حرمه الله تعالى نعمة النطق لكنه عوضه بابتسامة جميلة، ترافقه دائماً بحيث تقول عنه كل مالا يمكن أن يقال، إنه الفنان التشكيلي الشاب "محمد علي" الذي يعاني من الإعاقة السمعية، غير أنها لم تشكل عائقاً أمام حبه للفن وتعامله مع الريشة والألوان، من قرية "ذيبان" وبتاريخ 1986 جاء "محمد".

بلغة الإشارة حاورناه وعن حياته حدثنا بالاستعانة مع شقيقه "محمود" بتاريخ 18/12/2009 والبداية كانت حديث الذكريات وأسلوب التقنيات حيث قال: «أدركت ميلي للفن التشكيلي في سن مبكرة، على ما أذكر في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي بدأت بمحاولة بسيطة مثل محاولات كل الأطفال لكنها تطورت بشكل متسارع وهنا بدأت أشعر أنني أعبر عن ذاتي وما أشعر به من خلال الخطوط والألوان باستخدام الألوان الزيتية وقلم الرصاص الأسلوب الأقرب إلى قلبي».

في أعمالي أركز على الهم الوطني والقومي لأن هذا أكثر ما يمكن أن يحرضني على الرسم وذلك بسبب ما نراه في كل يوم من مشاهد مؤلمة تبثها الفضائيات في "فلسطين" و"العراق"

  • من يطّلع على تجربتك الفنية يجد أنك توجهت منذ فترة ليست بالقصيرة إلى فن الكاريكاتير ما الأسباب التي دفعتك إليه أكثر من غيره؟
  • الأستاذ خالد الحمد

    ** حبي لقلم الرصاص كان الأساس ثم إنه هناك العديد من الأفكار التي تخطر ببالي ولا يمكن أن تكون إلا أفكار "كاريكاتير" تعبر بخطوط بسيطة عن أفكار كبيرة.

  • من الأشخاص الذين دعموا موهبتك وشجعوك على الاستمرار في هذا المجال؟
  • من أعمال الفنان محمد العلي

    ** كثيرون جداً هم الذين شجعوني ففي العائلة أمي وأبي وإخوتي وخارج العائلة كل الفنانين الذين صادفتهم ومديري المراكز الثقافية والسيد "أحمد طليوش" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل.

    أما مواضيع العمل وأفكار اللوحات أخبرنا عن المنبع قائلاً: «في أعمالي أركز على الهم الوطني والقومي لأن هذا أكثر ما يمكن أن يحرضني على الرسم وذلك بسبب ما نراه في كل يوم من مشاهد مؤلمة تبثها الفضائيات في "فلسطين" و"العراق"».

  • وردا على سؤالنا حول عدم استكمال التحصيل العلمي؟ قال: «حصلت فقط على شهادة التعليم الابتدائي وكنت أحب الدراسة كثيراً وتمنيت لو كان بإمكاني المتابعة كأي شاب في مثل عمري وأشعر أن لدي طموح كبير يخص التحصيل العلمي لكن المدارس كانت في تلك الفترة ترفض انضمامي بحجة عدم وجود معلمين لديهم قدرة على تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا ما أجبرني على التوقف بعد الابتدائية.

  • كم معرض استطعت المشاركة فيه منذ بدأت الفن التشكيلي بجدية؟

  • ** شاركت بمعرض جماعي في المركز الثقافي العربي في "الميادين" ومعرض آخر في المركز الثقافي في "دير الزور".

  • لديك ابتسامة ترافقك بشكل دائم، ومع ضغوط الحياة من الصعب أن نحافظ عليها، كيف تمكنت من ذلك؟
  • ** أنا لا أسمع ما يقوله الآخرون لكني أفترض أن الجميع يقولون أشياء جميلة وعلى هذا أقابل الجميع بهذه الابتسامة.

    "مها العلي" معلمة أخت الفنان "محمد" قالت: «"محمد" شاب متفائل جداً وقدوة لنا جميعاً في الطموح والإرادة، بالإضافة إلى أنه إنسان اجتماعي وجريء».

    الأستاذ "خالد الحمد" أستاذ إشارة في "معهد التربية الخاصة بالإعاقة الذهنية" قال لنا: «الطموح الذي يمتلكه محمد يُحسد عليه وكذلك إرادته وابتسامته، شارك بالعديد من المعارض ونال إعجاب كل من شاهد أعماله، هو يتمنى أن تتاح له فرصة ليعرض أعماله على مستوى عربي».