حصل على إجازة في اللغة العربية ثم دبلوم في الدراسات العليا، أحد أبطال كرة الهدف للمكفوفين، عضو لجنة مسابقة تحكيم القرآن الكريم المحلية لجنة الصوت الحسن لمدة عامين، يجيد المقامات ويوصف من قبل أصدقائه بأنه صاحب صوت حسن، مؤسس جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين، خاض تجربة الأستاذ الكفيف في مدارس المبصرين.

إنه الأستاذ "محمد الملحم" الذي التقاه موقع eSyria في مقر الجمعية ليحدثنا عن نفسه وأنشطته اليومية قائلاً: «في عام 1972 كان ولادتي في أسرة "ديرية" تقيم في "دمشق" حيث حصلت فيها على الشهادة الابتدائية ثم عدت إلى "دير الزور" لأحصل على الشهادتين الإعدادية والثانوية، وشاء القدر أن أسافر مجدداً ولكن إلى "حمص" هذه المرة حيث انتسبت إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية فحصلت على الإجازة الجامعية ثم على دبلوم الدراسات العليا، وفي عام 2006 تم تعييني معلماً في إحدى المدارس لأكون بذلك أستاذاً كفيفاً يعلم في مدارس المبصرين، أحب الأدب ولي بعض التجارب في كتابة الشعر والقصة القصيرة، مارست كرة الهدف لسنوات عديدة وهي لعبة خاصة بالمكفوفين وعبارة عن كرة داخلها جرس يلعبها فريقان كل منهما مؤلف من ثلاثة لاعبين وتلعب باليد، كنت ألعب مع فريق المحافظة، مثلت سورية ضمن المنتخب في بطولة عربية في "الأردن" وكنت لاعب ارتكاز.

عرفت "محمد" طالباً في معهد النور للمكفوفين وكان من أكثر الطلبة ذكاءً ثم صار بعد ذلك زميلاً لي يدرّس في المعهد ذاته، استمتعت كثيراً برفقته وأعجبني إصراره على تنفيذ أهدافه بالأخص ما تعلق منها بالمكفوفين، أستمد منه القوة كما يستمدها مني

أحب التعامل مع الحاسب وأجد فيه متعة كبيرة خاصة بعدما بدأت بالتعرف على الانترنت والتعامل معه، كما أنني أطالع الكتب من خلاله عن طريق برامج ناطقة».

الأستاذ علي العران

وفيما يتعلق بتأسيس جمعية المكفوفين حدثنا قائلاً: «إن فكرة تأسيس جمعية لرعاية المكفوفين وتأهيلهم فكرة قديمة راودتني من أيام إقامتي في "حمص" وقد سعيت إلى تنفيذها إيماناً مني بالدور الذي يمكن أن تلعبه في رعاية المكفوفين فطرحت الفكرة على بعض الأصدقاء فلاقت الكثير من التشجيع والكثير من القبول».

وحول تجربتة في التعليم أفادنا: «بعد تخرجي في الجامعة أصبت بحالة من اليأس لكوني لن أتمكن من إتمام رسالتي في التعلم والتعليم فعملت في عام 2000 عامل مقسم في بلدية الميادين إلى أن جاء عام 2005 حيث تقدمت لمسابقة المدرسين وكنت ضمن ثمانية مكفوفين تم قبولهم وتعيينهم في المدارس السورية والوحيد من "دير الزور" وأدرس الآن في إعدادية البحتري للبنات مادة اللغة العربية، كما أتيحت لي منذ سنوات فرصة التدريس في الجامعة فدرست مادتي المكتبة وموسيقا الشعر وبالطبع كانت التجربة مميزة جداً وهامة بالنسبة لي ولكنها فرصة أتيحت لي لمرة واحدة ولم تتكرر».

صعوبات كثيرة واجهته خلال مسيرته العملية والاجتماعية تحدث قائلاً: «البصر نعمة من الله عز وجل وإن التقليل من شأنها فيه جحود بنعمة الله تعالى، إن الكفيف يفقد الكثير مما يمكن أن يتوافر للمبصرين لقد عانيت من صعوبات عدة وكلها مرتبطة بفقدان البصر أول تلك الصعوبات تتعلق بالدراسة، فالمبصر إما أن يكتب المحاضرة أو يشتريها، أما أنا فأحتاج لمن يسجل ويقرأ لي، وصعوبات مادية تأتت من قلة فرص العمل المتاحة ما سبب عدم مواصلة تعليمي وصعوبات أخرى تتعلق بمسألة الزواج التي تأخرت كثيراً، حتى إنه لم تتوافر لي إمكانية الارتباط بفتاة من "دير الزور" لكن الله سبحانه وتعالى كتب لي الزواج من فتاة من مدينة "حمص" مدرسة لغة فرنسية، ولي منها طفل عمره الآن عشرة أشهر هذا بالإضافة إلى صعوبات تتعلق بالعمل وعدم الثقة بقدرة الكفيف على التعليم داخل الصف، هذه كلها مشكلات كان عليّ أن أتخطاها وتمكنت بحمد الله من تجاوز الكثير منها، وأستطيع أن أقول إن البصر نعمة ولكن فقدانه ليس نهاية الكون ولا هو مبرر للقنوط واليأس فالكفيف إنسان قادر على العطاء وتجاوز الصعوبات فليس بالبصر وحده يحيا الإنسان».

الأستاذ "جمعة الأشرم" إجازة في التربية حدثنا عن الأستاذ "محمد" من خلال علاقته القوية به: «الأستاذ "محمد" أعرفه منذ سنوات طويلة كنت أرافقه في كل نشاطاته تقريباً وأشعر أني بوجودي معه أستمد طاقة روحية كبيرة لأنه إنسان بكل معنى الكلمة، معه تعرفت أكثر على عالم الإنسان الكفيف ومدى الطاقة التي يمكن أن يعوضه الله بها، كنت أرافقه طوال تدريسه في الجامعة، واليوم أنا معه كأحد الأعضاء المبصرين في الجمعية».

وعن صبر "الملحم" وقوة إرادته حدثنا الأستاذ "علي العران" قائلاً: «عرفت "محمد" طالباً في معهد النور للمكفوفين وكان من أكثر الطلبة ذكاءً ثم صار بعد ذلك زميلاً لي يدرّس في المعهد ذاته، استمتعت كثيراً برفقته وأعجبني إصراره على تنفيذ أهدافه بالأخص ما تعلق منها بالمكفوفين، أستمد منه القوة كما يستمدها مني».