كيف يمكننا أن نحول المحنه إلى منحه و الابتلاء إلى ميزه و الألم إلى متعه؟ هذا مافعله "رياض البطي" الذي فقد بصره منذ سبع سنوات، فتجاوز المحنة بتحدي و لم يجعل من العمى عائقاً أمام تحقيق هوايته،

eDair alzor التقى مع الشاب "رياض البطي" بتاريخ 15/12/2009 والذي تحدث للموقع: «رغم فقداني لنعمة البصر إلا أن ذلك لم بمنعي من ممارسة كل هواياتي، وكل ما يقوم به أي شاب بعمري، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك، فأنا أستطيع القيام بتصليح وفك الموبايلات التي تحتاج إلى صيانة، فأحياناً كثيرة تأتي الزبائن إلى المحل ولا يتواجد أخي، فأقوم بأخذ الجهاز وتحديد العطل دون أن يعلم الزبون أنني فاقد البصر، ولا أنكر مساعدة أخي بحكم المهنة، كما أستطيع صيانة جهاز الكمبيوتر، واستخدامه بشكل شخصي والكتابة على الوورد، دون مساعدة».

بالإرادة يستطيع الإنسان أن يقهر المستحيل، و يتغلب على الصعاب، وأن يزيح من طريقه الأحجار، وعندما تتعلق الإعاقة بالبصر، فإن التحدي هنا يكون كبيراً ويحتاج إلى المزيد من الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره، وعدم الركون لليأس، فقررت مواصلة دراستي وأحرزت تفوقا في نتائج البكلوريا بمجموع /214/، وأنا الآن طالب أدب انكليزي سنة أولى، وهذا تحدي ثاني بحياتي وأسعى للتخرج من القسم بتفوق

وتابع: «بالإرادة يستطيع الإنسان أن يقهر المستحيل، و يتغلب على الصعاب، وأن يزيح من طريقه الأحجار، وعندما تتعلق الإعاقة بالبصر، فإن التحدي هنا يكون كبيراً ويحتاج إلى المزيد من الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره، وعدم الركون لليأس، فقررت مواصلة دراستي وأحرزت تفوقا في نتائج البكلوريا بمجموع /214/، وأنا الآن طالب أدب انكليزي سنة أولى، وهذا تحدي ثاني بحياتي وأسعى للتخرج من القسم بتفوق».

رياض مكرما

وأجاب"رياض" عند سؤاله كيف كان وقع الصدمة عند فقدانه للبصر: «كان تحدي كبير لي وقررت ممارسة هوايات جديدة، فتعلمت السباحة لمسافات طويلة، ولم أتوقف عن الدراسة بل على العكس، كما ذكرت سابقاً، ويمكنني القول إنني عشت التجربتين، ووجدت نفسي أمام تحد، وهو إثبات ذاتي، وطموحي الشخصي مواصلة دراستي العليا، وفتح محل خاص لصيانة أجهزة الموبايل والكمبيوترات، وأحب أن أقول لكل من فقد بصره أو أصيب بإعاقة أن لايجعل منها عقبة بل يمارس حياته بشكل طبيعي ويتحدى الإعاقة بالإرادة ، ويبني حياة مليئة بالنجاح والكفاح».

موقعنا التقى مع شقيق "رياض" السيد " جرير البطي" الذي حدثنا قائلا: «فقد "رياض" بصره تدريجياً، في البداية لم يعد يرى بشكل جيد، وأصبح يعاني من هذا الأمر حتى دخل في اكتئاب حين فقد بصره نهائياً، إلا انه استطاع أن يتجاوز تلك المصاعب، وذلك بالتسجيل في أحد معاهد اللغات لتعلم اللغة، رغم رفض المعهد في البداية إلا أنه وبعد فترة من التزامه بالدوام، أظهر أستاذه ترحيب كونه يتعلم بسرعة وبشكل جيد، وهو الآن طالب أدب انكليزي، وبحكم مهنتنا في تصليح الموبايلات، تمكن من تعلم المهنة والاستفادة من نزلته إلى المحل حيث كان ينزل معي وهو صغير حين كان مبصر، بالإضافة إلى عمله كـ"DJ" فهو يتولى حفلات النساء بسبب ظرفه، وبحكم قدرته على استخدام جهاز الكمبيوتر، وبرأيي أنه استطاع أن يتحدى الإعاقة ويبدع في حياته».

جرير البطي

"أنس درويش" وهو زبون دائم للمحل قال:«في البداية لم أعرف أن "رياض" فاقد البصر، فعند دخولي المحل لأول مرة لم أنتبه أنه كفيف، وعدت ثلاث مرات إلى المحل، وفي الصدفة عرفت أنه لايرى، وكانت مفاجئتي كبيرة خصوصا انه يعمل على فك الموبايل وتحديد العطل دون مساعدة، ويمارس عمله بشكل طبيعي، لذا لم أتردد أبدا في العودة مرة أخرى عندما يعطل جهازي، لأني شاهدت على الواقع ولا يختلف عن غيره من المبصرين فهو يحدد العطل ويستطيع إصلاحه».

لقد استطاع "رياض" أن يوظف ما لديه من قدرات ليعيش بشكل أجمل، و الأهم من ذلك انه تجاهل الحرمان، و هكذا لو فعل كل واحد منا، ونمى جوانبه الايجابية لكنا أكثر إبداعا و عطاء.

انس درويش