وجه إعلامي جديد برز في "دير الزور" خلال السنوات الأخيرة وخصوصاً في برامج البث المحلي، واستطاع رغم صعوبة شق الطريق في الإعلام المرئي أن يكون أحد الشخصيات المحبوبة عند أهالي "دير الزور".

إنه الإعلامي "محمد عرسان" الذي التقاه موقع eSyria وكان حواراً ابتدأه بشرح بداياته في العمل الإعلامي حيث قال:

الطموح حالة نفسية وفكرية يعيشها أي شخص، وهي تختلف من مرحلة إلى مرحلة، وبالنسبة لطموحي فهو العمل بمصداقية وأمانة، وبقاء الثقة مع الجمهور الذي أعتز به دائماً

«البداية كانت مع تخرجي في كلية التربية الرياضية، صيف عام 2006، مع صحيفة الوطن السورية ومجلة منارة الفرات، ثم الإقلاع مع فريق عمل إذاعة "سورية الغد" لنقل مباريات دوري المحترفين بكرة القدم لبرنامج "سمعني فوتبول"، وخلال هذه الفترة اتبعت دورة في التقديم التلفزيوني ضمن حلقات برنامج أغلى شباب بترشيح من اتحاد شبيبة الثورة، ثم تحولت إلى جريدة الرياضية، وبرنامج ملاعبنا الخضراء في إذاعة "دمشق" و"صوت الشباب"، تلاها الدخول إلى عالم التقديم التلفزيوني على الشاشة الوطنية، والبث المحلي من "دير الزور"».

العرسان أثناء إحدى التغطيات الإعلامية

كما أوضح ميزة الإعلام المرئي بالنسبة للإعلامين المسموع والمقروء بالقول: «لكل وسيلة إعلامية جمهورها، وهم في الغالب متفاعلون مع ما يتلقون، والحديث عن الإعلام المكتوب يعني قراء النخبة، بينما في الإعلام المرئي والمسموع يستطيع الجميع المتابعة بسهولة ولكافة فئات المجتمع، مهما اختلفت الثقافات، وهذا يعني الانتشار الأكبر».

وكان للإذاعة وبرنامج ملاعبنا الخضراء الرياضي، خصوصية في صقل تجربة "العرسان" الإعلامية، وهذا ما عبر عنه بالقول: «ملاعبنا الخضراء من أعرق البرامج وأكثرها شعبية، ومن النقاط المهمة التي زادت من قدرتي على التعامل مع الجمهور والإعلام، هو المتغيرات المتسارعة والمواقف الجديدة وطرق اللعب المتنوعة التي تحتاج الوصف والتعليق المقنع والصادق والممتع، وبالمناسبة فإن متابعي الرياضة على دراية وفهم كبيرين، وغالباً ما يردد الجمهور العبارات التي يكررها المعلق الرياضي، وإن وقع في أي هفوة "الله يعينه"».

أثناء الحديث معه

أما عمله ضمن التلفزيون، فيشمل مهام عديدة كل منها يحتاج إلى براعة وخبرة، ودقة في العمل، شرحها "العرسان" بالقول: «عملي في التلفزيون لا يقتصر على التقديم فقط، بل يشمل التحرير والإعداد، وبالتأكيد الشاشة أضافت لي أشياء كثيرة منها الثقة والاحترام المتبادل مع المتابعين، وهي نقطة تحول في عملي الإعلامي بشكل عام، والبث المحلي نافذة مهمة للتواصل مع أبناء محافظة "دير الزور"، حصدنا من خلالها أصداء واسعة لما يتم تقديمه، ولا أبالغ بالقول أن البث المحلي بنى جسوراً من المحبة مع الناس والدليل الاتصالات الكثيرة التي ترد إلى البرنامج حتى ما بعد انتهاء الحلقة وتواصل الضيوف مع المتصلين لأكثر من ساعة للرد على التساؤلات، وهذا نجاح لعمل فريق المركز الإذاعي والتلفزيوني "بدير الزور"».

و"العرسان" لا يجد في تغيير مساره في العمل الإعلامي من الرياضي إلى المنوع أي مشكلة فيبين ذلك بقوله: «الموضوع بكل بساطة متعلق بالقدرة على التعامل وحسن التصرف والثقافة، وامتلاك خلفية عن أي مادة تقوم بتقديمها، وإن أردت الأمثلة لمذيعين تحولوا من المجال الرياضي إلى المنوع فهم كثر، وأذكر منهم "جلال شهدا" مذيع برنامج "صباح الخير يا عرب" على قناة mbc، و"محمد ذو الغنى" مراسل قناة الجزيرة ومذيع برنامج "نهار جديد" على القناة الأولى، إضافة إلى "نزار حمود" في الأخبار، و"موسى عبد النور" ومسيرته مع "صوت الشباب" وهو بالأساس معلق رياضي والأمثلة كثيرة، كما أقوم بتقديم برامج أخرى كبرنامج تحت المجهر وبرنامج رحاب الجزيرة، وبعض البرامج الدورية التي تشهد فيها "دير الزور" مناسبات مثل المهرجان المسرحي الشبيبي وشجرة السلام وغيرها».

وللعرسان طموحه الخاص الذي عبر عنه بالقول: «الطموح حالة نفسية وفكرية يعيشها أي شخص، وهي تختلف من مرحلة إلى مرحلة، وبالنسبة لطموحي فهو العمل بمصداقية وأمانة، وبقاء الثقة مع الجمهور الذي أعتز به دائماً».

ويختم "العرسان" حديثه بالتأكيد على نقاط مهمة من وجهة نظره، مع أمنية يتمنى أن تتحقق: «العمل الإعلامي عمل متكامل، ولا يستطيع أي فرد النجاح بمفرده، مهما بلغت قدراته وإمكانياته، وبالتأكيد فإن التفوق يمر بعدة أشخاص تجمعهم المحبة والاحترام عندها يتحقق المراد وهو النجاح، كما أتمنى أن تشهد محافظتنا الحبيبة "دير الزور" خطوات جادة على طريق تطور الإعلام، خصوصاً أنها من أعرق المدن التي شهدت إصدارات لعديد من الصحف مع مطلع القرن الماضي».

ومن الوسط الإعلامي التقينا الصحفي "إسماعيل النجم" والذي تحدث عن تميز "العرسان" بقوله: «استطاع "العرسان" وبنجاح أن يطور نفسه منذ بداية دخوله العمل الإعلامي على الرغم من أنه غير متخصص في الإعلام، فهو خريج كلية التربية الرياضية، جامعة تشرين ولكنه باهتمامه الدائم بنقاط القوة ونقاط الضعف في عمله الإعلامي وأخذ الملاحظات الجادة بعين الاعتبار استطاع أن يتفوق على كثيرين من أهل الاختصاص».