عند دخولك لعيادته "السنية" تحسبها متحفاً للحيوانات البرية والأدوات التراثية التي كانت مستخدمة في الماضي مثل النجر والرحى وما شابه ذلك، وكذلك صور ورسومات لبعض الحيوانات والنباتات البرية وأدوات للصيد والتي تصيد الحيوان ويبقى حياً مثل "الدوسة" وهي تسمى "الشرك"، كل ما ذكرناه موجود في عيادة الدكتور "أحمد عليشان الخلف".

وللتعرف أكثر عن هذا الشاب المثابر والنشيط، التقى "eSyria" الدكتور "أحمد" في عيادته والذي حدثنا عن تجربته قائلاً: «أنا طبيب أسنان تخرجت في جامعة البعث في عام 1994 كلية طب الأسنان "بحماة"، ومارست مهنتي في عيادتي في الريف بقرية "موحسن" وبقيت لفترة سنتين وبعدها نقلت العيادة إلى قرية "القطعة" وكذلك بقيت لمدة سنتين إلى أن استقر بي المطاف بعيادتي الحالية في مدينة "دير الزور"، بالإضافة لعملي في العيادة فان لدي هواية أخرى وهي إمساك الحيوانات البرية وهي حية ومحاولة أقلمتها مع الحيوانات الأليفة وكذلك دراسة سلوكها في التغذية والتكاثر وعن وضعها ضمن سلسلة التغذية، فكنت أخرج إلى البادية في أوقات فراغي وفي أيام العطل وأحياناً ليلاً فأبحث عن تلك الحيوانات وأفضل الصغيرة منها لسهولة تربيتها وأقلمتها، ولي تجربة جيدة مع الذئاب، وفي أحد الأيام وأثناء وجودي في بادية "الشامية" وفي إحدى المغارات سمعت أصوات جراء صغيرة فاتجهت إليها فإذا هي صغار ذئب، فابتعدت عن المغارة وبدأت أراقب الجراء لمشاهدة سلوك الأم وكيفية إحضار الطعام لجرائها، وطال انتظاري إلى إن سمعت وبعد مغادرتي المكان من أحد رعاة الأغنام أنهم قتلوا أنثى ذئب أثناء انقضاضها على قطيع الأغنام، هنا رجعت إلى المغارة وأخذت الجراء لرعايتها، فصنعت لها بيتا مصغرا من الحديد وتم فرش أرضيته بالتراب ووضع بعض الأعشاب وأغصان نباتات برية لمحاكاة البيئة الأساسية لتلك الجراء وخلق نوع من الألفة لها، وبدأت بتقديم الحليب لتلك الجراء إلى أن أصبحت قادرة على تناول الطعام وهنا بدأت المشكلة بالنسبة لي فهي تحتاج إلى اللحوم وبدأت باصطياد الأرانب البرية لتقديمها كطعام للذئاب وأصبحت الذئاب شبه أليفة معي فهي تلاعبني ولكن وفي بعض الأحيان وبحجة اللعب تقوم بعضي عضات خفيفة غير مؤلمة، بالنسبة لمصير الذئاب واحد منها موجود في حديقة الحيوان بدمشق والآخر في قرية العشارة كذلك في حديقة مصغرة.

أنا زرت العيادة السنية للمداواة وأثناء وجودي في العيادة شاهدت صور الحيوانات المعلقة في غرف الانتظار والتمتع بتلك المناظر التي تسحر العيون والتي تشعرك وكأنك في حديقة للحيوان، وكذلك أسعار المداواة عند الدكتور "احمد" رخيصة ويقدر الظروف المادية للفقراء ومتعاون مع الجمعيات الخيرية التي ترسل المحتاجين للعلاج في عيادته المتواضعة، وهو يتمتع بسمعة حسنة ومحبوب من قبل الجميع

ولدي في منزل المزرعة قسم مخصص للأدوات التراثية التي كانت تستخدم في السابق، حيث قمت بجمعها من أماكن مختلفة من ريف وبادية "دير الزور"، كذلك صمم لي "عبد الله سليمان" من أهالي قرية "الشميطية" والذي يهتم بالتراث ويعيد تشكيله من جذوع الأشجار، مدفعين على شكل المدافع الفرنسية التي ضربت "دير الزور" أيام الاحتلال الفرنسي، وهذه المدافع موجودة لدي في المزرعة».

اثناء اطعامه للذئاب

وأضاف "الخلف" بالقول: «كذلك قمت بتربية بعض الطيور البرية مثل القطا والدراج والفري، وأيضاً بعض السلاحف البرية وثلاثة أنواع من الأفاعي، وأكثر من نوع من الأرانب البرية وعندي مزرعة مسورة أستخدمها كحقل تجارب على الحيوانات البرية وحتى النباتات الطبية والعطرية، وهناك مشروع لتربية وتفريخ طيور النعام وهي قيد الدراسة والتجهيز، وعندي تجربة جيدة بالنسبة للمداواة بالأعشاب البرية ونتيجة لمتابعتي باستشارة ودراسة العلاج بالنباتات الطبية والعطرية لأطباء في جمعيات الأعشاب سواء في مصر أو الأردن وخاصةً الأمراض الجلدية وتتم المعالجة بشكل ممنهج وليس عشوائي وضمن برنامج معين، واستفدت من تجربة جدي "حسن الطواب" الطبيب الشعبي المعروف في محافظة "دير الزور" وهو كما يسمونه عميد الأطباء الشعبيين».

وأثناء وجودنا في عيادة الدكتور "أحمد" التقينا السيد "باسل السيد" وهو أحد المراجعين للعيادة السنية حيث قال: «أثناء مراجعتي للعيادة لا اشعر بالملل نتيجة مشاهدتي لهذا المعرض المصغر والمثير للدهشة لوجود أنواع الحيوانات البرية المختلفة والتي تكاد تكون شاملة لجميع الحيوانات البرية الموجودة في وادي الفرات والتي إما مصورة أو محنطة، وهي تعتبر كبرنامج إرشادي لمعرفة حيوانات ونباتات المنطقة والتي يجهلها أغلبية الناس إلا المهتمين في هذا المجال، وأنا اشكر الدكتور "أحمد" على نشاطه ومثابرته الفريدة من نوعها».

خلف مكتبه وتظهر أمامه بعض الحيوانات

وكذلك التقينا السيد "حميد حسين" والذي قال: «أنا زرت العيادة السنية للمداواة وأثناء وجودي في العيادة شاهدت صور الحيوانات المعلقة في غرف الانتظار والتمتع بتلك المناظر التي تسحر العيون والتي تشعرك وكأنك في حديقة للحيوان، وكذلك أسعار المداواة عند الدكتور "احمد" رخيصة ويقدر الظروف المادية للفقراء ومتعاون مع الجمعيات الخيرية التي ترسل المحتاجين للعلاج في عيادته المتواضعة، وهو يتمتع بسمعة حسنة ومحبوب من قبل الجميع».

الدكتور احمد