بكثير من الود تتحدث إليك وبكثير من الثقة تتحدث عن نفسها، دخلت بقوة عالم المال والأعمال دون أن تغيب تلك الابتسامة الأنثوية الرقيقة، عادت بعد ثماني سنوات من الانقطاع في تربية الأبناء لتمارس دوراً أكثر فاعلية مما كان عليه فيما يتعلق بإدارة حياتها والارتقاء في سلم الحياة العملية، إنها السيدة "وصال عواك".

من مواليد 1962 حصلت على إجازة في اللغة الانكليزية من جامعة "حلب" لتعود إلى "دير الزور" فتعمل في عدة مناصب لعل أهمها مشاركتها مع خالها السيد "مازن كنامة" رئيس غرفة تجارة وصناعة "دير الزور" حالياً في إدارة شركة "كنامة" للسياحة والسفر ثم سافرت إلى "الولايات المتحدة" لتعود بعدها للتفرغ التام لتربية ولديها "آدم" و"نوح" متزوجة من الدكتور "جرير عبد الوهاب"، مديرة مؤسسة "بداية" مديرة مؤسسة "مورد" عضو في لجنة "سيدات الأعمال" ومديرة مركز "الأوائل" للكمبيوتر واللغات.

أم عاملة، شرقية الروح حضارية الفكر والرؤى، نبيلة الأهداف، اجتماعية الطبع، تعمل بصمت وصرامة ولا تهمها الأضواء

التقاها eSyria بتاريخ 15/2/2010 لتحدثنا عن أنشطتها وعن الجهد الذي تبذله في التوفيق بين هذه الأنشطة قائلة: «أعمل حالياً في إدارة مؤسسة "بداية" التي تقوم على منح قروض مالية خيرية غير ربحية ونركز على إقامة ورشات تعريفية بالمؤسسة بشكل دائم والتواصل مع الشرائح الاجتماعية التي يمكننا مساعدتها وقد تبرعت بمقر للمؤسسة إيماناً مني بالدور الذي يمكن أن تقوم به في خدمة المجتمع، وأدير مؤسسة "مورد" وهي مؤسسة ترعاها السيدة أسماء الأسد هدفها مساعدة السيدات في تفعيل دورهن الاقتصادي، كما عملت على إنشاء مركز "الأوائل" الذي أديره حالياً وهو مركز متخصص في تدريس الكمبيوتر واللغة الانكليزية.

السيدة وصال عواك

أنا عضو في لجنة سيدات الأعمال المنبثقة عن غرفة تجارة وصناعة "دير الزور" وهي تجربة خجولة ما تزال في بدايتها انطلقت بها في البداية السيدة "فاتن نقشبندي" بتشجيع من السيد "مازن كنامة" وانضممت إليها إيماناً مني بقدرة هذه اللجان على تنظيم طاقات النساء في مجال الأعمال، كما أحاول بين فترة وأخرى التواصل مع الجمعيات النسائية مثل جمعية "المرأة العربية"».

وحول إمكانية التنسيق بين حياة عملية غنية والحياة الاجتماعية والأسرية أضافت: «لقد انقطعت عن العمل والحياة الاجتماعية لمدة ثماني سنوات كانت أسرتي وأطفالي تحتاجني فيها أكثر من أي شيء آخر، وعدت بعد هذا الانقطاع برغبة كبيرة في العمل وشوق كبير للعودة للمجال العملي، واعتمدت بشكل أساسي على النظام وتقسيم الوقت بشكل جدي، فأنا أعمل بشكل أساسي صباحاً في مؤسسة "بداية" ومساءً في مركز الأوائل أما أنشطة "مورد" ولجنة سيدات الأعمال فهذه تأتي وفق تنسيق مسبق، إن سنوات الانقطاع جعلتني أشعر بأنني لا أحتاج وقتاً للراحة كما يحتاجه الآخرون، بل على العكس إنني أجد سعادتي في العمل المتواصل».

أما فيما يتعلق بالعوامل التي ساعدتها على الاستمرار والنجاح فقد حدثتنا: «أهم تلك العوامل تتعلق بالعائلة وبالإرادة والثقة التي عمل والدي على زرعها فينا، ومساعدة زوجي الذي يبذل قصارى جهده لدفعي إلى الأمام ويرفض أي لحظة تقاعس قد أعيشها ويحفزني دائماً على المتابعة».

وفي رؤيتها لدور المرأة "الديرية" الاقتصادي والاجتماعي وأهم الصعوبات التي تواجهها حدثتنا قائلة: «المرأة "الديرية" تعاني من مركبتين صعبتين الأولى يشاركها الرجل فيها وهي أن كونها من "دير الزور" البعيدة نسبياً عن العاصمة، ما يجعل تواصلها مع تطورات الحياة أبطأ قليلاً، والثانية أنها لم تتجاوز بعد فكرة المساواة مع الرجل ولم تدرك كما يجب أن المساواة أمر لا يليق بها، فأنا أنثى وسعيدة بأنوثتي وأحاول تحقيق النجاح الذي يليق بأنوثتي ومميزاتها، هذا من جهة ومن جهة ثانية تمتلك المرأة اليوم كل الوسائل التي تمكنها من أخذ حقوقها كاملة دون الحاجة إلى المطالبة بها».

السيدة "وصال" كما يراها زوجها الدكتور "جرير عبد الوهاب": «أم عاملة، شرقية الروح حضارية الفكر والرؤى، نبيلة الأهداف، اجتماعية الطبع، تعمل بصمت وصرامة ولا تهمها الأضواء».

والآنسة "رشا الأحبش" مديرة البنك المركزي قالت عنها: «إن أكثر نموذج يشدني بين النساء هو نموذج المرأة التي استطاعت أن تدخل مجال الحياة العملية دون أن تخسر تلك المسحة الأنثوية الجميلة في شخصيتها، وهذا تماماً ما أراه في شخصية "وصال عواك"».