر من فريق طبي، وأبرز هذه العمليات هي عملية "ويبل" "مرتين".

أنهيت دراساتي العليا وحصلت على درجة "ماجستير" في الجراحة العامة، من جامعة "حلب" عام 2009».

أما النجاحات التي حققها الدكتور "العبد" في مجال عمله فهي كثيرة، ذكر لنا أهمها قائلاً: «أهم العمليات الورمية التي أجريتها عمليتان الأولى كانت استئصال رحم جذري لمريضة من قرية "محكان" في ريف "دير الزور" وعمرها 28 عاما، نتيجة إصابة الرحم بضخامة شاملة بسبب ورم سليم "leiomyoma"، وقد بلغ وزن الورم 3كغ أي ما يعادل طفل وليد في تمام الحمل "الشهر التاسع للحمل"، وكانت هذه الضخامة بطول 28 سم، وعرض17 سم وعمق 12سم.

أما الثانية فكانت عملية ويبل "whipple" للمريضة "فاطمة الحسين"، وقد أجرى العملية فريق طبي بقيادتي وهي تجرى لأول مرة في مشفى الأسد في "دير الزور"، والتي تعتبر عالمياً من أصعب عمليات الجراحة العامة، وقد أجريت العملية بتاريخ 5/10/2010 الساعة 12 ظهراً واستمرت سبع ساعات دون انقطاع».

ولمعرفة المزيد عن د. "مرعي العبد" الإنسان التقينا زوجته الدكتورة "مؤمنة جعفر"، فحدثتنا قائلة: «رغم ما يأخذه العمل من وقت د. "مرعي"، فإن ذلك لم يمنعه من أن يكون زوجاً وأباً ناجحاً، عطوفاً، وطبيبا مداوما على راحة المرضى حتى في وقت راحته، ووقت جلوسه مع أسرته فإنه يقدم مصلحة المريض على مصلحته الشخصية، إضافة إلى تعامله غير المادي مع مرضاه فهو يحاول أن يقدم جهده بصدق سواء أكانت المعالجة بعيادته أم بمشفى خاص أم عمومي».

كما التقينا صديقه السيد "معاذ عبد الفتاح"، الذي قال لنا: «تميز د."مرعي العبد" بحب شديد للمعرفة، مصحوباً بإنسانية عالية، حيث إن ضغوطات الحياة وخصوصاً العمل لم تمنعه من أن يكون بشوشاً لطيفاً يتواصل بشكل جيد مع محيطه سواء أكانوا مرضى أم أقرباء أم أصدقاء».