«أنا من مواليد دير الزور عام 1965، إجازة في المحاسبة، مارست عملي كعضوة في الاتحاد العام النسائي، وعضو مجلس الاتحاد العام لدورتين، استلمت مكتب الصحة والبيئة والسكان واهتممت بالقضايا الصحية وخاصة قضايا المرأة، وقمت بالعديد من الدورات و ورشات العمل لتنمية المرأة والمرأة الريفية، حيث نعمل على تأهيلهم وتدريبهم بشكل مستمر ودوري على كيفية مهارات التواصل، عبر محاضرات نوعية وبإشراف أساتذة مختصين، كما نقوم بذكر مراحل تطور مفهوم تنظيم الأسرة، وتحديد النسل وكافة القضايا التي تخص المرأة والأسرة، ويتم تقديم المشورات لهن وخاصة في المناطق الشعبية والأرياف». هذا ما قالته السيدة "منى حاجو" لـ eDeir-alzor بتاريخ12/9/2009 وتابعت:

«كما عملنا على توعية الشباب لإقامة المشاريع الصغيرة وتحويل تفكير الشباب نحو هذه المشاريع لاكتساب المهارات الشخصية ودخولهم سوق العمل تعزيز روح العمل الجماعي لديهم».

كما عملنا على توعية الشباب لإقامة المشاريع الصغيرة وتحويل تفكير الشباب نحو هذه المشاريع لاكتساب المهارات الشخصية ودخولهم سوق العمل تعزيز روح العمل الجماعي لديهم

وتتابع "حاجو": «صحيح أني وجدت نفسي أمام مسؤوليات كبيرة جداً تجاه أولادي وأسرتي، وتجاه عملي لكن زادني ذلك إصرارا قوياً وعاهدت نفسي على العمل وكله بفضل زوجي وتشجيعه لي، فقد كان المعين الأول وهو حافزي ومشجعي للنجاح، أنا أدين بوجودي وبكل نجاحاتي إن كانت موجودة لزوجي فهو دافعي للعمل الدؤوب، وهو السبب الرئيسي لنجاحي ولنجاح أولادي الأربعة، وهم جميعا في مرحلة الدراسة، ومتميزين بتفوقهم ، وبأخلاقهم وصدقهم والتزامهم مع أسرتهم ومع مجتمعهم، زرعنا في أولادنا فن عيش الحياة الكريمة وعزة النفس والكرامة وكان شعارنا (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)».

من ورشات العمل التي قامت بها حاجو في جامعة الجزيرة

«أنا مع عمل المرأة وأرى بأنها كالرجل تماماً و قد نجحت بكل المقاييس سواء على مستوى الأداء أو الكفاءة أو الجدية، على أن لا يتناقض عملها مع رسالتها الأولى كأم و كزوجة، فشعار المرأة الصدق و الأخلاق العالية، وأتمنى من كل امرأة أن تطور ذاتها و تكون واثقة من نفسها في خوض تجربتها، فالمرأة هي الأم وهي العاملة و المربية هي مصدر الفخر و الاعتزاز ولها دور أساسي في عملية البناء وأنا على يقين أن المرأة في بلدنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة وتقاليدنا الاجتماعية».

وعن تجربة العمل الجماعي، وماذا أضافت لتجربتها تقول"حاجو":«إن العمل الجماعي كان ولازال جزءا مني، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمنذ صغري وأنا نشطة في البرامج الطلابية والشبابية والاجتماعية، ومنها كانت انطلاقتي، حيث كلفت رئيسة المكتب الصحي والبيئة والسكان ، ثم مكتب التخطيط والإحصاء والقانون، بالإضافة لعضويتي بعدد من المنظمات الإقليمية النشطة في برامج حقوق المرأة والتنمية الاجتماعية، كبرنامج التعبئة المجتمعية الذي تقيمه وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبعملية تشاركية بين الجهات الحكومية والمنظمات و الجمعيات الأهلية».

من ورشات عمل الاتحاد النسائي

«هذه المحطات كانت ركيزة مكنتني من بلورة أهدافي الإنسانية، وعرفتني من أكون وماذا أحب، وما هي مصادر سعادتي، فلا أروع من الشعور بأنك تساهم في دعم الآخرين، أو مساعدة معاق أو إغاثة أطفالنا ومدّهم باللازم، إلى غير ذلك أنها أصفى وأرقى لحظات حياتي، أشعر حين أقوم بدعم أي شخص ولو معنوياً بفيض من الرضا النفسي الذي لا توفره أو تضاهيه الانتصارات الشخصية الأخرى».

«فمهما كانت الإمكانيات والمهارات الفردية للشخص جيدة، وتؤهله الا أن الخبرة الإدارية وحتى الحياتية مهمة جداً وضرورية، فالعمل اليومي يفرز بشكل طبيعي مواقف متجددة ومختلفة، غير أنني أحمد الله كثيراً لأنني كنت محظوظة لتوفر هذه الفرص الجيدة لي وكنت محظوظة أكثر بالعمل مع أشخاص مميزين جداً لا أنكر فضلهم الكبير علي، أحاطوني بدعمهم ورعايتهم الدائمة ساعدوني في صقل مواهبي وتطوير إمكانياتي التي أولتني الثقة، وعلمتني بأنه لا مستحيل أو صعب إذا توفرت الإرادة والإصرار، ومعطيات العمل الأساسية تكمن في إيماننا الحقيقي والتزامنا بأهدافنا الإنسانية».

إن لنساء "دير الزور" قدرات كبيرة ومميزة للعطاء، تمتاز بها عن سائر شعوب الدنيا ربما كان لطبيعة مناخنا دور في ذلك ومهمتها التي خلقت لها ليست أقل ش؟أنا من الرجل، وأن الرجل لم يصل إلى هذه المكانة إلا بفضل المرأة سواء كانت أما أنشأته وربته ووجهته أو زوجة وقفت بجانبه ودفعته وشجعته.