يعشق العمل التطوعي ويتفانى لأجله، اهتماماته متعددة، عمل على بلورتها على أرض الواقع، يسخر جل وقته لخدمة الآخرين ولا ينتظر منهم مقابل، خياله واسع وطموحه بلا حدود، ساهم في إدخال علم الفلك إلى المحافظة، وقام بنشره بين أبنائها، أنه الفلكي والفنان والكاتب والنجار والمعلم "خضر الخضر" رئيس فرع المنطقة الشرقية لجمعية هواة الفلك.

والذي كان لموقع eDeiralzor هذا الحوار معه ليحدثنا من خلاله عن اهتماماته قائلاَ:

يعتبر السيد "خضر" من الشخصيات النادرة في هذه الأيام، فهو ينفق من ماله الخاص لينفع الآخرين، كما يمتلك بديهة سريعة في إتقان أي عمل يرغب به

«أقربها على قلبي علم الفلك، والذي تربطني به علاقة قديمة امتدت منذ الطفولة، فقد كنت أتأمل السماء بشكل الدائم، وأشعر برابط كبير يشدني إليها، وساهمت نشأتي بين الريف والبادية في معرفة بعض المعلومات البسيطة والمتداولة بين سكانها كالمواقيت وتحديد الاتجاهات...، لكن رغبتي في الدخول في هذا العلم ساقتني لإيجاد آليات أعمق من خلال معرفتي به، فشاركت منذ العام 2006 بجميع المخيمات الفلكية التي أقامتها جمعيه "هواة الفلك" في المحافظة أو خارجها، وتعرفت على السيد "محمد العصيري" رئيس الجمعية في "سورية"، ودارت بيننا العديد من الحوارات، والتي تمخض عنها أطلاق شعار "علم الفلك للجميع"، أي تحويله من علم أسير المختصين إلى العموم من خلال إيجاد آليات نستطيع من خلالها الوصول إلى كافة الفئات والشرائح، فبدأت في بداية العام 2007 بتشكيل نواة لفرع الجمعية "بدير الزور"، وكان السيد "عمر الجابر" الذي تعرفت عليه عن طريق الصدفة ثاني المنتسبين لهذه النواة، و"محمد الخضر" أول فلكي صغير في القطر ثالث المنتسبين، وبعد خمسة أشهر قمت بشراء تلسكوب صغير، وبدأنا بتطوير أنفسنا من خلال مطالعة النشرات الدورية والمحاضرات التي تقيمها جمعية "هواة الفلك"، والمشاركة في كافة الليالي التي تقيمها، إضافة إلى متابعة كل ما هو جديد في هذا العلم عن طريق الانترنت.

التحضير ليوم فلكي

وفي نفس العام حصلت على موافقة الجمعية لإحداث فرع "ديرالزور" بعد أن زاد عدد المنتسبين والمتطوعين، وقمت بشراء أكبر تلسكوب متحرك في القطر، وبدأنا بعد ذلك بإقامة الليالي الفلكية في معسكر الطلائع والساحات العامة، بهدف نشر هذا العلم لأكبر عدد ممكن من المواطنين، كما ساعد المخزون الثقافي واللغوي لمنتسبي الجمعية في إيجاد جسور تواصل مع المشاركين في هذه الفعاليات، إضافة إلا أننا كنا نحضر جيداً قبل عمليات الرصد، ونتواصل في نفس الوقت مع رئاسة الجمعية في "دمشق" حول أي ظاهرة وتساؤل غريب من الممكن أن نسأل عنه.

كما شاركت في العام 2009 بالملتقى العربي لهواة الفلك الذي أقيم في "الجزائر"، وكانت مهمتي تعميق ثقافة علم الفلك، كما أعمل حالياً مع رئاسة الجمعية وبالتعاون مع الاتحاد العربي للفلك على أكثر من مسودة لوضع منهاج لنشر ثقافة علم الفلك من خلال ايجاد وسائل إيضاحية لقبة السماء وطبيعة النجوم، وتحويل اللغة العلمية المبهمة إلى لغة مفهومة للعموم من خلال إيجاد وسائل بصرية».

عمر الجابر

أما اهتمامه الثاني فكان في تصنيع لوحات "العجمي" وبعض "الصمديات" والتي حدثنا عنها قائلاً:

«دفعني الجوع المعرفي لتعدد الاهتمامات، فكنت أحاول تعلم كل ما يلفت ناظري، وأخذ الجانب الايجابي منه، وقد تعلمت تصنيع لوحات "العجمي" النافرة بحكم عملي الأساسي في مدرسة "الأسد" للأنشطة التطبيقية، فكنت أراقب المدرسين المختصين في هذا الفن من خلال الدروس التطبيقية التي يقدمونها للطلاب، إلى أن أتقنت كيفية تصنيعها، لدرجة أنني أصبحت قادراً على تصنيع هذه اللوحة خلال ساعات قليلة، لكنني لم أحترف هذه المهنة ولم أستثمرها مادياَ، بل اقتصر نشاطي لهذه الهواية بتصنيع اللوحات التي أقوم بإهدائها للأصدقاء.

من بقايا النجارين

أما "الصمديات" فكنت أجمع بقاية "النجارين" من قطع خشبية صغيرة ونشارة وبقاية البراويز وأعيد تشكيلها كتحف فنية يمكن وضعها في زوايا المنزل أو المكتب...».

ويضيف: «كما أنني من المولعين بالكتابة، فكنت أكتب المقالات النقدية والقصص والأشعار، وحالياً أنا بصدد أصدار مشروع "القيامة الأخرى" على شاكلة المذكرات ولكن بطريقة روائية، وكانت هناك محاولة أيضاً مع مجموعة من الأصدقاء والمهتمين لبلورة مشروع نحاول من خلاله تحطيم العديد من القوالب الجاهزة في التعاطي مع الشعر والقصة».

وللتعرف على هذه الشخصية المتنوعة التقى الموقع السيد "عمر الجابر" نائب رئيس فرع جمعية الهواة والذي حدثنا عنه قائلاً:

«يعتبر السيد "خضر" من الشخصيات النادرة في هذه الأيام، فهو ينفق من ماله الخاص لينفع الآخرين، كما يمتلك بديهة سريعة في إتقان أي عمل يرغب به».

أما السيد "صالح العبد" عضو جمعيه الهواة فقال:

«يعتبر السيد "خضر" ملاذنا في أوقات الشدائد، فكثيراً ما نسأل عن بعض القضايا الفلكية أثناء ليالي الرصد من قبل المشاركين، فنلجأ إليه، كما يمكن وصفه بمثل شعبي متداول عندنا "مسبع الكارات" نظراً لكثرة الأعمال التي يقوم بها والمواهب التي يمتلكها».

أما صديقه السيد "محمد جراد" فقال عنه:

«هو شخصية قلما تجد مثلها هذه الأيام، فترى الأشخاص يتهافتون على تولي المناصب لتحقيق مكاسب مادية، في حين ينفق هو المال على الآخرين في سبيل نشر العلم أو تشكيل حالة متحضرة من العلاقات الإنسانية التي تدور في فلك المعلومات والبحث والاستقصاء».

يذكر أن السيد "خضر الخضر" من مواليد 1964 قرية "الحجنة"، خريج معهد دار المعلمين، يعمل حالياً أمين مستودع ومصنع وسائل تعليمية في مدرسة "الأسد" للأنشطة التطبيقية، ويمارس عملاً حراً في تجارة الحبوب.