انطلقت من حبها للفن التشكيلي إلى عالم ليس بعيداً عنه، فأخذت تصنع من الأحجار الملونة لوحاتها الفنية الخاصة لتكون مصممة "الإكسسوار" الأولى والوحيدة في "دير الزور" إنها السيدة "عليا سري عداي" وهي من مواليد 1970 متزوجة ولديها 6 أبناء أكبرهم في المرحلة الجامعية وأصغرهم في سن الثالثة.

التقاها eSyria وعن بداية تجربتها حدثتنا قائلةً: «منذ صغري وأنا أحب الفن بشقيه "التشكيلي والتطبيقي" وكنت أتمنى دراسة هندسة الديكور لقربها من هذا المجال لكن رغبتي تلك لم تتحقق، ولم أتمكن من تنمية هوايتي بسبب الزواج والأولاد أما الآن بعد أن كبر الأولاد وجدت موهبتي الفنية تتفتح ولكن باتجاه التصميم فاستطعت بالتعاون مع قريب لي هو "عقبة عداي" أن أنفذ تصاميمي».

أكثر ما يميز أعمال السيدة "عليا" بالنسبة لي هو الاتكاء على التراث المحلي بقالب جمالي وحداثي وأيضاً تصاميمها فيها جدة وابتكار

وعن إنتاجها وتنوعه أضافت قائلةً: «يرتكز عملي بشكل أساسي على "الإكسسوارات النسائية" حيث أعمل على الاستعانة بمختلف أنواع الأحجار الطبيعية والصناعية سواء المتوافرة في سورية أو التي أسعى لإحضارها من دول مجاورة، أستخدم مثلاً "اللؤلؤ الطبيعي والصناعي والمرجان الطبيعي والفيروز الطبيعي والعقيق الصافي كما أصمم برادي "ستائر" الخرز، وقد حاولت الابتكار فيها وإعطاءها طابعا مميزا سواءً من حيث الألوان أو الأشكال أو الأطوال أو أماكن التعليق فهي يمكن أن توضع بالتوافق مع الستائر القماشية لأنها بالنهاية ذات دور جمالي أكثر من كونه وظيفي، كما عملت على تصميم "الشمعدانات" على الطراز الايطالي "ذهبي، فضي، برونز" مع اختيار لون شمعة موحد، وأصمم أيضاً الصناديق المرصعة بالأحجار وهذه تتطلب جهداً ووقتاً حيث أعمل على لصق "الخرز" قطعة قطعة».

الفنانة التشكيلية رزان المصطفى.

وعن الوقت الذي تقضيه في ممارسة هذه المهنة وتأثير ذلك على حياتها الاجتماعية أجابتنا: «أعمل بين 4 إلى 10 ساعات يومياً ولكن هذه المهنة لم تؤثر على حياتي الأسرية أو الاجتماعية والتي لها المكانة الأهم في حياتي لذلك فهذه المهنة أتت بالدرجة الأولى على حساب وقتي الشخصي وراحتي».

وفي سؤالنا لها عن عزوف النساء في "دير الزور" عن ممارسة هذه المهنة رغم خوضهن الكثير من التجارب في مجالات قريبة منها لتبقى هي الوحيدة بين نساء "دير الزور" التي خاضت هذه التجربة، أجابتنا: «ربما للأمر علاقة بتجربة السفر وبالتالي التعرف على أشخاص يعملون في مثل هذه المهن أولاً كما أن له علاقة بالتشجيع الذي قد لا تلقاه كل النساء من أسرهن، على كل حال لا بد في أي مجال من أن تكون هنالك تجربة أولى يتبعها الكثير من التجارب وأنا سعيدة لكوني أول من تفتح الطريق أمام بنات "دير الزور" في مجال تصميم الإكسسوارات».

كما التقينا ببعض الفنانين الذين هم على اطلاع على تجربة السيدة "عليا": الفنان التشكيلي "فاتح أبو جديع": «في أعمال "عليا عداي" حالة خلق وقدرة على الاستفادة من التراث وإعادة صياغته بكثير من المهارة وذلك باستخدام جميع المواد المتاحة من أحجار طبيعية وصناعية». الفنانة التشكيلية "رزان المصطفى": «كل امرأة قادرة على صنع إكسسواراتها الخاصة بها، أما فكرة التصميم على نطاق أوسع فهذه الفكرة تحتاج إلى الموهبة الواضحة بالإضافة إلى الوقت الكافي، والإرادة، والتشجيع وكل هذه المقومات توافرت لدى "عليا عداي" والتي تعتبر مصممة الإكسسوار الوحيدة في "دير الزور"، لتنتج لنا هذه الأعمال والمنمنمات الجميلة».

الفنانة التشكيلية "نور ناصيف": «أكثر ما يميز أعمال السيدة "عليا" بالنسبة لي هو الاتكاء على التراث المحلي بقالب جمالي وحداثي وأيضاً تصاميمها فيها جدة وابتكار».