لم أكن نتوقع أن نشاهد كل هذه المواهب تجتمع في شخص واحد، فهو شاعر، ومخترع، وفيلسوف أيضا، وعن هذه المواهب المتباعدة و التي لا يجمع بينها سوى الإبداع، كان لـ"eSyriaهذا الحديث معه فقال لنا: «أنا من مواليد 1964، درست مراحل التعليم ما قبل الثانوي في التبني ثم تابعت في الثانوية الشرعية في"دير الزور"

وقد سمحت لي علاماتي في الثالث ثانوي أن أكمل في كلية "الشريعة" ولكن الظروف حالت دون ذلك، و بالنسبة لعلاقتي مع الشعر فقد بدأت منذ الصف الرابع الابتدائي و قد نصحني أساتذتي في المرحلة الإعدادية أن أتأنى بموضوع النشر، حتى تنضج تجربتي الشعرية، و قد قرأت من الشعر الجاهلي و تأثرت به تأثراً كبيراً و قد حفظت من المعلقات العشر الكثير من أبياتها، وأثر ذلك في كتاباتي من حيث جزالة القصيدة، وبناء الألفاظ فيها ككل، وهنا نضجت تجربتي وبدأت أنقح قصائدي، وأعرضها على المختصين من أهل اللغة العربية، و الأدب العربي، إلى أن انتهى بي المطاف إلى تجهيز ديوان للشعر سيصدر قريباً بعنوان "حلة من طيلسان"، و يتألف من حوالي17 قصيدة من الشعر الوجداني الجاد يعبر عن نفس الشاعر، بعيد عن التصنع، متجنباً التقليد، وكذلك الغزل الصريح، وإنما أحب الوصف و المدح لما هو جميل في الحياة، وكذلك فيه تغنٍّ بمجد الأمة و يستنهض الهمم، فمن قصيدة لي في مدح القرآن بعنوان "من فضائل القرآن" كتبت:

كتاب و إعجاز و علم و منهل/ و أمر من الديّان في الحق منزل

على هامش الحوار

تدك الجبال الراسيات لذكره/ و تخشع من هول المقام و توجل

شفاء لما في القلب و الروح قوله/ و مرقى لمن شاء العلى متأمل

و لو أن قراءناً تقطع أهله/ على تركه فهو الكريم المفضل

و في قصيدة أخرى هي عبارة عن محاورة بين الروح و الجسد كتبت هذه الأبيات:

حرارة الروح تجري في شرايني/ وتحرق النار أطراف الأفانين

و تورق الروح آلاماً ملونة/ كما تفتح أزهار الرياحين

لطافة الروح أشقى من تواجدها/ نسائم الصيف في الآفاق تؤذيني

تحاور الروح أعضائي و تقلقها/ وتلهب النار بين الحين و الحين

تلك الخصومة في روحي و في جسدي/ فمن يسارع في حكمي و يشفيني

طبعاً أنا إمام و خطيب لأحد مساجد "التبني" منذ أكثر من عام، ولدي هواية في صيانة الأجهزة الكهربائية و فتحت لي محل للصيانة من15 عام، و خصوصاً الإلكترونيات و قد طورت آلة لتسوية الأرض الزراعية، وكذلك صنّعت منظما كهربائيا، وبعت منه أكثر من500 جهاز و الحمد لله تعمل على ما يرام.

أما عن اهتمامي بالفلسفة، فأعتبرها أم العلوم، وهي تدرس قيمة العلوم و قيمة الحياة، لأنها تهتم بتفكير الإنسان و بحياته، و لي مؤلفات أجهزها في الفلسفة».