دفعه حبه لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديداً الصم والبكم إلى إتقان لغة الإشارة منذ أكثر من 14 عاماً فصارت هذه اللغة جزءاً من خطابه اليومي بحكم تواصله الدائم مع مستخدميها إضافةً إلى إتقان أبنائه الأربعة لها رغم سلامة نطقهم، وهو حاصل على إجازة في التربية، يعمل منذ 5 سنوات في معهد "التربية الخاصة بالإعاقات الذهنية" حيث يشرف على شعبة خاصة بالصم والبكم، إنه الأستاذ "خالد محمد الحمد".

eSyria التقاه- وهو بين تلاميذه- وحاوره حول نشاطه وحول وضع الإعاقات السمعية في "دير الزور" بشكل عام، والبدايةً كانت عن الدورات التي اتبعتها في هذا المجال حيث قال: «أشارك سنوياً بورشات عمل مع الوفد السويدي حول اضطرابات النطق، دورة أو دورتين في كل العام، منها دورة الدمج التربوي المركزية "بدمشق" لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في غرفة الصف العادية، ودورات إشارة ونطق في "لبنان" ومثلها في"الأردن".

الأستاذ "خالد" يدرّس ابنتي وهو لا يكتفي بما يقدمه لها من رعاية في المعهد بل يزورنا ويتابع شؤونها باستمرار

كما خضعت لدورات الأولمبياد الخاصة في "دير الزور"».

الأستاذ خالد يحاور الطالب مطفى أحمد.

وفيما يخص تأثير هذا النشاط على حياته الاجتماعية وتواصله مع أسرته أضاف قائلاً: «بالتأكيد يؤثر كثيراً، فجلّ وقتي أنفقه في هذا الميدان، أدرّس شعبة للصم والبكم في معهد "التربية الخاصة بالإعاقات الذهنية" ومساءً أتابع معهم بشكل دائم أهم أنشطتهم اليومية أو أتابع شؤون عامة تتعلق بهم، إن قضيتهم باختصار أهم قضية في حياتي ولكن الحمد لله زوجتي وأبنائي يتفاعلون معي بشكل ايجابي».

وعن مفهوم لغة الإشارة عموماً وطرائق تعليم الصم والبكم أفادنا قائلاً: « لغة الإشارة هي لغة تتضمن حركات وصفية تتمثل باليدين وتعابير الوجه وحركات الجسم للتعامل مع الآخر، أما عن طرائق تعليم الصم والبكم فهي:

الأستاذ خالد يحاور الطالبة رنا عبد السلام.

  • الهجاء الإصبعي: وهو تمثيل الكلمات والأسماء الجديدة باليدين.

  • الإشارة الوصفية: وفق القاموس الإشاري، وهي موحدة عربياً وقريباً عالمياً، وتخدم التعليم الأساسي "لغة عربية، لغة انكليزية، رياضيات، علوم، ديانة" وبقية المواد إضافة إلى الأمور الحياتية، أما البرنامج الذي نتبعه في تعليم ذوي الإعاقات السمعية فهو أولاً تأهيل النطق وهذا البرنامج يعتمد على برنامج متكامل، منه تأهيل أعضاء النطق، تدريب اللسان والفكين وتنظيم التنفس، إضافة إلى تمييز الأصوات واتجاهاتها، ومخارج الحروف واللفظ المنغم والمقاطع، أما في حال الصمم الكلي فنعتمد الطريقة الكلية "لغة الإشارة والهجاء الإصبعي وقراءة الشفاه"».

  • وحول وضع ذوي الإعاقات السمعية في "دير الزور" حدثنا قائلاً: «لم يأخذوا حقهم كما يجب فالمدارس العادية ترفضهم لعدم وجود كادر مدرب رغم خضوع بعض المعلمين لدورات الدمج التي أقامتها مديرية التربية، والمجتمع إلى الآن لا يتواصل معهم كما يجب، وأسعى منذ مدة مع بعض الأشخاص من أجل إيجاد جمعية خاصة بالصم والبكم. وقد حاولنا عن طريق استخدام لغة الإشارة معرفة آراء بعض الطلبة بأستاذهم "خالد الحمد".

    الآنسة ولادة عبد الرحمن حاج حسين.

    "رنا عبد السلام" طالبة تعاني من الإعاقة السمعية قالت لنا: «الأستاذ "خالد" يدرسني النطق من خلال برنامج متكامل باَلإضافة إلى برنامج تعليمي وفق مناهج مديرية التربية».

    "مصطفى أحمد" طالب في "معهد التربية الخاصة بالإعاقات الذهنية" يعاني أيضاً من الصمم تحدث عن علاقته الاجتماعية بأستاذه بعد الكثير من الأسئلة الوديّة حول المؤسسة التي نعمل بها: «أنا في الصف السابع أشكو من تقبل الآخرين لي وخاصة المعلمين ولكن هذا الحاجز لم يكن موجوداً أبداً بيني وبين الأستاذ "خالد"».

    وعن رأي زملائه قالت المعلمة "ولادة عبد الرحمن حاج حسين": «لا يملك الأستاذ "خالد" أي وقت فراغ داخل المعهد فكله مستثمر مع طلابه وهو مثال للأستاذ المخلص لعمله ولأهدافه».

    ومن أولياء الأمور السيدة "فاطمة حاج قدور" والدة الطالبة "رنا": «الأستاذ "خالد" يدرّس ابنتي وهو لا يكتفي بما يقدمه لها من رعاية في المعهد بل يزورنا ويتابع شؤونها باستمرار».