أراد أن يحفظ كتاب التربية"القومية" للصف الثالث الثانوي العلمي لكنه وجد في جفاف المادة وامتلائها بالمصطلحات عائقاً أمام هذه المهمة, مما جعله ودون قصد يجد في ترجمتها إلى الإنكليزية متعة كبيرة ساعدته على الحفظ كما ساعده على ذلك اللذة التي يجدها في البحث في القواميس"الإنكليزية" عن بعض المصطلحات في الكتاب.

وهكذا استطاع أن يحفظ المادة بسلام ومتعة, إنه الشاب "كارم جمال الحمد"الشاب الموهوب في مادة الحاسوب والذي استحق عن جدارة تكريم السيدة "أسماء الأسد" عقيلة السيد الرئيس "بشار الأسد" له من خلال مشروع التطوع الإلكتروني الذي أشرفت عليه بنفسها.

"كارم" هو ولدي الثاني له طبيعة تختلف عن طبائع إخوته فهو يهتم بالحاسوب، و يفرد له مساحة من حياته، و كنت أخشى أن يعطله ذلك عن أدائه الدراسي لكن الحمد لله من خلال تنظيم وقته استطاع أن يمزج بين التفوق والأداء الجيد و بين ميله للحاسوب، و هو ابن بار و مطيع

"كارم" عمره 17 عام تخرج من مدرسة"الباسل" للمتفوقين, ويدرس حالياً في كلية الهندسة "البترولية" في "جامعة الفرات".

كارم الحمد أثناء حديثه معنا

"eSyria" التقت الشاب" كارم" في منزله وكان لها معه الحوار التالي:

*كيف بدأت تجربتك مع الحاسوب؟

«دخل الحاسوب بيتنا وأنا في الخامسة من عمري وهنا بدأت صداقتي الحميمة معه، لم أقف في حدود العلاقة معه عند حدود الألعاب والتسلية بل حاولت أن أطور ذاتي من خلال التعامل معه وذلك بتعلم الكثير من البرامج ودراسة آخر التطورات لهذا الجهاز العجيب, مما دفعني للاهتمام بلغتي"الإنكليزية" التي فتحت أمامي أبواباً في الفهم والتعلم, خاصة وأن أكثر المواقع الإلكترونية التي كنت أتابعها عن طريق الإنترنت والتي ترصد آخر التطورات في الحاسوب والإنترنت كانت أجنبية.

حبي للحاسوب واهتمامي باللغة "الإنكليزية" جعلاني أطور نفسي وأسعى لأن أكون مميزاً فيهما».

*كرمت من قبل السيدة "أسماء الأسد", ما سبب هذا التكريم؟

«في ثانويتي"الباسل للمتفوقين" قمنا بورشة عمل وهي عبارة عن مشروع للتطوع الإلكتروني حيث جرت ملتقيات عديدة مع أبناء المحافظات الأخرى أشرفت عليها السيدة الأولى وانضممت إلى الهيئة التي قامت بتصميم موقع إلكتروني لهذه الحملة, وكان أن كرمتني السيدة الأولى مع بقية المشاركين في هذا المشروع بحاسوب محمول، وأعتز بهذه المكرمة, إذ كانت أهم هدية، وتكريمها لي أعتبره أميز تكريم لي طوال حياتي".

*هل كان لأسرتك دور واضح في تميزك, بإمكانك أن تحدثنا عنه؟

«بالطبع, لقد دخل الحاسوب منزلنا في فترة لم يدخل فيها إلا إلى بيوت قلائل في المحافظة, ودعم أسرتي لي كان محرضاً على النجاح, كما أن لأسرتي قانون حفظته منذ سنواتي الأولى"الدراسة أولاً"، لذلك فقد دخلت إلى معاهد اللغة"الإنكليزية" قبل أن أدخل إلى الصف الأول مزامنة مع الحاسوب.

لقد كان هاجس والدي دائماً هو النجاح, وما يحقق لنا التطور فكرياً وعلمياً, وكان لهما الأثر الكبير علينا أنا وأخوتي.

كما أن والدتي كانت القدوة لنا فقد تابعت معنا دراستها العليا, وكذلك كان لاحتكاكي بأصدقاء من خارج القطر عن طريق الإنترنت والتعرف على مستويات متفاوتة دوراً في زيادة تصميمي على النجاح».

*لماذا رغم ولعك الشديد بالحاسوب درست هندسة"البترول"؟

«هندسة"البترول" هي رغبة لم أكن أرفضها إلا أنني كنت أتمنى دراسة الحاسوب التي حرمت منها لأسباب كثيرة, وأول هذه الأسباب مجموعي, إذ كنت بحاجة لعلامة واحدة كي يتغير طريقي باتجاه الحاسوب, السبب الآخر أن هندسة الحاسوب ليست في محافظتي, ويترتب على ذلك مصاريف مادية كبيرة, وأنا درست الأمر جيداً وأدركت أن دراسة هذا الفرع سيؤمن لي مستقبلا ماديا مريحا, أما الحاسوب فبإمكاني تدعيم معارفي فيه من خلال الدورات المتطورة، والمستمرة».

عند هذا الحد انتهى الحوار مع الشاب "كارم الحمد", وانتقلت "eSyria" للقاء أحد أعضاء الكادر الإداري والتدريسي في المدرسة التي تخرج منها"كارم", فكان لقاؤنا مع الأستاذ "يوسف العواد" وهو المرشد النفسي في مدرسة المتفوقين فأعطانا رأيه بالشاب الذي تخرج من مدرسته حديثاً بعد6 سنوات من معرفته به, فكان رأيه كالتالي:

«"كارم" شاب مميز جداً, بالأخص من نواحي الالتزام الدراسي, ولم تسجل بحقه ولا حالة إهمال واحدة طيلة فترة دراسته في مدرسة المتفوقين.

إضافة إلى أنه كان متحملاً للمسؤولية وصاحب إرادة ومتعاوناً إلى أبعد الحدود, كنت أحتاج إليه في أمور كثيرة تتعلق بالحاسوب في المدرسة, فكان يلبي رغبتي دون إبطاء».

ومن منزل"كارم" التقى "eSyria" والد"كارم" الذي تحدث عنه قائلاً: «"كارم" هو ولدي الثاني له طبيعة تختلف عن طبائع إخوته فهو يهتم بالحاسوب، و يفرد له مساحة من حياته، و كنت أخشى أن يعطله ذلك عن أدائه الدراسي لكن الحمد لله من خلال تنظيم وقته استطاع أن يمزج بين التفوق والأداء الجيد و بين ميله للحاسوب، و هو ابن بار و مطيع».