ترعرعت في أسرة كان عمل الخير هاجسها الدائم، وكان حب الآخر والرغبة بمد يد العون له أهم ما تعلمته من والديها وحتى بعد وفاة والدها ظلت الأم رغم بساطة الظروف، تحث على التمسك بقيم المحبة والتعاون، ومساعدة الآخرين.

إنها السيدة "مثيل عبود" ناشطة في مجال العمل الخيري وعضو مجلس إدارة في جمعية "البر" للخدمات الإنسانية، وهي أم لأربعة أبناء "خالد" 21 سنة يدرس إدارة أعمال، "منتصر" و"نجوى" ثاني ثانوي، "أحمد" ثالث إعدادي.

السيدة "مثيل" نموذج للمرأة ذات الشخصية القوية والتي ترجمت هذه القوة إلى فعل منتج وريادي، طوبى لها ولكل امرأة استطاعت أن تضع ثقافة العيب خلف ظهرها وتنهض

eSyria التقاها وحاورها:

  • ما طبيعة عملك في جمعية "البر"؟
  • السيدة مثيل عبود

    ** أنا عضو مجلس إدارة جمعية "البر" والخدمات الاجتماعية وعلي متابعة العمل التطوعي بعد الدكتور "أحمد قربون" رئيس الجمعية، جزاه الله خيرا، الذي يكرس كل جهده في هذا العمل، هذا بشكل عام وبشكل خاص مسؤوليتي متابعة العمل في مشغل الخياطة التابع للجمعية ومتابعة لجان الشباب وفقهم الله ورعاهم.

  • كيف يمكن أن تقيمي تجربة العمل التطوعي؟
  • ** العمل التطوعي هو مدرسة اجتماعية واسعة الآفاق يتحقق في إطارها بناء المجتمع على محورين: محور للناس الموجه إليهم العمل، والثاني للناس القائمين على العمل، وبهذا يزداد الترابط الاجتماعي.

  • هل من صعوبات تواجهينها في العمل التطوعي كامرأة؟
  • ** صعوبات لكوني امرأة لا يوجد لدي ما أعاني منه بشكل خاص، لكن الصعوبات موجودة في العمل التطوعي بشكل عام وذلك لضعف التنسيق بين الجهات المعنية في العمل.

  • ما موقفك من النساء اللواتي يعتذرن لقلة الوقت تبريراً لعدم المشاركة في العمل التطوعي؟
  • ** بالنسبة لي لا أقنع بهذه الحجج فرعاية الزوج والأبناء أو زيارة الآباء والأعباء البيتية، كل هذه الأمور تشبع ذاتية الفرد، ورغم أهميتها فهي لا تكفي لأن يشعر الإنسان بالرضا عن نفسه، من هنا أهمس في أذن كل سيدة أن العمل التطوعي لا يعني نكران الذات ولا إهمال مسؤوليات، لكني أرى فيه الدواء الناجح لتقدير الذات.

  • ما الذي تطمحين لتحقيقه على الصعيد الإنساني والمهني والعمل التطوعي؟
  • ** على الصعيد الإنساني أطمح أنا ومن يعمل معي للارتقاء بالعمل لصنع مستقبل أفضل لأمتنا ووطننا. في حياتي لا أستطيع القول إنني حققت كل ما أصبو إليه ولكن نوعا ما فإن ما حققته في حياتي قليل من النساء قد وصلن إليه. وعملي الخيري هو العمل الذي وجدت فيه نفسي، وهو متعتي التي أعيشها حاليا لكن مازلنا في خطواتنا الأولى لمشوار طويل مع مشروع كبير وهو إقامة قرية "البر" التراثية، هذا العمل يحتاج لتكاثف جهود كبيرة. والجدير بالذكر أن السيدة "أسماء الأسد" تسعى دائما لمساندة الجمعيات الخيرية وهي أيضا تعمل الآن جاهدة لتفعيل دور الشباب في تعميق ثقافة العمل التطوعي وإزالة المعوقات التي تحد من تطوره وانتشاره.

    eSyria التقى بعض الأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة مع السيدة "مثيل عبود" فكانت آراؤهم كالتالي:

    السيد "هاني الشويخ" عضو جمعية "البر" قال: «السيدة "مثيل" نموذج للمرأة ذات الشخصية القوية والتي ترجمت هذه القوة إلى فعل منتج وريادي، طوبى لها ولكل امرأة استطاعت أن تضع ثقافة العيب خلف ظهرها وتنهض».

    الآنسة "نجوى" ابنة السيدة "مثيل" تحدثت عن أمها: «أمي ليست أماً فقط، بل صديقة أيضاً، فكل الحواجز بيننا مرفوعة مع المحافظة على الاحترام. العمل الخيري صار لشدة انشغال أمي به جزءاً من ثقافة المنزل ما يجعلني دائماً أحاول مساعدتها قدر الإمكان».