هو رجل من الرعيل الأول عاش طفولته بتفاصيلها القاسية، فقد ترك برد الشتاء آثاراً واضحة على أظفاره الناعمة، لكن ذلك لم يزده إلا عزيمة وإصراراً، أحس أن الانسان لا يرتقي بغير العلم فحوّل معاناته إلى ذكريات جميلة.

موقع eHasakeh زار الأستاذ "غسان عجيل" في منزله ليحدثنا عن مشواره وعن ذكريات الزمن الجميل كما وصفه بالقول: «أنا من مواليد "دير الزور 1950 م انتقلت عائلتي إلى محافظة "الحسكة" عام 1965 م، عشت في منطقة "غويران" وكانت آنذاك بعيدة نسبياً عن مركز المدينة، فدرست الابتدائية في مدرسة الغسانية وكانت المدرسة الوحيدة، أذكر المشوار الذي كنت أقطعه في فصل الشتاء على الأقدام حيث البرد القارص، كنت أحمل في يدي حقيبة من التنك أضع فيها كتبي، فكانت يدي تتجمد من البرد فألجأ إلى حائط تنعكس عليه أشعة الشمس لعل الدم يجري في عروقي.

بقيت لفترة طويلة أدرس بالوكالة ولم يكن وقتها المردود يكفي للمعيشة، فافتتحت صالة بلياردو

في فترة لاحقة تم إنشاء مدرسة "بور سعيد" في حي "غويران" الأمر الذي خفف المعاناة على الطلاب، درست الإعدادية في مدرسة الثورة التي أصبحت اليوم كلية الحقوق، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة "نور الدين الشهيد" المدرسة الوحيدة المتخصصة بالفرع العلمي، يقابلها مدرسة "أبي ذر الغفاري" الوحيدة المتخصصة بالفرع الأدبي».

الاستاذ غسان عجيل

يضيف "عجيل": «حصلت على الشهادة الثانوية العلمية عام 1970 م بمجموع وقدره 161 درجة بمجهود شخصي، أهلني مجموعي لدراسة الطب الذي طالما حلمت أن أدرسه في الباكستان، لكن أمور السفر تعثرت، فدخلت كلية الصيدلة في جامعة " دمشق" عام 1972 م.

ونظراً لأني لم أستطع متابعة الدراسة في كلية الصيدلة درست في كلية الأدب العربي بجامعة حلب وفي السنة الرابعة انتقلت إلى جامعة "دمشق"، عام 1985 م وتخرجت فيها وبدأت من وقتها بالتدريس بنظام الساعات في المدارس».

  • ليت الشباب يعود يوماً!!!
  • «تغيرت الحياة بين الماضي والأمس وهذا على كل الصعد وأخص منها الصعيد التعليمي، ذلك الزمن يستحق أن نصفه بالزمن الجميل دون مواربة، كان الأستاذ يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويختم حديثه "من لم يفهم الدرس ما عليه سوى الحضور إلى منزلي لأشرح له الدرس مرة أخرى"».

    يتابع "عجيل": «بقيت لفترة طويلة أدرس بالوكالة ولم يكن وقتها المردود يكفي للمعيشة، فافتتحت صالة بلياردو».

    ويختم "عجيل": «على الرغم من دراستي الأدبية إلا أن الفرع العلمي ظل يماشيني إلى الوقت الحاضر، فأنا من رواد المراكز الثقافية منذ ردح من الزمن، أحاضر كثيراً في المراكز الثقافية إلا أن الجانب العلمي له نصيب الأسد من محاضراتي، يماشي الجانب العلمي الجانب الديني».

    الأستاذ "عبد الوهاب محمد" رئيس المركز الثقافي "بالحسكة" يقول: «منذ زمن طويل اعتاد الأستاذ "غسان عجيل" المركز الثقافي، فهو شديد الحرص على متابعة الفائدة والمعلومة وله محاضرات كثيرة، تأخذ محاضراته في الغالب الطابع العلمي وخصوصاً العلاقة بين الدين والعلم، وهو قارئ نهم يجهد على تطوير نفسه من خلال تطوير وتعديل معلوماته، عرفته أستاذاً للغة العربية وواكبته محاضراً، هو شخص ملم بالعموم ولكن لا يقعد اختصاصه مقعد العلم الحديث في حياته».